((كلمة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
الحمدُ للهِ حمدَ الشاكرينْ، والصلاةُ والسلامُ على إمامِ المرسَلينْ، وقائدِ الغرِّ المُحَجّلينْ سيدِنا ونبينا وحبيبنا محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ الصادقِ الوعدِ الأمينْ، وعلى آلِ بيتهِ الكرامِ الطاهرينْ وصحابتهِ الغرِّ الميامينْ.. |
أصحابَ الفضيلةِ والمعالِي والسعادةِ |
الأستاذاتُ الفُضلياتْ |
الأخوةُ الأكارمْ |
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته: |
يسعدُني أنْ نلتقيَ مجدداً بعدَ توقفٍ طالَ أمدُهُ، فرضتْهُ ظروفِي الصحية، التي تجاوزتُها بفضلِ اللهِ، عبرَ رحلةِ استشفاءٍ دامتْ طويلاً.. فللهِ الحمدُ والمِنّةُ مِنْ قَبلُ ومِن بعدُ. كما يطيبُ لي أنْ أقدِّمَ أسْمَى آياتِ الشكرِ والتقديرِ لكلِّ الأخوةِ الأعزاءِ الذينَ شرّفُوني باتصالاتِهم، وأكرمُوني برسائِلهم التي كانَ لهَا أطيبُ الأثرِ في نَفْسي، فأسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يَمُنَّ على الجميعِ بموفورِ الصحةِ والعافيةِ والسعادةْ.. |
وأثناءَ فترةِ توقفنا ـ أيُّها الأحبةُ ـ لفّنَا حُزنٌ كبيرٌ، بوفاةِ فقيدِ الأمةِ، خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ فهد بنِ عبدِ العزيزِ، طيّبَ اللهُ ثراهُ، فنسْألُهُ سبحانَه وتَعالى أنْ يتغمَدهُ بواسعِ رحمتهِ وعَفْوِهِ وإحسانِه.. كما رُزِئْنَا بِفَقْدِ صدِيقي ورفيقِ دَرْبي، سعادةِ الأستاذِ عباس فائقْ غزاوي "بَابَا عَبّاس"، الإذاعيِّ البارزِ والديبلوماسيِّ البارعِ، الذي كانَ يبرُّ اثنينيتَكُم بحضورِهِ ومشاركتِهِ الفاعِلةِ، رحمَهُ اللهُ رحمةَ الأبرارْ بقدْرِ ما قدّمَ لمجتمعهِ ووطنِهِ وأمتهِ.. |
نعودُ مُجَدداً ـ أيُّها الأخوةُ والأخواتُ ـ لِنَشْرُفَ فِي هذَا المساءِ الجميلِ، بتكريمِ عَلَمٍ، وسَنَامِ فَضْلٍ، وسليلِ أَرُومةِ كريمةٍ، نستهلُ بهِ هذَا الموسمِ التكريميِّ كخيرِ ما يكونُ الاستهلالُ، معالِي أستاذِنا الدكتورْ الشيخِ عبدِ الملكِ بن دهيش، الذي لبّى دعوةَ الاثنينيةِ مشكوراً، رغمَ شواغِلهِ الجمّةِ، فكمْ سعتْ اثنينيتكُم التشرفَ بهذَا التكريمِ في أوقاتٍ سابقاتٍ، إلاّ أنَّ ظروفَ معاليه وارتباطاتِه كانتْ تحولُ دونَ ذلكَ، فأهْلاً وسَهْلاً ومرحَباً بهِ بينَ محبيهِ وعارفِي فضلهِ، وَكلِّ مَنْ نَهَلْ مِنْ فُيوضِ عِلْمِهِ، ومَعِينِ فكرِهِ الفقهيِّ والبحْثيِّ والعِلميِّ.. |
أيُّها الأخوةُ لقدْ ظلتْ أرضُ "اقرأ" المباركة مصدر الخيرِ الوفيرِ والعطاءِ الثّرِ، مَهْداً وَموئِلاً وَمهَوىً لكثيرٍ من العلماءِ، الذين تقاطرُوا إليها من كلّ فَجٍّ عميقٍ، والفُقهاءِ الذينَ تعلَّمُوا وعَلَّمُوا، والمؤرخينَ الذين بحثُوا وَنقّبُوا وسَجّلُوا. والأدباءِ والشعراءِ وغيرُهم كُثْر، مِمنْ أَثْرَوْا وتأثّرُوا، فتمخّضَتْ جهودُهم الخيرةُ، وأعمالُهم الجليلةُ، ومواقفُهم الكثيرةُ، التي تُذكرْ فتُشكرْ، بحْثاً وتَنقِيباً وتَأْصِيلاً لتُراثِنا الإسلاميِّ في مختلف صُنوفِ المعرفةِ.. وما زالتْ هذهِ الأرضُ الولودُ تَرْفُدُنا بينَ الحينِ والآخرِ بِعَالِمٍ كبيرٍ، ومؤرخٍ جليلٍ، وأستاذٍ خبيرٍ، وأديبٍ بارعٍ، وباحثٍ مُتَمكنٍ، تزْهُو بمُحَاضَراتِهم ومُؤَلّفاتِهم ونِتاجِهم الفكرِيِّ مجامِعُنا العلمِيّةُ، ومحافِلُنا الثقافِيةُ، ومنتدَياتُنا الأدبِيةُ، فمُؤرخُنا وباحثُنا وفقيهُنا العلامةُ ضيفُ أمسيتنِا الليلةَ أحدُ أولئكَ الجمعِِ الطيّبِ، الذينَ خدمُوا التراثَ خِدمةً عِلِميّةً خالِصةً مُخْلِصةً، تستحقُ الوقوفَ عندَها، والاسْتِنارَة بِمَا حَوَتْهُ، والاستفادَةَ مما توافرتْ عليهِ مِنْ خِلالِ هَذا اللقاءْ.. |
إنّ المتتبعَ لمسيرةِ ضيفِنا الكبيرِ، يلحظُ باهتمامٍ بالغٍ وَلَعَهُ المتواصِلَ، وتتبُّعَهُ الدقِيقَ لِمَا تَضُخُّهُ المطابعُ، مِنْ ثَمَراتِ العلومِ الشرعيةِ والعِلْميةِ، التي ينْبرِي لها كِبارُ العلماءِ، وحِرْصَهُ المتناهِي عليها دَرْساً، وفَهْماً، وتَمْحِيصاً، وتَدْقِيقاً، ثم يتمَثّلُ ذلَك كُلُّه شَهْداً شَهِيًّا، تأليفاً وتَصْنيفاً، عَنْ رغْبةٍ أكيدةٍ وهوايةٍ أحبَّها فَأَحبّتْهُ، وشَغَفاً متواصِلاً فيسكبُ فيها عُصَارَة فِكْرِه، ويشْحَذُ فيها همّتَه العاليةَ التي لا يعرفُ الكلالُ والمَلالُ، والتّراخِي واليأسُ، طريقاً إلى نفسِه التواقةِ للمعرفةِ، فحياتُه سلسلةٌ متصلةٌ من العملِ الجادِ الثمرِ، وأحسبُ أَنَّ ضيفَنا الكبيرَ لَمْ يَعْتَلِ صَهْوةَ التصْنيفِ، والتأليفِ، والتحقيقِ، الذي يستعصِي على الكثيرينَ، لِمَا تَكْتَنِفُهُ وتَحُفُّهُ من مَزالِقَ كُثْرٍ، ومعوِّقاتٍ عِدَّةٍ، وما يتطلبُه كلُّ ذلكَ مِن رَهَقٍ وَجَهْدٍ وسَهَرٍ ونَصَبٍ، وأحياناً كثيرةً تَضْطَرُهُ معلومةٌ صغيرةٌ لتجشّمِ مشاقِ السفرِ لِسَبْرِ غَوْرِهَا، والبحثِ عن كُنْهِها وحقيقتِها، ناهيكَ عمَا يَبذلهُ مِن نفيسِ المالِ والوقتِ لاقتناءِ كُتيِّبٍ قَصِيٍّ، أو مخطوطةٍ نادرةٍ في صَقْعٍ ناءٍ، أو وثيقةٍ دامغةٍ تركَ علَيها الدهرُ بصماتِه، علّها تُدَعِّم وتُثْرِي بحوثَهُ وعلومَهُ. أحْسَبُ أنّه لَمْ يدفعْهُ ويستحثُّهُ إلى ذلكَ وغيرِه، سِوى الغَيْرَةِ على كُتبِ التراثِ القيّمةِ التي صُرِفَتْ فيها جواهرُ الأعمارِ، وبُذلِتْ في سبيلِِها أنوارُ العيونِ، وحمَاها السلفُ ذَوُو الفضلِ بِمُهَجِ النفوسِ.. |
وقدْ شَرُفْتُ بقراءةِ مُعظمِ مؤلفاتِهِ التي تُعَدُّ مفخرةً للمكتبةِ الفكريةِ، فاسْتوْقفَِني مُؤلَّفُهُ الموسومْ، الحرمُ المكيُّ الشريفُ والأعلامُ المحيطةُ بهِ الذي يُعَدُّ بحقٍّ دراسةً ميدانيةً تاريخيةً فقهيةً، اسْتوثَقَ مِنْ خِلالها معلوماتِ الوقائعِ، والقبائلِ والأعْلامِ، عَمَلِياً وعَلِمِيًّا مِن أهلِ الخبرةِ والمعرفةِ والدرايةِ بمواضعِ مكةَ المكرمةِ، جبالِها وِوِهَادِهَا وأعلامِها وشِعَابِها، فترَك بذلكَ آثاراً قيمةً في دائرتِنا المعرفيةِ عنِ الحدودِ الجغرافيةِ للحرمِ قَلّمَا نجدُ مثيلاً لها بهذِه الدقةِ والمنهجيةِ، إذ تُعَبِّرُ عَنْ منهجٍ مُبْتَكَرٍ، وأسلوبٍ جديدٍ يضعَهُ في مَصَافِّ المراجعِ النّفِيسة التي لا غِنىً للباحثينَ والدارسينَ عنْهَا، جنباً إلى جنبِ معَ كتابِ "أخبارِ مكةْ وما جاءَ فيها من الآثارْ" لأبي الوليد الأزْرقي الذي طُبِعَ على نفقةِ سيدي الوالد ـ يرحمه الله ـ والمطبعةِ الماجديةِ عامَ 1325هـ وطُبِعَ جزؤُه الثاني عام 1357هـ، وقد شَرُفَتِ الاثنينيةُ مؤخراً بإعادةِ طَبْعِهِ ضِمنَ سبعةَ عشرَ عنواناً في أربعةٍ وخمسينَ مُجلداً بمناسبةِ اختيارِ مكة المكرمة عاصمةً للثقافةِ الإسلاميةْ.. |
لقد بَذَلَ ضيفُنَا الكبيرُ جَهْداً مُقَدّراً في تصحيحِ التّصْحِيفِ، بما حباهُ اللهُ من ذكاءٍ وحصافةٍ ودِقّةِ الملاحظةِ، التي أهلتْهُ لأنْ يتعرفَ على ظروفِ ومُلابساتِ النّصوصِ التي أمَامَهُ، وأنْ يَنْظُرَ إليها نَظَرَ الحاكمِ العادلِ، متحاشياً تسرّبَ الخطأِ مِنْ أيِّ بابٍ مِنْ أبوابِ الغَفْلَةِ، أو ثَغْرٍ مِن ثُغورِ الذّهُولِ، ولعلَّ الصفةَ التي زادتْهُ بَسْطَةً في العِلمِ والفقهِ، ورفعتْهُ مكاناً عِلْمياً عَلِيًّا، تواضُعُه ولينُ جانبهِ، واحترامُه لعلمائهِ ومشايخةِ، ولمنْ لهمْ فضلٌ عليهِ، فلمْ يُعرَفْ عنهُ قَطُّ اسْتئثارُهُ برأْيهِ دونَ غيرِه، أَوْ إعجابُه بفكرتِه فَحسْب، أو تجهيلُه، أو دمغهُ لِمنْ يختلفونَ معهُ بصفاتِ الدّونِيّةِ، أو إقصاءٌ للآخرِ.. فلمْ يَتَمَوقَعْ في جُزُرٍ منعزلةٍ نائيةٍ، بل ظلَّ يفتحُ لنفْسِهِ طريقاً واسِعاً، لمزيدٍ من الوَعْي والإدراكِ، والإحاطةِ والتقصّي للمعارفِ الدينيةِ، التي وَهَب نفسَه وجَنّدَ طاقاتِه لَها، فكانَتْ لَهُ تلْكَ الحظوةُ في الأوساطِ الفكريةِ والفقهيةِ، ومجالسِ العلمِ والفتوَى.. |
ولمعالِي ضيفِنا الكبيرِ ـ أيُّها الأخوةُ ـ دورٌ بارزٌ في الدعوةِ إلى الوَسَطِيةِ مع الأخذِ بالأحوطِ والأيسرِ، مُسَتلْهِماً الخطابَ الدينيَّ الذي أسسَ دعائمَهُ مُعلِمُ البشريةِ الخير، سيدُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، داعياً ومشجِّعاً على الحوارِ البنّاءِ الهادِف، الذي يستندُ إلى العَصْرَنَةِ ومُسْتَجدَّاتِها، وَِفْقَ المصالحِ الدينيةِ والدنيوية، بِمنْأًى عنِ التشددِ المنبوذِ، والغُلوِّ المُسْتَهْجَنِ، والتطرفِ المَمْقُوتِ الذي يجْنحُ إليه بعضُ بني جلدتِنا، مُتوهمينَ في ذاتِ الوقتِ أنَّ نظرَتَهُمُ التكفيريةَ الآحاديةَ هي الأصلُ، وأنّ تفسيراتِهمْ ورُؤاهُم الفقهيةَ هي التي يجبُ أنْ تَسودَ وتُقَدَّسَ، وأنَّ قِدْحَهم هو المُعَلّى في أَسْلَمةِ الحياةِ، منهجاً ومُمارسةً، فلا يعرفونَ للحكمةِ والموعظةِ الحَسَنَةِ مكاناً، ولا يعترفونَ إلا بالجدليةِ، التي تتوكأ أجندتُها على أسلوبِ القوةِ والبطشِ، والترهيبِ لا الترغيبِ، وكَأَنَّ الدينَ الذي أنزلهُ عَزّ وجَلّ رحمةً للعالمينَ، لا يعرفُ إلا القسوةَ لغةً، والغِلْظَةَ والشدةَ طريقاً، والعنفَ المُضادَ وسيلةً، رائدُهُ في ذلكَ الرصيدُ الدينيُّ الموروثُ عنِ الأنبياءِ وعنِ السلفِ الصالحِ والعلماءِ الأفاضلِ، فغذّاهُ بقراءاتهِ الواسعةِ وإطّلاعهِ على العديدِ من أمهاتِ الكتبِ والمراجعِ التي تَزْخَرُ بالكثيرِ.. بحثاً عن الحقيقةِ ضالتِه فيأخذُها أنّى وَجَدَهَا، حتّى وإنْ كانتْ من مخالفِيهِ الرأيِّ، بعيداً عنِ التحاملِ والتّعصبِ، فتراهُ كثيراً ما يُنْصِفُ الآخرينَ مِنْ مذاهبَ أخْرَى، وينافحُ دونَهم، ويدرأُ عنُهم ما يثيرُه الآخرونَ من شُبهاتٍ واتهاماتٍ بعدَ الدرسِ العميقِ والفحصِ والتدقيقِ، كَما كَانَ يَنْأَى بنفسِهِ عنِ الأفكارِ الفاسدةِ، والأقلامِ القادحةِ التي تنطلقُ من أغراضٍ وأهواءٍ شخصيةِ، فلمْ يُعْرَفْ عَنهُ قَطُّ أنْ غَمَسَ قَلَمَهُ في مَحْبرةِ المُهاتراتِ والتصفياتِ والأغراضِ الشخصيةِ.. |
إنّ المسؤولياتِ العِظامِ، والمناصبِ العُليا، التي تبوّأَها ضيفُنا الكبيرُ، وخصوصاً تلكَ المتعلقةَ بالسلكِ القَضَائِي، لتدلُّ دَلاَلَةً واضحةً على علوِّ كَعْبِهِ وَسَعةِ إدراكهِ، وكفاءتهِ العِلميةِ، والقدرةِ على الحُكمِ في غيرِ هوىً ولا تأثيرٍ أو تأثّر، إحْقَاقاً للحقِّ في أعراض ودماءِ وممتلكات الناسْ، انتصاراً لهُ بميزانِ العدلِ والمساواةِ والأمانةِ التي تَأَبّتْ وأشفقتْ من حَمْلِها الجبالُ.. مُسْتنيراً ومُسْتَلْهِماً خُطى المدرسةِ القضائيةِ الأولى، التي أسسَ قواعَدَها وأصولَها معلمُ البشريةِ، سيدُنا محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، والخلفاءُ الراشِدونَ مِن بعدِه وخصوصاً الفاروقَ عمرَ بنَ الخطابِ رَضِيَ اللهُ عنه في كتابهِ المشهورِ الذي أرسلَه إلى أبِي موسى الأشعريّ، فكانَ أولئكَ الأكرمونَ يمارسونَ القضاءَ في حياتِهم اليوميةِ، عَدْلاً ومُساواةً، وإنْصافاً في غيرِ حَيْفٍ أو جَوْرٍ أو هَوىً.. |
كما عُرِفَ عَنْ معاليهِ العملُ في صمتِ بعيداً عنِ الهالاتِ الإعلاميةِ، والتضخيمِ الأنَوِيِّ، والأضواءِ النّرْجسية، فقد أدّى الأمانةَ كخيرِ ما يؤدِيها الرجالُ الموفونَ بعهودِهم، المتمسكونَ بأهدابِ الفضيلةِ، المساهمونَ بجهودِهم لما فيهِ خيرِ البلادِ.. إنّ الحديثَ عن معالي ضيفنا الكبيرِ يطولُ، فحسبُنا من القِلادَة ما أحاطَ بالعُنُقِ.. |
سعداءَ بصحبةِ معالي ضيفِنا الكبيرِ في هذهِ الأمسيةِ، متمنياً لكم لقاءً ماتِعاً، على أملِ أنْ نلتقيَ جميعاً الاثنين القادَم، للاحتفاءِ بسعادةِ الأديبِ والمؤرخِ المعروفِ، والشاعرِ الكبيرِ، الشيخ عبد الله الجشِّي، الذي أثْرَى المكتبة العربيةَ بالكثير من المؤلفاتِ الثقافية والأدبية والشعرية، متطلعينَ إلى الالتفافِ حوله، لنفَيهُ بعضاً مِن حقوقهِ، كِفَاءَ ما قدّمَ للأدبِ والثقافةِ والفكرْ.. |
يسعدني كالمتبع في أول اثنينية أن أقدم لكم الجزأين لما كان من أمسيات في العام الفائت أكرمنا الله سبحانه وتعالى بتوثيقها وهي تصدر في المجلد الثاني والعشرين، كما أكرم الله سبحانه وتعالى بإصدار الجزء الثاني من أحجار شاهدية متحف الآثار والتراث في مكة المكرمة وهي عن أحجار المعلاة، صدر منه الجزء الأول أصدرته وزارة المعارف ووكالة الآثار وشرفت بطبعه وهذا الجزء الثاني أحببت أن أحيطكم بذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
عريف الحفل: السادة والسيدات.. كما درجت الاثنينية فبعد لحظات سيُحال لاقط الصوت إلى أصحاب المعالي والسعادة المتحدثين وكذلك المتحدثات، علماً بأننا نتلقى أسئلتكم واستفساراتكم التي تودّون طرحها على معالي ضيفنا، ونتمنى أن يكون سؤالاً واحداً حتى نتيح الفرصة لأكبر عدد من حضراتكم. سيتم فتح باب الحوار إن شاء الله بعد أن يُعطي معاليه الكلمة بهذه المناسبة. |
عريف الحفل: الآن يسرني أن أُحيل الميكروفون لصاحب المعالي الدكتور محمد عبده يماني الداعية والمفكر الإسلامي الكبير. |
|