شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رأي بعض الأساتذة
أتاح نشر القصائد التي تبودلت بيت الأستاذ سراج مفتي، والأستاذ محمد عبد القادر فقيه، والأستاذ عبد العزيز الرفاعي – رحمه الله – أن يلفت نظر كثير من القراء، ويثير إعجابهم مما دفع بهم إلى أن يسلوا أقلام الحب، ويملؤوها بمداد الوفاء، من محابر الإخلاص ويزوقوا وسائل محلقة الكلمات سلسة العبارات تحمل آيات الإعجاب وباقات التقدير بالمستوى الذي وصلت إليه شاعرية الشعراء الثلاثة. ولقد كتب بعض أساتذة الأستاذ الرفاعي إليه معبرين عن إعجابهم بشاعريته وشاعرية صديقه محمد عبد القادر فقيه، وسنكتفي بذكر رسالتين من تلك الرسائل التي وردت إليه.
الرسالة الأولى:
وردت الرسالة الأولى من السيد أحمد العربي أحد أساتذة عبد العزيز الرفاعي الأفاضل بل هو أحد رواد النهضة التعليمية والأدبية بالمملكة العربية السعودية، كان مدير المعهد العلمي السعودي وتخرج الرفاعي من المعهد في عهد إدارته له وهو الذي هيأ للرفاعي الفرصة في أن يعمل في الصباح ويتقدم لأداء الاختبار نهاية العام، لعله بذلك أول من وضع نظام الاختبار من المنازل في المعهد العلمي دون أن يأخذ الشكل الرسمي ونص الرسالة هو:
* * *
سيادة الابن الأبر الأديب الألمعي
الأستاذ عبد العزيز الرفاعي حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد، فقد تلقيت ببالغ الحفاوة والإعجاب رسالتكم الكريمة والمشفوعة بها صور القصائد الثلاث التي أتحفتموني بها: القصيدة الغراء المعنونة "إن الهوى بهواء مكة يأسر"، وقصيدة الأستاذ محمد عبد القادر فقيه التي جعل عنوانها "يا شاعر الأغصان غصنك مورق"، وقصيدتك التي أجبته بها، وقد نشرتها جريدة الندوة بعنوان "يا شاعر الأزهار"، وقد قضيت لحظات سعيدة في أجواء هذه القصائد الناضجة بأنبل مشاعر الحب والوفاء لأم القرى الحبيبة، ولرفقة الصبا الأوفياء الذين جمعتهم وشائج الأدب الرفيع فآووا إلى دوحته الفيحاء فشبوا وترعرعوا في ظلالها، وتفتحت زهورهم الندية بأطيب الشذا وأحلى الأنغام.
وإنه ليسعدني أن أحيي فيك هذه الموهبة الشعرية الناضجة التي أتاحت لها هذه المناسبة السعيدة أن تتجلى في هذه المساجلات الأدبية، التي أرجو أن تتكرر وأن تحتل المكانة اللائقة بها في أدبنا الحديث، وكما أعجبت بقصيدتيك الرائعتين، وبما تمثل فيهما من نبل أخلاقك وكريم سجاياك من صدق ووفاء أعجبت بقصيدة الأستاذ محمد عبد القادر فقيه وربما فيها من اعتزاز بماضي مكة العريق، والحنين إلى ذكرياته الحبيبة، كما كان للمقطع الأخير من قصيدته في نفسي أحسن الوقع ولا سيما البيت الأخير الذي يقول فيه:
قد كرَّموا فيك الطريف وما دروا
أن التليد من الجواهرِ أكثر
محبك
أحمد العربي
الرسالة الثانية:
الرسالة الثانية بعث بها أستاذ الملوك والأمراء وأستاذ الاساتذة الشيخ الفاضل والرجل الصالح عثمان بن ناصر الصالح وقد جاء في رسالة فضيلته ما يلي:
* * *
عزيزي معالي الأستاذ الأديب عبد العزيز الرفاعي المحترم:
بعد التحية والتقدير
عزيزي لا أدري لماذا أنا مُنْشَدٌّ إلى الشعر والأدب؟ ولماذا أحتفظ بالقصيدة عندما تكون جيدة السبك، جميلة المعنى...
ما كنت أظنك شاعراً، لهذا احتفظت بصفحة من جريدة "الندوة" فيها قصيدتان – هوى مكة المكرمة – بينكم وبين فقيه .. في قصيدتكم جودة .. فما كنت أظنك شاعراً.. لطيف قولكم:
وسراجنا العطار ما زالت له
تلك المروءة والوفاء الأخضرُ
فالخضرة تسر الناظرين، واستعرتها للنفس والفكر.
هناك أبيات أخرى رشيقة :
أما الجمـال فكالـورود نقيـة
أردانه بل كالورود معطر
عشق الكتابة والقريض يصوغـه
فتراه ينظم تارة أو ينثر
قد كنت أرجو أن أكون كمثلهم
لكنني واني الخُطا أتعثر
ما زلتُ "يا مفتيَّنا" رغم المـدى
لشريط أيام الصبا أتذكر
أيـام كنتَ تضيفنـا في مقعـد
قد ضاق لكن بالأحبـة يكـبر
والحقيقة لم يكن اختياري هذه الأبيات إلاَّ لأسأل أديبنا هل اختياري له صحيح أنها أجود ما كتبت، ولعل البيتين التاليين فيما يبدو لي وهما الختام جيِّدَا السبك من حيث المعنى والذكرى.
قف يا زمان فقص من أخبارنـا
أم قـد تعبت فـلا تقص وتخـبر
سـر يا زمـان فإن دأبك أن تسـير كمـا نسـير وأن يُطيـع مسيَّـر
أما قصيدة "فقيه"، فلتسمح لي ولو لم أكن شاعراً، فإنك شاعر وهو أشعر، وأنت جيد وهو أجود فإنك تلمس في شاعريته الجودة، ونصاعة المعنى وقوة السبك ويكفي المطلع:
كيف الرجوع لأرض مكة بعدما
شبت حمائم بالريـاض وأنسـر
وختامها:
قد كرموا فيك الطريف وما دروا
إن التليد مـن الجواهـر أكثـر
ولا شك أن فكاهته وطرائفه فيها بلاغة أبلغ من البيان، وأرجو السماح إن كنت أخطأت، فما هذه إلا وجهة نظر خاصة.
رد الرفاعي على رسالة الشيخ عثمان:
ما أن تسلم الرفاعي -رحمه الله- رسالة الشيخ عثمان الصالح وقرأها بإمعان وتفحص، رد عليها برسالة جوابية عبر فيها عن شكره لأستاذه وامتنانه بنقده، وَسُرَّ بتفضيل الشيخ عثمان الشاعر محمد عبد القادر فقيه، معترفاً بأسبقية الفقيه في الشعر وطول باعه فيه. والرسالة في جملتها نص أدبي رفيع، يلمس القارئ فيه كيف يكبر الرجل العظيم بأعين الناس، ليس بالكبر والعنجهية والغطرسة والاستعلاء وإنما بالتواضع، وبالحب، و باحترام الأخرين.
وهذا هو رد الرفاعي:
* * *
أستاذنا الجليل الشيخ عثمان الصالح رعاه الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت رسالتكم التشجيعية بعد عودتي من الإجازة، فحمدت تلطفكم وإهتمامكم، كما شكرت لكم حفاوتكم بالأبيات التي نشرتها "الندوة"، والحقيقة أن أخي الشاعر الفقيه نشر قصيدته، فحاولت أن أنظم الرد، فجاءت الأبيات التي رأيتم، وهي متكلفة، فما لا يجود به الطبع صعب، ولا يمكن ان أسلك في عداد الشعراء، أما الصديق الفقيه فهو شاعر وأديب ناثر، وأنا لا أجاريه لا شعراً ولا نثراً وأين الطبع من التطبع كما يقولون.
ولقد حاولت حقاً أن أعرف عما أكنه لمكة الحبيبة من حب وإكبار وشوق وحنين، ولم أصل في ذلك إلى شيء، وصدق ابن الرومي بالنسبة لكم ولي حينما قال:
وحبب أوطان الرجـال إليهـم
معاهد قضاها الشبـاب هنالكـا
تكملة قصائد "ظلال الصداقة":
القصيدتان الأخيرتان في "ظلال الصداقة" بل هما الأخيرتان في الديوان أيضاً وهما قصيدة "قطرة" وهي مهداة للشاعر الكبير الأستاذ محمد حسن فقي، وقد ألقاها في حفلة تكريم أقامها معالي الأستاذ أحمد زكي يماني بالرياض وقد حضرها لفيف من الأدباء والشعراء، وقد دعاني الرفاعي إلى المشاركة بشيء من الشعر، فروضت عصي الشعر حتى استجاب فنظمت قصيدة مطلعها:
بالحب تأتلق الدنيـا وتبتسـم
وبالوفـا تساقى صفوَها الأمـم
وهي تتكون من خمسة وثلاثين بيتاً وجاء فيها:
هذا منـار به غنت مشاعرنـا
إليـه تحبو النُّهى جذلى وتعتصـم
أقـام مملكـة للشعر نـاطقـة
تجوب أحداقها الأطيـاف والحلم
وكانت خاتمتها هذيين البيتين:
أتيتُ أحمـل إحساسي وعاطفتي
وقد تثـاءب في شريانها القـِدَمُ
أتيـتُ أنظمهـا عقـداً أقدمـه
إليـك رمـز وفائي أيها العلـم
أما قصيدة الرفاعي ذات العنوان "قطرة" فعدد أبياتها اثنان وعشرون بيتاً مطلعها:
نهلتَ فكان البحر مصدرك الطامي
فهل ليَ منـك اليوم مصدر إلهام؟
ولست أجاري البحر ما دمت نِدَّه
وتمتاز -رغم العمق- بالمنبر السامي
ولكنني قد جئـت أطلب قطـرة
من الشاعر المغداق من بحره الطامي
إلى أن يقول:
أيا شاعر الوجدان .. شعرك غابة
من الورد لا تنفك تزكو بأكمـام
ولكن رأيت الورد يَشْرَق بالندى
وتعلو ضياء الفجر كدرةُ إظـلام
أرى نغمة الأحزان فيـه شجيـة
ومن خلفها تحدو به نفس لـوَّام
وفي هذه الأبيات الثلاثة يصف الرفاعي السمات البارزة في شعر السيد محمد حسن فقي وجاء في خاتمة القصيدة البيتان التاليان:
وهذا الزكـيُّ اليوم يجمع وردَهُ
ليضفره كالدر في مفرق إلهـام
يكرم فيك الشعر والنثـر قمـة
يقصر عن إمدائها شوطُ إلهـامي
ويقصد بالزكي معالي الأستاذ أحمد زكي يماني.
أما القصيدة الثانية وهي آخر العنقود في الديوان فعنوانها "تحية" وقد وضع لها الرفاعي – رحمه الله رحمة الأبرار – مقدمة جاء فيها:
"هذه الأبيات العجلى، تحية لشاعر الخميسية الأستاذ أحمد سالم باعُطُب الذي غادر الرياض إلى جدة بعد عشر سنوات من العطاء المتصل، أمتعنا فيها بالكثير من شعره الفائق، وترك أرجه عطراً لا ينفد شذاه".
وأبيات القصيدة عشرون بيتاً وهي من بحر الخفيف، وقد امتدحني فيها – غفر الله له ذنوبه – بما لا أستحق، وهو الأجدر بكل ما نسبه إليّ، وما أنا إلا تلميذ من تلامذته الكثر.
ومطلع القصيدة:
الينابيع - شعره - مـا تغيـض
يتزاحمن تالد وغريـض
و المعاني روافـد تتبـارى
في يديه فيستجيب القريض
إلى أن يقول:
وهو في شعره الحديث صحيـح
لا كمن شعـرُهُ الحديثُ مريـض
وأروماته الأصـالة والديـن فلا مذهب لـديه بغيـض
وقد ختم القصيدة بهذا البيت:
وكمـا تغـرس القريض عنـاء
تغرس الود نبعه لا يغيض
"مقطوعات ظلال الصداقة":
وفي ظلال الصداقة وردت أربع مقطوعات أولاها بعنوان "أبا تراب" وقال في بدايتها: تحية بل رد تحية إلى الأخ الأديب سفير الأدب القديم إلى الأدب الجديد الأستاذ الشيخ العلامة أبي تراب الظاهري.
والمقطوعة عشرة أبيات لا غير وقد اعتبرها مقطوعة على رأي من يرى أن القصيدة أكثر من عشرة أبيات وهي من بحر المجتث:
أبا تـراب وإنـِّي
أرى ترابـك طيبـا
أراك صنـو الثـريـا
لا للثرى منسـوبـا
سمـا بنفسك علـم
والعلـم للنفـس طوبـى
إلى أن يقول:
أكبرت أنك تغـدو
علـى الطريق دؤوبا
تمضـي لوحدك فيه
والناس تمضي دروبا
ويختمها بهذين البيتين :
أعـدت مجداً تليداً
قد ظُـنَّ ألا يـؤوبا
فـآب عندك سَهْلاً
ميسـَّراً محبـوبـا
ولقد سبق للشيخ أبي تراب أن امتدح الأستاذ الرفاعي بقصيدة ألقاها في حفلة التكريم التي أقامها له الوجيه عبد المقصود خوجة في دارته بجدة عام 1403هـ وكان مطلع القصيدة:
باقة الشعر نصَّها (1) الصَّـدَّاحُ
فهي منَّا تحية ممراحُ
وجاء فيها:
هاك عبد العزيز لحنـاً نديـاً
رنَّمت عوده المعـاني المـلاح
قد حملت الـيراع منذ زمـان
ليس في أصبعيك منـه جمـاح
مِلْءُ أسلوبك الجميل الروايا (2)
ملؤها الشهد ذائباً والقـراح
2- والمقطوعة الثانية من مقطوعات "ظلال الصداقة" هي ثلاثة أبيات أهداها الشاعر إلى الأستاذ الشاعر عبد الله بن خميس حينما كان سعادته مسؤولاً عن المياه في مدينة الرياض، وانقطع الماء عن داره والأبيات من بحر الخفيف وهي:
حينمـا يظمـأ الخميـس فبشـره بفيـض الحيـا أو ابن خميـس
فله منهـلان: منهـل علـم
وبديع مـن القريض النفيـس
و هو في منهل الرياض رئيـس
أريحيٌّ أنعم بـه مـن رئيـس
وكلمة الخميس في صدر البيت الأول تحمل معنيين أولهما: الخميس بمعنى الجيش ويصبح معنى البيت أن الجيش إذا انقطع عنه الماء فإن تزويده بالماء ميسور فإما أن يتم بهطول الأمطار، وإما أن يأمر رئيس المياه بفتح الأنابيب ليأخذ الجيش منها كفايته، وأما المعنى الثاني وهو الأقرب الذي يأنس إليه قلبي وعقلي فهو: أن المقصود بالخميس هو يوم الخميس الذي تنعقد فيه ندوة الرفاعي الخميسية، وعلى ضوء ذلك يكون المهنى حينئذ: في حالة انقطاع الماء عن الندوة يوم الخميس، فإن وصوله إليها سيكون عن إحدى طريقين إما بالماء أو بزيارة ابن خميس الشاعر الكبير للندوة الخميسية فزيارته بمثابة الغيث الذي يروي العطشى والعطاش ويطفئ الظمأ، ولعل الجناس في البيت زاده رونقاً، ولا شك أن هذا البيت جاء طبيعياً لا تكلف فيه، ومن هنا جاءت روعته.
أما المقطوعتان الأخيرتان في "ظلال الصداقة" وهما الأخيرتان في الديوان فهما عبارة عن مقطوعة نظمها معالي الشيخ عبد الله بن بية يعزِّي فيها عبد العزيز الرفاعي بوفاة والدته – رحمها الله -، ومقطوعة أخرى هي رد الرفاعي على مقطوعة فضيلة الشيخ بن بيه شاكراً فيها فضله على عزائه. وكان مطلع مقطوعة الشيخ ابن بيّه:
ألا لله ما أخذ المنون
ومن يبقى بأحبلها رهين
وأما مطلع مقطوعة عبد العزيز الرفاعي فهو:
شكرت، وكيف لي الشكر المبين
عزاءك إذ ترحلت الحنون
رجـوت لهـا البقاء وذاك ظـن
وكم لعبـت بآمالـي الظنـون
وقبل الخاتمة قال:
فقدت لفقدهـاصـدراً معينـاً
ألوذ به إذا عَزَّ المعين
 
طباعة

تعليق

 القراءات :439  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج