((الحوار مع المحتفى به))
|
عريف الحفل: هذا سؤال من الأخ الدكتور أيمن محمد رضوان يقول: |
هل رسالتك للدكتوراه عن القصة القصيرة في المملكة تتجه إلى وضع تنظير لكتابة القصة القصيرة في المملكة أم أنها تدرس فهم القصة القصيرة في المملكة على أنها أصبحت فناً له مكانته الأدبية يستوفي جنبات هذا الفن. وهذا ممَّا فيه نظر وأقوال؟ مع الأخذ في الحسبان حداثة الفن القصصي في الأدب السعودي؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: شكراً على السؤال أنا سبقني في الكتابة إلى القصة القصيرة أو البحث في القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية عدد من الأساتذة الذين أحترمهم، ولكن ما يمكن أن يميزني عنهم جميعاً هو أني اشتغلت بإشراف أستاذي الكبير محمد أركون، مع محمد أركون تعلمت القراءة والكتابة، أيضاً القراءة عند محمد أركون علم. مما دفعني لكي أقرأ القصة القصيرة في المملكة أن أعيد كتابة تاريخ هذه البلاد، ما كان في الإمكان على الإطلاق أن أقرأ نصاً انطلاقاً من قراءة النص ذاته، كان لا بد أن أعيد نسب هذا النص إلى كل مكوّناته سواء شعرية سواء نثرية سواء قصصية، بكل معانيها بكل تجلياتها الإبداعية في الأساطير والحكايات، واستطعت بالفعل أن أنهض بقراءة ما سمَّيته في الفصل الأول، شروط القراءة والكتابة في المملكة، لم أر إطلاقاً شروطاً للقراءة والكتابة مثل شروطها في بلادنا، أحياناً تستغرب كيف يمكن أن يكتب أمثال عبده خال أو غيره نصاً بكل هذه الشروط. تكتب وعلينا أن نكتب والشروط أحياناً تنهار وتنفث وأحياناً تنهض مجدداً. لأن البلاد التي تغيب فيها دولة القانون يظل لكل شرطه، يظل لكل سلطته، الكتابة حرية وهذا ما أحلم، والنصوص التي عملت عليها كانت في معظمها بحثاً عن الحرية. |
سؤال من الأستاذة مها الفهد: |
نستأذن الأستاذ أحمد سعد أبو دهمان في طباعة روايته الحزام بلغة برايل للمكفوفين، باللغات الأربع ـ (الفرنسية والعربية والإنكليزية والألمانية)، والتي تنفرد بحمد الله جريدة السفير العربي شرف الكتابة لهذه الفئة على مستوى العالم العربي، وخصوصاً في المملكة العربية السعودية حيث يوجد ما يقارب مليون كفيف معظمهم من المثقفين، فما رأيكم؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: أنا سعيد بمثل هذا المقترح. ولكن لتنفيذ هذا المقترح يجب أن تتصل الأخت مباشرة بدار النشر الفرنسية والتي لن تتردّد بقبول هذا الطلب. ولكن من ناحية أخرى مازال الحزام ممنوعاً في المملكة إلى الآن، فكيف سيتم حل هذه الإشكالية في الداخل. على العموم هذا تكريم لن أنساه. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي الشريقي يقول: |
قرأت أنكم كتبتم (الحزام) أولاً بالفرنسية ثم تمت الترجمة العربية. فلماذا لم يكن الأمر عكس ذلك ومن الذي ترجمها للعربية؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: لم يكن الأمر عكس ذلك لأن الأمر كان مستحيلاً بالنسبة إلي، لقد كتبتها باللغة الفرنسية في البداية لابنتي وزوجتي فقط، كان نصاً عائلياً. ولكن عندما تقدم لدار الساقي لإصداره باللغة العربية من (دار جلمار) احترت هل أترك ترجمة هذا النص لمن لا يعرفني. وأخيراً قررت إعادة كتابته بالعربية وهي ليست ترجمة قريبة من النص الفرنسي وليست ترجمة يا عزيزي. |
سؤال من الأستاذة دلال عزيز ضياء: |
سيدي يلاحظ أنكم مرتبطون بالقرية وبنشأتكم ويلاحظ أيضاً نشأتكم سلسلة من الكفاح الذي عاشه جيل أبناء عصرنا جامعة الملك سعود الإغراق في المحلية الذي ميّز كتاباتكم ألا تعتقدون أنه هو المفتاح الذي يشرّع لنا الأبواب نحو الخروج إلى العالمية. هذا الاستغراق في البيئة المحلية وهذه الخصوصية لهذه الحقبة ورحلة الكفاح الطويل الذي ذكرتموها؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: سيدتي دلال، عندما قلت في البداية بأني جئت لأنحني أمام الكبار الذين صنعوا هذه المدينة كنت أعني أباك، أيضاً أما بالنسبة إلى الإغراق في المحلية فالحزام نص تاريخي نص أنثربولوجي ـ روائي نص شعري فيه كل شيء وفيه جهد عشرات السنين من البحث في تاريخ هذه البلاد تاريخ الحجاز تاريخ الجنوب تاريخ نجد.. الخ.. |
هذا التاريخ المتعدد الذي يجب أن ندافع عنه، هذه البلاد متنوعة ويجب أن ندافع عن هذا التنوع ونحميه. أذكر مرة أن كتبت في جريدة الرياض ـ الجزيرة شبه العربية، عندما عرفت أن في جنوب الجزيرة العربية خمس لغات حية ليس لها علاقة باللغة العربية، بلادنا غنية يكفي أن نعرفها، يكفي أن نعيد اكتشافها نعيد كتابتها لكي ننتج نصوصاً عظيمة. |
عريف الحفل: سؤال عبد الحميد الدرهلي يقول: |
في هذه الحقبة من الزمن الذي يُشنّ فيه أعداء الإسلام حملتهم المناهضة ضد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، هل في وسعكم نشر كتاب أو أكثر باللغة الفرنسية لتوضيح وتنوير اليهود والمسيحيين في الغرب، عن سيرة الرسول الكريم وعن سماحة الدين الإسلامي وثقافة القرآن الكريم أو ترجمة كتب عن السيرة إلى الفرنسية كما فعل الأستاذ محمود حسين في فرنسا حيث نشر كتاباً بالفرنسية عن السيرة النبوية وآخر عن العهد الذهبي في الإسلام ولكم الشكر.
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: أنا شخصياً أرحب بأي جهود دفاعاً عن الإسلام والحضارة العربية الإسلامية، مثل هذه الترجمات وإمكانياتي لا تسمح ربما من خلال علاقاتي أقنع بعض الدور بترجمة بعض النصوص الجديرة بالترجمة إلى الفرنسية، ولكن ليس من السهل إقناع دور النشر بأي نص، إنما لو توافرت نصوصاً جديرة بالدفاع عن الإسلام بجدارة فستجد طريقها إلى النشر وليست في حاجة إليّ. |
سؤال من الأستاذة نادية الشيخ تقول: |
يتضح من النص الروائي للحزام مدى تعلق الكاتب في قريته. وكل ما تحتويه من عادات وتقاليد ومظاهر مختلفة وعادات منفصلة وكانت التفاصيل الدقيقة تجعل القارئ يشعر أنه يعيشها وينتمي إليها فهل كان الأمر صعباً لوضع ذلك التوصيف باللغة الفرنسية؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: يعيدني هذا السؤال إلى طفولتي إلى القرية لم نكن نستورد شيئاً قط كنا ننتج كل شيء، نغادر منازلنا في الصباح الساعة الرابعة كنا نصلي الفجر في مزارعنا ولا نعود إلا في المساء، كان أحدنا يعمل عملاً وشعراً وغناء كان يعمل حبًّا. كنا ننتقل من قصيدة إلى قصيدة ومن ري إلى ري ومن مزرعة إلى مزرعة ومن امرأة إلى امرأة كانت القرية أغنية وكنا فيها شعراً وغناءً وكان من السهل علي أن تتحول هذه القرية التي لخصت في النهاية الجزيرة العربية إلى قصيدة إنسانية. |
أحد القرّاء قال لي إنه قرأ الحزام وتمنّى وهو في الطائرة أن يهبط بقريتي، سيدة برازيلية اشترت عشرين نسخة وتقول هذه قريتي، امرأة كندية كانت تشتغل مع زوجتي كانت تقول هؤلاء أهلي وهذا أبي وهذه أمي كنت سعيداً أن أجعل من قبيلتي كل هذا العالم وأعتقد أنني نجحت أنتم عالمي أنتم أهلي أنتم قبيلتي وأصبحتم هذا العالم بالنسبة إلى القرّاء. |
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد الرزاق الغامدي يقول: |
في سنين خلت كانت اللغة الفرنسية كما تعلم تدرس في مدارسنا الثانوية إلى جانب اللغة الإنجليزية ثم ألغيت لأسباب نجهلها. هل ترى أن عودة تدريس اللغة الفرنسية إلى مدارسنا أمر ضروري؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: محاصرة حتى في فرنسا ـ ربما تذكرون أن شيراك غادر قاعة المؤتمرات لأن أحد الفرنسيين ألقى كلمته بالإنكليزية. يهمني أن تأخذ الفرنسية مكانها في المملكة إلى جانب الإنكليزية إلى جانب لغات أخرى يهمني أن تتسع النوافذ أن يرى العالم بأكثر من عين وبأكثر من صوت وبأكثر من حرف. |
د. سلوى بيطار (سؤال شخصي): |
ما هي جنسية زوجتكم وهل شاركتكم أو كانت لكم دافعاً في هذا الإبداع؟ أو كانت لكما أرضية مشتركة بينكما؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: زوجتي فرنسية، وعندما التقينا قلت لها لن أتزوج إلا سعودية، وحصلت بعض الإشكاليات التي منعتني من العودة في الثمانينات، وعندما لم أعد أحتمل البقاء في فرنسا قالت لي لنجعله زواجاً أبيض لأتمكّن من الدفاع عنك فيما لو: قلت لها لا ليكن زواجاً حقيقياً. شاركتني في أشياء كثيرة، وفي تصحيح هذا النص وفي طباعته لأنني لا أعرف الطباعة حتى الآن، وكلما حاولت أن تفرنس جملة أقول لها هذه قريتي إياك أن تقتربي من روحي وكانت وفيّة لأهلي ولروحي إلى الآن، سئلت مرة عما إذا كانت ساهمت في كتابة هذه النص فقالت أنا عندما أتحدث عن المطر أقول المطر يهبط، أحمد عندما يتحدث عن المطر يقول المطر يصعد. |
عريف الحفل: سؤال من الأخ أشرف السيد سالم يقول: |
كل اللغات تتراجع أمام زحف الإنجليزية الذي فرضه التفوق الأمريكي في المجال التقني والاقتصادي والسياسي فإذا كانت العربية قد توارت بسبب ضعف أمتها وتراجعها فما بال الفرنسية بكل حمولتها الثقافية وموروثها التاريخي؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: العربية ليس عليها خوف، الخوف على الفرنسية فهي محاصرة أوروبياً وإفريقياً وحتى في معاقلها القديمة محاصرة بلغة بشعة وسوقية ـ اللغة الفرنسية لغة رفيعة ولا أتعامل مع اللغة الفرنسية بأي نوع من الاستلاب أبداً. أحس أحياناً بتعبيري بالفرنسية متعة لا تضاهيها أية متعة، هذه اللغة التي تعلمتها أشعر أنها ملكي وليست ملكاً لجاك شيراك ولا لأي شخص آخر لغتي أنا، بلدي ابتعثني وتعلمت هذه اللغة وهي لغة راقية وجميلة. |
سؤال من السيدة سعاد الصابوني: |
إذا أتيحت لك فرصة الترجمة من العربية إلى الفرنسية أو العكس ماذا كنتم ستختارون من بين هؤلاء الجوانب من تراثنا العربي الإسلامي ماذا كنتم ستختارون من مكتبة تراثنا ـ الجاحظ ـ المتنبي أم من الأدب الحديث؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: أحب أن أشير إلى أن الدراسة الفرنسية هي لنشر القصة. فكل الأسماء التي أشرت إليها مترجمة إلى الفرنسية وعن طريق دور نشر فرنسية وكانت دار نشر مرموقة اسمها ((آلت اشو)). هناك المشرف على الجانب العربي هو الأخ الصديق العربي السوري فاروق مردم بك والذي يحظى باحترامنا جميعاً كم خدم الجانب العربي وأتمنى أن يستضيفوه في هذه الاثنينية. كم خدم الأدب العربي وكم قدم للقارئ الفرنسي من نصوص من مشرق العالم العربي إلى مغربه. نقل عدداً من روايات الجزيرة العربية والخليجية إلى الفرنسية وبيننا تعاون مشترك وسترون قريباً النتائج إن شاء الله.. |
عريف الحفل: سؤال من الأخ جميل الفهمي يقول: |
هل اتجاهكم للكتابة بالفرنسية الهدف منه الحصول على التمييز وهذا حق مشروع لكم أم كان الهدف تعريف الغربيين بالصوت الأدبي القادم من العالم العربي أم يعود ذلك إلى قدرتكم على التعبير باللغة الفرنسية دون العربية؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: أولاً ليست عندي إشكالية في التعبير عن نفسي بالعربية وأعتقد أنني أجيد ذلك أكثر مما أجيده بالفرنسية، الكتابة بالفرنسية أصدقكم القول إنها كانت بيني وبين زوجتي وابنتي وأصدقكم أنها لم تكن لأحد. ولكن أود أن لا أموت قبل أن تعرف زوجتي وابنتي بالذات من أنا ومن أنتم وما هي هذه البلاد؟ |
سؤال من د. ندى محمد برنجي: |
أستاذ أحمد ما هو تكنيكك في الكتابة الذي اتبعتموه عن كتابة الرواية باللغة العربية أو بمعنى آخر، كيف استطعت إعادة صياغة النص العربي بحيث أنه مقارنة بين النصين هناك بعض العبارات قمت بترجمتها وبعضها الآخر اختلف عن النص الفرنسي.
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: شكراً يا عزيزتي على هذا السؤال. كأنك كنت معي عندما وقعت على ترجمته إلى العربية أو نقله إلى العربية ظل أمامي حوالى ستة أشهر بالفرنسية. لم أستطع الاقتراب من أهلي باللغة العربية فكان عليّ إعادة كتابة كل شيء الذي حدث أنني أعدت كتابة بعض الأجزاء وترجمت بعض الأجزاء، أحياناً أجد قارئاً أو قارئة يحاول أن يكشف ما خبأته وأنت من هؤلاء القلة. |
عريف الحفل: سؤال من الأخ ماجد إبراهيم يقول: |
سمعت لك مقطعاً صوتياً عبر شبكة الإنترنت تقول فيه: ونحن في الجنوب نبدأ صباحاً بالغناء وأنشدت أبياتاً كتبتها في ابنتك وزوجتك، نتمنى أن نسمع هذه الأبيات مجدداً لنحصل على ابتسامة إعجاب من حبيبة الكل (جدة).
|
الأستاذ أبو دهمان:
|
صاحبي باعطيك بعض عيوني |
واحتفظ بخاطري بأحلامي الخ.. |
أغني وأنا متعب فقد خرجت من المستشفى قبل يومين وأتمنى ألا أعود إلى المستشفى. |
سؤال من الأستاذة دلال عزيز ضياء: |
عرون الجنوب وقرى الحجاز المرح واستقبال القضايا الكبيرة بالنسبة إلى الحصاد والاستقبال بالأهازيج بروح متفائلة مرحبة بالغير كيف تعيّن لهذه المناطق سلوكها السابق وكيف تتقبل الآخر كما في سنواتها الغابرة؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: كأن هذه دعوة للبكاء على ما مضى، يبدو لي أننا تشوّهنا أكثر مما ينبغي وأصبحنا كائنات هشة وكائنات لا ترى إلا بعين واحدة ليس لها إلا صوت واحد، كان لأبي أكثر من صوت وكان لأمي أكثر من صوت، كان لكل امرأة في الغربة لونها ورائحتها، كنا نعرف أن فاطمة مرت من هنا قبل ساعتين أو ثلاث لأن رائحتها ما زالت هناك كنا نعرف كل امرأة من خبزها من معصمها كنا نرحب الآن يقولون مرحباً مليون، ما زال هناك بعض ما يمكن أن نستند إليه للحكاية ولكن الحياة لم تعد هناك حياة. |
أذكر هذا القوس القزح، تلك التي أحببت في العمل.. وخرجت وزارتني قبل سنين وأنا عائد من باريس. كانت تدق على الباب عرفت صوتها وخرجت فرحاً ربما أرى، رأيت سيدة ملفوفة بالسواد قلت لها لماذا؟ قالت تحضّرنا!! |
أنا هربت من هذه الحضارة السوداء، واستطعت أن أحافظ على لهجة القرية، حتى الكبار عندما أعود إلى القرية، وأمارس الطقوس القديمة التي لم يعد يذكرها إلا الكبار في السن. يحببونني يعتزون بي حمتنا ذاكرتهم حمتني ذاكرة القرية، حمتني باريس، باريس لم تفقدني شعرة واحدة أو ذرَّة واحدة من هذه البلاد تخيلوا كيف يمكن للحرية أن تحمي كل شيء.. |
عريف الحفل: سؤال من الأخ عجلان الشهري بن أحمد الشهري يقول: |
عاش سعادتكم حياته في المملكة العربية السعودية في بيئة محافظة تتفاوت بحكم البيئة الاجتماعية بين أبها والرياض ثم انتقلتم إلى باريس، وكانت هناك النقلة الكبيرة. ماذا أضافت إليكم باريس من إيجابيات وسلبيات في حياتكم وما مدى التأثر من وجهة نظركم؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: عزيزي عجلان في باريس ـ أولاً اكتشفت أنني فرد وأنني إنسان، لم أعثر على تلك الخلية التي حاولت القبيلة أن تصيغها. نحن في هذه البلاد خلايا في جسد ضخم هناك شخصية هو ما يسمَّى في الدراسات الأنثروبولوجية بالشخصية القاعدية هنالك شخصية القائد، شخصية الزعيم ونحن كلنا نسخ ـ نسخ مشوّه لهذا الزعيم أو لهذا القائد في باريس يمكن أن تكون أنت. ليس فقط عليك أن تكون، أنت ملزم أن تكون أن تكتب أن تتحول إلى نص انتقلت في باريس من الحالة الشفوية إلى الحالة الكتابية ـ انتقلت من الحالة القبلية إلى الحالة الإنسانية. في باريس تعلمت أن أكون أنا، أن أكتشف ذاتي أن أتخلص من كل ملامح الإلغاء التي كانت تطاردني في كل مكان.. |
سؤال من الأستاذة دلال عزيز ضياء: |
نحن عشنا في الثلاثين سنة الماضية حالة من الانغلاق الفكري لم نكن معتادين عليها في السابق، وأنتم تخرجتم في فترة سابقة من جامعة الرياض وتعلمون أن المناهج كانت أكثر انفتاحاً من مناهجنا الآن، لا أقلل من شأن الثقافة الإسلامية والتي درسناها لسنة واحدة، ولا نقلل من اللغة العربية ولكن درسناها لغير المتخصصين في هذا الفرع لسنة واحدة فقط، ثم انفتحنا على تخصصاتنا بكل اتساع ورحابة هذا يدعونا أن نستفسر منكم كيف يمكن أن نخرج هذا الجيل من أبنائنا وشبابنا من بوتقة الانغلاق، ليس فقط بأمر أو بتوجه بسياسة عامة للدولة وهذه سياسة تحمد كثيراً ونشكرها عليها ولكن كيف نقوم نحن كمجتمع أن نتفتح على مجتمعات أخرى؟
|
سعادة الأستاذ أبو دهمان: طبعاً فهمت، ما يخيفني هذا المشروع الأمريكي، عندما اجتاحوا العراق بدعوى نشر الديمقراطية وغيرها، انساقت الكثير من الأقلام وراء هذا الوهم، وكنت أقول للأصدقاء إن الأمريكان في الخليج منذ عام 1930 لم يحركوا إصبعاً واحدة من أجل هذه الديمقراطية في هذه المنطقة، يمكن أن ننفتح وليس لدينا خيار آخر. حتى خادم الحرمين قالها قبل أيام وليس لدينا خيار آخر، غير الانفتاح غير ملاحقة العصر، يجب أن ننفتح لغوياً على كل اللغات الأخرى، يجب أن ننفتح أدبياً يجب أن ننفتح إنسانياً. والانفتاح ليس بضاعة يمكن أن نشتريها، الانفتاح حالة نضال يومي وليس أقسى من النضال المعرفي من أجل تغيير سلوك قد يقضي سنوات عديدة لتغيير نمط معين من سلوكياته وهو لن ينجح. |
أتمنى أن ننجح معاً وأمامنا من الآمال ما يجعلنا نغير أنفسنا لغد أفضل. |
|