الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

جوابه عن أفضل القُربات، وعن الكبائر

(1) سألتم ـ وفقنا الله وإياكم ـ عن أقرب ما يُعْتِبُ به العبد المجرم ربَّه تعالى، وعن أفضل ما يستنزل به عفوه وفضله عز وجل ويستدفع به سخطه وغضبه، وعن أنفع ما يشتغل به من كثرت ذنوبه، وعن خير ما يسعى به المرء في تكفير صغائره وكبائره؛ فهذه أيها الصفوة الفاضلة أربع مسائل فرقتم بينها ومعناها واحد، فالجواب إن شاء الله تعالى عن ذلك. قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الْلَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [سورة هود /114]، وحدثنا الرجل الصالح [أبو] محمد [عبد الله] بن يوسف بن نامي، عن أحمد بن فتح، عن عبد الوهاب بن عيسى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن علي، عن مسلم بن الحجاج، عن قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، أنبأنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر ⁽¹⁾.

فكان هذا الحديث موافقاً لقول الله تعالى: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً [سورة النساء /31] فصحَّ أن بأداء الفرائض واجتناب الكبائر ـ أعاذنا الله وإياكم منها ـ تُحَطُّ السيئات التي هي دون الكبائر؛ فبقي أمر الكبائر، فوجب النظر فيها، فوجدنا الناس قد اختلفوا فيها ⁽²⁾.

فقالت طائفة: هي سبع، واحتجوا بحديث النبي عليه السلام [236 ب] اجتنبوا السبع الموبقات ⁽³⁾ فذكر عليه السلام الشرك، والسحر، وقتل النفس، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولِّي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.

ورُوي عن ابن عباس أنه قال: هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع. فوجب النظر فيما اختلفوا فيه من ذلك، وردُّه إلى القرآن وحديث النبي [صلى الله عليه وسلم] الصحيح عنه كما أمرنا ربنا عز وجل: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [سورة النساء /59]، فلما فعلنا ذلك؛ وجدنا الحديث المذكور الذي احتج به من قال: إن الكبائر سبع لا أكثر ليس فيه نص على أنه لا موبقات إلا ما ذكر فيه، ولا فيه ما يمنع من وجود موبقات أخر إن جاء بذلك نص آخر.. وأما لو لم يأتنا آخر في أن ليس ها هنا كبائر غير السبع المذكورة: لوجب علينا الاقتصار على ما في ذلك الحديث فقط. وأما لو وجدنا نصاً آخر بإثبات كبائر لم تذكر في هذا الحديث فواجب علينا إضافتها إلى الموبقات المذكورة فيه؛ لأنه ليس شيء من كلامه عليه السلام أولى بالقبول من بعض، بل الكلُّ واجبٌ قَبُوله، ولا تعارض في شيء منه؛ لأنه كله من عند الله عز وجل.. قال الله تعالى: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [سورة النجم /3 ـ 4]، وما كان من عند الله فلا اختلاف فيه، قال الله تعالى: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [سورة النساء /82]، فصح بهذا ما قلنا من ضمِّ ما يُوجد في النصوص ضماً واحداً، وقبوله كله وإضافته بعضه إلى بعض. فنظرنا في ذلك فوجدناه عليه السلام قد أدخل في الكبائر بنص لفظه أشياء غير الذي ذكر في الحديث الذي ذكرناه آنفاً، فمنها: (قول الزور، وشهادة الزور، وعقوق الوالدين، والكذب عليه ـ عليه السلام ـ، وتعريض المرء أبويه للسب بأن يسب آباء الناس، وذكر عليه السلام الوعيد الشديد بالنار على الكفر، وعلى كفر نعمة المحسن بالحق، وعلى النياحة في المآتم، وحلق الشعور فيها، وخرق الجيوب، والنميمة، وترك التحفظ من البول، وقطيعة الرحم، وعلى الخمر، وعلى تعذيب الحيوان بغير الذكاة لأكل ما يحل أكله، أو ما أبيح أكله منها، وعلى إسبال الإزار على سبيل البخترة، وعلى المنان بما يفعل من الخير، وعلى المنفق سلعته بالحلف الكاذب، وعلى مانع فضل مائه من الشارب، وعلى الغلول، وعلى مبايعة الأئمة للدنيا فإن أعطوا منها وفَّي [237/ أ] لهم وإن لم يعطوا منها لم يوفِّ لهم، وعلى المقتطع بيمينه حقَّ امرئ مسلم، وعلى الإمام الغاش لرعيته، وعلى من ادعى إلى غير أبيه، وعلى العبد الآبق، وعلى من غلَّ، وعلى من ادَّعى ما ليس له، وعلى لاعِنِ ما ⁽⁴⁾ لا يستحق اللعن، وعلى بغض الأنصار، وعلى تارك الصلاة، وعلى تارك الزكاة، وعلى بغض عليٍّ رضي الله عنه. وجدنا الوعيد الشديد في نص القرآن قد جاء على الزناة والمفسدين في الأرض بالحرابة، فصح بهذا قول ابن عباس.. وقد أطلتُ التفتيش على هذا منذ سنين، فصح لي أن كل ما يوعد الله به النار فهو من الكبائر؛ فلما صح هذا كله بنصِّ القرآن؛ إذ من اجتنبها أدخله الله مدخلاً كريماً، ونص الحديث أيضاً: وجب النظر في ذلك على المؤمن المشفق من عذاب ربه تعالى ومن النار هي أحرُّ من نار ⁽⁵⁾ هذه بسبعين ضعفاً ⁽⁶⁾...، ومن الوقوف بأصعب الأحوال وأشد الأهوال وأعظم الكرب وأكثر الضيق وأكثر العرق في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ⁽⁷⁾، نسأل الله عز وجل أن يعيذنا وإياكم من شر ذلك اليوم، وأن يرزقنا فيه الفوز والنجاة.. فوالله أيها الأحبة إن أحدنا ليشتد روعه ويخفق قلبه من وعيد آدميٍّ ضعيف مثله لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا يقدر أن يتمادى شهراً واحداً في عذاب من عاداه وكاشفه ⁽⁸⁾.... بأكثر من الحبس؛ فكيف بذلك اليوم المذكور، وبعذاب أهونُهُ الوقوف في حال دنو الشمس من الرؤوس، وبلوغ العرق إلى أكثر مساحة الأجسام.. في يوم طوله خمسون ألف عام، ثم بعد ذلك يرى مصيره إما إلى جنة أو إلى نار؟.. فأين المفر إلاَّ إلى الله وحده لا شريك له؟.. فوجدناه تعالى قال: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [سورة الأنبياء / 47]، وقال تعالى: فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ . وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ . فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ . نَارٌ حَامِيَةٌ [سورة القارعة] فعلمنا بهذا وبقوله تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [سورة هود: 114]، أن من استوت حسناته وسيئاته وفضلت له حسنة واحدة لم ير ناراً؛ فيا لها ⁽⁹⁾ من سرور ما أجله، وهذا هو معنى قوله عليه السلام: إنَّ بغيَّاً سقت كلباً فغفر الله لها ⁽¹⁰⁾ ، وإن رجلاً أماط غصن شوكٍ عن الطريق فأدخله الله الجنة ⁽¹¹⁾ وذلك أن هذين فَضَلَ لهما هذان العملان بعد موازنتهما سيئاتهما بحسناتهما؛ فخلصا من النار [237 ب] ودخلا الجنة فوجب علينا إذ قد جاءتنا عهود ربنا بهذا كله، أن نطلب الأعمال الماحية أو الموازنة للسيئات ⁽¹²⁾؛ فيثابر المرء منها على ما وفقه الله تعالى للمثابرة عليه؛ فوجدناه ـ عليه السلام ـ قد سئل عن أحب الأعمال إلى الله تعالى، فذكر الصلاة لميقاتها، والجهاد ⁽¹³⁾، وكثرة السجود ⁽¹⁴⁾، وذكر عليه السلام أنه: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلِّمها، ورجلٌ أوتي مالاً فسلَّطه الله على هلكته في الحق ⁽¹⁵⁾ وذكر لعمر رضي الله عنه، تحبيس أصل ماله وتسبيل ثمرته ⁽¹⁶⁾ وذكر عليه السلام أنه لا يغرس مسلمٌ غرساً، ولا يزرع زرعاً فيأكل منه طائر أو سبع أو إنسان إلا كان له صدقة ⁽¹⁷⁾. وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء وجب إتحافكم به؛ فهو من أفضل الهدايا، وذلك ما حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن نامي بالإسناد المتقدم إلى مسلم: أنبأنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي: نبأنا محمد بن ميمون: نبأنا واصل الأحدب مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل: عن يحيى بن يعمر: عن أبي الأسود الدؤلي: عن أبي ذر: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يُصبح على كل سُلاَمَى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة؛ وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، ويجزئ من كل ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ⁽¹⁸⁾.

وحديث رويناه من طريق مالك: عن سمي مولى أبي بكر: عن أبي صالح: عن أبي هريرة: أن النبي عليه السلام قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في كل يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً ⁽¹⁹⁾ من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما أتى به إلا من عمل أكثر من ذلك ⁽²⁰⁾ وصحَّ عنه عليه السلام أنه قال لأصحابه رضي الله عنهم: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ قالوا: وكيف يا رسول الله؟ قال: إن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ⁽²¹⁾، وأنه عليه السلام ذكر لهم سبحان الله والحمد لله والله أكبر.. عدداً يبلغ مئتين وخمسين مرة لكل واحدة منهن عشر حسنات فذلك ألفان وخمسمئة حسنة كل يوم ⁽²²⁾، وأنه عليه السلام قال: فأيكم يعمل في يومه ألفين وخمسمئة سيئة؟.. أو كلاماً هذا معناه؛ وأمر عليه السلام الفقراء إذ شكوا إليه [أن] الأغنياء يعتقون ويتصدقون، وهم لا يقدرون على ذلك [238 / أ] فأمرهم عليه السلام أن يقولوا في دبر كل صلاة: الله أكبر أربعاً وثلاثين مرة، وسبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، فتلك مئة ⁽²³⁾، وقد نص الله أن الحسنة بعشر أمثالها؛ فعلى هذه للمئة المذكورة ألف حسنة، وحضَّ النبي [صلى الله عليه وسلم] على قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وأخبر أنها من كنوز الجنة ⁽²⁴⁾، وحضّ عليه السلام على الاستغفار، وأخبر عليه السلام أنه ربما استغفر في اليوم مئة مرة ⁽²⁵⁾ فهذه وصايا نبيكم [عليه الصلاة والسلام] الذي كان بنا رؤفاً رحيماً حريصاً على صلاحنا، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يُوحى؛ فعليكم بها، ودَعُوا أقوالَ البطَّالين الكذَّابين المفسدين في الأرض القائلين: إن سرعة اللسان بالاستغفار توبة البطَّالين.. كَذَبوا وأفكوا، بل هم البطَّالون المبطِلُون حقاً، العائجون عن سبيل ربهم وعن صراط نبيهم المستقيم، بل الاستغفار تركه علامة الفاسقين المصرين المستخفين ⁽²⁶⁾، ونعوذ بالله من مثل سيرتهم؛ فهذه وفقنا الله وإياكم خطوط رفيعة مع سهولة مأخذها، وقرب متناولها: لا تقطع بأحد منكم عن عمله، ولا تقطع جسمه، ولا ترزؤه كلفة، إذا أحصاها عالم الغيب والشهادة عز وجل اجتمع بها ما يرجى [به] ⁽²⁷⁾ تثقيل ميزان الحسنات، فتحبط بذلك السيئات، فلعل النجاة تحصل.

ولسنا نقول هذا على الاقتصار على ذلك دون الاستكثار من سائر أعمال الخير، ومن تلاوة القرآن ما أمكن؛ فإنا روينا عن ابن عباس رضي الله عنهما، أو عن أنس بن مالك (الشك مني) أنه قال: إنكم لتعملون أعمالاً هي أدقُّ في عيونكم من الشَّعَر كنا نعهدها على عهد رسول الله من الموبقات ⁽²⁸⁾.. فاعلموا أيها الإخوة أن الأمر والله جِدٌّ، وأنَّ المنْتَشَبَ صعب، وأنَّ التخليص عسير إلا بتوفيق الله عز وجل برحمته لعمل الخير، بقبول اليسير منا، وتجاوزه عن كثير ذنوبنا، فهو أهل التقوى وأهل المغفرة، ولكن الله تعالى قال وقوله الحق: وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى . وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى . ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى . وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى [سورة النجم] و هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [سورة النمل/90]، وقال تعالى: فَالْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [سورة يس/54]؛ فيُستحب للمسلم الذي يطلب النجاة أن يأتي بما لعله أن يوازي ذنوبه ويوازن سيئاته، وأن يواظب على قراءة القرآن فيختمه في كل شهر مرة، فإن ختمه في أقل فحَسَن ما بين ما ذكرنا إلى أن يختمه في ثلاث لا أقل، ولا يسع أحداً أن يختمه في أقل من ذلك ⁽²⁹⁾، ويواظب مع ذلك [238 ب] على قراءة قل هو الله أحد، ولو في كل ركعة من صلاته مع أم القرآن وسورة أخرى؛ فإِنَّا روينا أن رجلاً من الأنصار كان يفعل ذلك، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فعله؛ ذلك فقال: إني أحبها، فقال عليه السلام إن حبك إياها أدخلك الجنة، أو كما قال ⁽³⁰⁾ فإن لم يفعل فليقرأها ولو في كل يوم مرة، فإنها تعدل في الأجر ثلث القرآن ⁽³¹⁾ وهذا الآجر لا يحقره إلا مخذول، فإن كثر منها فحظه أصاب؛ وليكثر من الصلاة على النبي [صلى الله عليه وسلم] متى ذكر، فإنا روينا عنه أنه قال: من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشراً ⁽³²⁾ أفيزهد أحدكم أن يصلي الله عليه؟.. لا يزهد في هذا [إلا] محروم، وليكثر من حمد الله عز وجل عند الأكل والشرب وعند المسرة ترده؛ فقد روينا عن النبي عليه السلام في ذلك كلاماً معناه: أن العبد لا يزال يفعل ذلك حتى يرضى الله عنه، أو كلاماً هذا معناه ⁽³³⁾ ولكثر من قول: لا إله إلا الله.. فإنها ألفاظ تتم بحركة اللسان دون حركة الشفتين فلا يشعر بذلك الجليس. وليواظب على صلاة الفرض في الجماعة؛ فإنه صح عن النبي عليه السلام: أن صلاة الصبح في الجماعة تعدل قيام ليلة، وصلاة عشاء الآخرة في الجماعة تعدل قيام نصف ليلة ⁽³⁴⁾، فأيكم أيها الأخوة يطيق القيام ما بين طرفي ليلة لا ينام فيها، أو نصف ليلة كذلك: فقد حصل له هذا الأجر تاماً بأهون سعي، وأيسر شيء؛ وليكثر من ألفاظٍ رويناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهي أنه دخل على إحدى أمهات المؤمنين وهي في مصلاها تذكر الله عز وجل؛ فقال لها رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: لو قلت كلمات ثلاثاً فوزنت بما قلت لرجحتهن ـ أو قال: لعدلتهن ـ وهي: سبحان الله عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشة، ومداد كلماته ⁽³⁵⁾، فنحن نستحب أن يقولها العبد ثلاثاً كل يوم، وليواظب جهده وقد صحَّ أنَّ العبد يُحَاسب يوم القيامة، فإن وُجِدَ في فرائض صلاته نقص جبر من تطوع إن كان له؛ وكذلك في صيامه وزكاته وسائر أعماله، ورويناه من طريق تميم الداري [رضي الله عنه] عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ⁽³⁶⁾.. ويبين صحة هذا قوله تعالى: أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُمْ مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى [سورة آل عمران/195]، ولا يلتفت إلى قول من يصدُّ عن سبيل الله: لا صلاة لمن لا يتم الفرض.. فهذا قول لم يأتِ به نص ولا إجماع، وإنما هذا فيمن ضيع الفرض في آخر وقته، أو حلول وقته الذي لا فسحة فيه واشتغل بالنفل [239/أ] كإنسان لم يبق عليه من صلاة الفرض إلا مقدار ما يصليها فقط؛ فترك الفرض واشتغل بالتطوع، أو وجد الصلاة المكتوبة تقام أو تصلى فتركها وأقبل على ما ليس بفرض من الصلاة كمثل ما يأمر به بعض الناس: من وجد الإمام في الركعة الأولى من صلاة الصبح أن [يركع] ركعتي الفجر فهذا هو الخطأ؛ فهذا لا يقبل منه؛ لأنه لم يصل الصلاة التي أمر بها، ومن لم يفعل ما أمر به وفعل غير ما أمر به لم يقبل منه ⁽³⁷⁾.. قال عليه السلام: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ⁽³⁸⁾.. وكإنسان صام رمضان في الحضر تطوعاً لا بنية الفرض؛ فهذا لا يقبل منه.

وأما من عليه من الفرض وسلفت عليه فروض قد عطلها: فيستحب له التطوع ما أمكنه كما روينا في الحديث المأثور آنفاً من جبر الفرض بالتطوع ⁽³⁹⁾.

واعملوا ـ رحمنا الله وإياكم ـ: أن الله عز وجل ابتدأنا بمواهب خمس جليلة، لا يهلك على الله بعدهن إلا هالك، وهي أنه تعالى غفر الصغائر باجتناب الكبائر فلو أن امرأ وافى عَرْصَةَ القيامة بملء الأرض صغائر إلا أنه لم يأت كبيرة أو أتاها ثم تاب منها، لما طالبه الله بشيء منها، قال تعالى: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً [سورة النساء/31].

- والثانية: من أكثر من الكبائر، ثم منحه الله التوبة النصوح على حقها وشروطها قبل موته؛ فقد سقط عنه جميعها، ولا يؤاخذه ربه تعالى بشيء منها، وهذا إجماع من الأمة.

- والثالثة: أن من عمل من الكبائر ما شاء الله ثم مات مصراً عليها، ثم استوت حسناته وسيئاته لم يفضل له سيئة: مغفور له، غير مؤاخذ بشيء مما فعل، قال الله تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [سورة هود/114]، وقال تعالى: فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ [سورة القارعة/6].

- الرابعة: أنه تعالى جعل السيئة بمثلها والحسنة بعشر أمثالها، ويضاعف الله تعالى لمن شاء ⁽⁴⁰⁾.

- والخامسة: أنه تعالى جعل الابتداء ـ على من أحاطت به خطيئته، وغلب شره على خيره ـ بالعذاب والعقاب، ثم نقله عنه بالشفاعة إلى الجنة؛ فخلده فيها، ولم يجعل ابتداء جزائه على حسناته بالجنة، ثم ينقله منها إلى الناس. فهل بعد ذلك الفضل منزلة؟.. نسأل الله أن لا يدخلنا في عداد من يعذبه بمنِّه؛ فهذا أصلحنا الله وإياكم جواب [239 ب] ما سألتم عنه مما يكفر الذنوب الكبائر، وفيما يأتي بعد أيضاً من الجواب في سائر ما سألتم عنه، أشياء تستضيف ⁽⁴¹⁾ إلى ما قد ذكرنا بحول الله تعالى وقوته.

* * *

[1]

صحيح لغيره: أخرجه مسلم (كتاب الطهارة) باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة (233) (14)، والترمذي (1/418) رقم (214) وأحمد (2/484) والبيهقي (2/467 و 10/187) وفي الصغرى (262) وابن عبد البر في (التمهيد) (4/46) وأبو عوانة (2/20) وابن خزيمة (1/162 و 3/158) والبغوي في (شرح السنة) (2/177) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قال الترمذي حديث حسن صحيح.

قلت: العلاء بن عبد الرحمن فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح وقد وُثق، وقال الحافظ صدوق ربما وَهِم.

ورواه مسلم (233) (15) وأحمد (2/359) والبيهقي (2/416) من طريق هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.

ورواه مسلم أيضاً (16 ـ 233) ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) (2/177) وفي التفسير (1/515)، والبخاري في (التاريخ الكبير) (6/140 ـ 141) وأحمد (2/400) والبيهقي (10/187) وفي (الشعب) (3/308) كلهم من طريق ابن وهب عن أبي صخر أن عمر بن إسحاق مولى زائدة حدثه عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفِّراتٌ لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر.

وأخرجه أحمد (2/414) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد، وصالح المعلم، وحميد، ويونس عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه أيضاً (2/506) حدثنا يزيد، حدثنا العوام، حدثني عبد الله بن السائب عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه مطولاً. قلت: ما أصح هذا الإسناد لولا إبهام الواسطة بين عبد الله بن السائب وأبي هريرة.

ورواه أيضاً (2/229) والبيهقي في (الشعب) (3/308 ـ 309) عن هشيم حدثنا العوام بن حوشب حدثنا عبد الله بن السائب الكندي عن أبي هريرة نحوه.

وأخرجه ابن عدي في (الكامل) (6/72) من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة.

قال الترمذي: وفي الباب عن جابر وأنس وحنظلة الأسيدي.

قلت: وسلمان، وابن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وأبي مالك الأشعري، وأبي أمامة الباهلي، وأبي بكرة، وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهم.

[2]

انظر: ((تفسير الطبري)) (8/233 ـ 255)، سورة النساء، الآية (31).

[3]

صحيح: أخرجه البخاري (2615) الوصايا، باب قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً و (6465) في المحاربين، باب رمي المحصنات و (5431) الطب، باب الشرك والسحر من الموبقات. ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) (1/86) و (التفسير) (1/514) وابن أبي عاصم في (الجهاد) (2/273) وابن حبان (5561) (إحسان) حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ـ وهو ابن يحيى الأويسي ـ قال حدثني سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد المدني، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.

وأخرجه البيهقي (6/284 و 8/249 و 9/76) وفي (الشعب) (1/265) من طريقين عن الأويسي به.

وأخرجه مسلم (146 ـ 90) الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها، وأبو داود (2874) والنسائي (6/257) (3671) وأبو عوانه (1/54 ـ 55) والبيهقي (8/20) وفي (الشعب) (4/50) والطحاوي في (المشكل) (1/382) وابن منده في (كتاب الإيمان) (2/570 ـ 571) من طرقٍ عن عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال به.

وفي الباب عن أبي أيوب، وصفوان بن عسال، وسهل بن أبي خيثمة رضي الله عنهم

[4]

تستعمل صيغة ما لا يعقل، لقصد تغليب غير العاقل لكثرته، قال الله تعالى: سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [سورة الحشر/1]، وقال الشاعر:

إذا لم أجد في بلدةٍ ما أريده

فعندي لأخرى عزمةٌ وركابُ

وقد يلعن غير العاقل كالدار، والقرية، والشجر الملعونه في القرآن (سورة الإسراء: 60)، وأخرى مسلم (2595) من حديث عمران بن حصين رفعه: خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونه، و (596) من حديث أبي برزة: لا تصاحبنا ناقة عليها اللعنة، وربما استعملت للعاقل فقط نحو قوله تعالى: فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ [سورة النساء/3]، وجاء عن بعض العرب قولهم: سبحان ما سخركن لنا.

[5]

لعله سهوّ من الناسخ والصواب: ((من نارنا))

[6]

صحيح: أخرجه مالك في الموطأ 2/994، ومن طريقه البخاري 3092 بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة، والبيهقي في البعث والنشور ص 284، والبغوي في شرح السنة 15/239، وابن حبان في صحيحه 16/503، وابن عبد البر في الاستذكار 27/390، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ناركم التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم. قالوا: يا رسول الله، إن كانت لكافية، قال: إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً.

وأخرجه مسلم (2843) صفة الجنة والنار: باب شدة حر نار جهنم، والبيهقي في البعث والنشور (284) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وأحمد (2/244) من طريق سفيان، والآجري في الشريعة ص395 من طريق شعيب، كلهم عن أبي الزناد.

وأخرجه أحمد (2/144)، والبيهقي في البعث والنشور ص 285، والحميدي (2/479)، وابن حبان في صحيحه (16/504) من طريق سفيان عن أبي الزناد به ولفظه: ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ضربت بماء البحر، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (20897، 11/423)، ومن طريقه مسلم (2843)، وأحمد (2/312)، والبيهقي في البعث والنشور ص 285، وأخرجه ابن المبارك في الزهد (2/88) (308) كلاهما عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة، وأخرجه الترمذي (3589) من طريق سويد عن معمر به. وقال: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد 2/467 وهناد بن السري في الزهد (236) من طريقين عن حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (2/478) عن وكيع عن حماد عن محمد عن أبي هريرة، وأخرجه الدارمي (2/340)، وإسحاق بن راهويه (308) من طريق الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة. وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ص (286) من طريق عبد العزيز عن أبي سهل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: تحسبون أن نار جهنم مثل ناركم هذه؟ هي أشد سواداً من القار، وهي جزء من بضعة وستين جزءاً منها أو نيف وأربعين جزءاً شك أبو سهيل.

وأخرجه الترمذي (2590) من حديث أبي سعيد رفعه وقال: هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه ابن ماجه (4318) (2/1444)، وابن أبي الدنيا في (صفة النار) (155) عن مالك بن أنس. وفيه نفيع أبو داود وهو رافضي غال متروك.

وأخرجه الحاكم (4/593) حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن منده الأصبهاني، ثنا بكر ابن بكار، ثنا فرقد، ثنا الحسن عن أنس بن مالك. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة. وتعقبه الذهبي قائلاً: حسن واهٍ، وبكر قال النسائي: ليس بثقه.

[7]

أخرج البخاري (4654) في تفسير سورة (ويل للمطففين)، ومسلم (2862) في كتاب الجنة: باب صفة يوم القيامة، والطبري في التفسير (30/94)، والبغوي في (التفسير) (مع الخازن) (4/219) من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه.

وأخرجه البخاري (6166) في الرقاق: باب قول الله تعالى: أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، ومسلم (2862)، والترمذي (2422 و 3336)، وابن ماجه (4278)، وأحمد (2/125)، وابن أبي شيبه (13/233)، وهنّاد بن السري في الزهد (426)، ومن طريقه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (6/110)، والبغوي في شرح السنة (15/127)، والطبري في التفسير (30/92 و 94) من طرقٍ عن ابن عون عن نافع به. قال الترمذي: حديث صحيح وفيه عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم (2862)، وأحمد (23/70)، والطبري (30/92) من طريق حماد بن سلمة.

وأخرجه أحمد (2/64، و 112 و 126)، والترمذي (2422) و (3335) من طريق حماد بن زيد كلاهما عن أيوب عن نافع به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه مسلم (2862) من طريق موسى بن عقبة، ومسلم أيضاً، والطبري (30/92)، والبيهقي في الاعتقاد ص309 من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان، والطبري عن جرير ويونس بن بكير ويزيد عن محمد بن إسحاق، الجميع عن نافع به. إبراهيم وصالح ثقتان.

وابن إسحاق قال المصنف في المحلى: أحد الأئمة، وثقه الزهري وفضَّله عن من في المدينة في عصره. قال فيه شعبة: محمد بن إسحاق هو أمير المؤمنين في الحديث.. قلت: هو مشهور بالتدليس وقد عنعنه وهو مختلف فيه، وثَّقه غير واحد وضعَّفه قوم، وكذَّبه أئمة من أهل الحديث، والقول قول المجرِّح إذا فسَّر كما تقرر. انظر ترجمته مستوفاة إن شئت في كتابي ((الرصف والبناء)) ص 104 ـ 108 والحديث صحيح بدونه.

وأخرجه أحمد (2/105)، والبغوي في شرح السنة (4316)، وابن حبان (16/326) (إحسان)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/91) عن صخر بن جويرية عن نافع به.

وأخرجه مسلم (2862)، وأحمد (2/13 و 19)، والطبري (30/93) وابن حبان (16/327 ـ 328) (إحسان) من طريق يحيى القطان حدثنا عبيد الله بن عمر قال: أخبرني نافع به.

وقول الترمذي: وفيه عن أبي هريرة، أخرجه ابن حبان (16/328) (إحسان) و (2578) (موارد) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم.. وأبو يعلى (10/415) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن خالد كلاهما عن الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى ابن أبي كثير حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة يهون ذلك على المؤمنين كَتَدلِّي الشمس للغروب إلى أن تغرب إسناد ابن حبان صحيح؛ رجاله رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن إبراهيم فمن رجال البخاري. وقال الهيثمي في المجمع (10/337): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبد الله بن خالد وهو ثقة.

قلت: بل هو ضعيف. وقال الذهبي في الميزان: صدوق يتجهّم، وقال الحافظ في التقريب: صدوق نُسب برأي جهم.. قلت: والحديث صحيح كما رأيت.

وأخرجه أحمد (3/75) والبغوي في شرح السنة (15/129) من طريق ابن لهيعة عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنه ليُخفَّف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاةٍ مكتوبة يصليها في الدنيا.

قلت: إسناده ضعيف لوجود ابن لهيعة ودراج وهما ضعيفان، وأقل ما يقال في الأول: أنه سيء الحفظ، والثاني ضعيف في حديثه عن أبي الهيثم، وإن شئت فانظر ترجمة الأول مستوفاة في ((الرصف والبناء)) ص (93 ـ 99). ثم وجدتُ له متابعاً ـ أعني ابن لهيعة ـ وهو عمرو بن الحارث عن دراج عند ابن حبان (2577) فعِلّته دراج فقط. وفي الباب عن المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه عند مسلم (2862)، والترمذي (2423)، وأحمد (6/3، 4)، والبغوي في شرح السنة (15/128 ـ 129)، وأبي أمامة، وعقبة رضي الله عنهما عند أحمد.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ولفظه: كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة ثم لا ينظر الله إليكم.

أخرجه الحاكم (4/572) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي قائلاً: صحيح. قلت: فيه عبد الرحمن بن ميسرة. قال العراقي في تخريج الإحياء (4/498): ورواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن ميسرة ولم يذكر له ابن أبي حاتم راوياً غير ابن وهب ولهم عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي أربعة هذا أحدهم مصري والثلاثة شاميون.. وقال الحافظ في التقريب: مقبول. وسيأتي في حديث مانع الزكاة (45).

[8]

كاشفه بالعداوة بَادَأَهُ بها.

[9]

هكذا، ولعلّها: فيا له.

[10]

صحيح: أخرجه البخاري (3143) في بدء الخلق: باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (6/166 ـ 167) حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا عوف عن الحسن وابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركيٍّ لها يلهث قال: كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها، فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك.

وأخرجه أيضاً (3280) في الأنبياء: باب حديث الغار عن سعيد بن تليد، ومسلم (224) (155) والبيهقي (8/14) عن أبي الطاهر، كلاهما عن عبد الله بن وهب أخبرني جرير بن حازم عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين به.

وأخرجه مسلم (2245) (541) كتاب السلام: باب فضل ساقي البهائم، وأبو يعلى (10/423) ومن طريقه ابن حبان (2/110 ـ 111) (إحسان) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن هشام عن محمد بن سيرين به. ولفظه إن امرأة بغياً رأت كلباً في يومٍ حارٍّ يطيف ببئرٍ قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بمواقها فغفر لها.

وأخرجه أحمد (2/507) من طريق يزيد عن هشام عن محمد بن سيرين به.

قلت: وإسناده صحيح. ويزيد هو ابن هارون ثقة روى له الجماعة.

وأورده ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال) (2/169) من طريق جسر بن فرقد عن محمد ابن سيرين به. وقال: أحاديثه عامتها غير محفوظة. وقال النسائي: ضعيف وقال مرة: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وقال الدارقطني: متروك. وضعفه ابن حبان. وقال يحيى بن معين: لا شيء وقال البخاري: ليس بذاك وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال الساجي: صدوق ضعيف الحديث. وأورد له العقيلي من طريق مسلم بن إبراهيم عنه عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه من قرأ يس في ليلةٍ غفر له وقال: لا يتابع عليه. وقال الذهبي: ضعفوه وأخرج الحديث العقيلي (2/166 ـ 167) من طريق سلم بن سليمان عن أبي حرة عن محمد بن سيرين به. وقال: سلم بن سليمان عن أبي حرة في حديثه وهم لا يقيم الحديث.

[11]

صحيح: أخرج مالك في (الموطأ) (1/131) ومن طريقه البخاري (624) في الجماعة والإمامة: باب فضل التهجير إلى الظهر و (2340) في المظالم: باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به. ومسلم (1914) (164) في الإمارة: باب بيان الشهداء و (1914) (127) في البر والصلة والآداب: باب فضل إزالة الأذى عن الطريق، والترمذي (1958) وأحمد (2/533). والبغوي في (شرح السنة) (2/229 ـ 230) وابن حبان (2/294 ـ 295 و 296) (إحسان) عن سمي ـ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن ـ عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق إذ وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له قال الترمذي: هذا حديث صحيح.

وأخرجه ابن ماجة (3682) من طريق عبد الله بن نمير عن الأعمش عن أبي صالح به.

وأخرجه الحميدي (1140) وأحمد (2/286 و 341 تو 404) من طرقٍ عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.

وأخرجه أبو داود (5245) من طريق عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح به. وصححه ابن حبان (2/297 ـ 298) (إحسان).

وأخرجه أحمد (2/286 ـ 439) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه وصححه ابن حبان (539).

وأخرجه ابن حبان (539) من طريق قتيبة حدثنا بحر بن نصر أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجاً أبا السمح حدثه عن ابن حجيرة عن أبي هريرة.

وأخرجه ابن زنجويه عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، وضعفه الألباني في (ضعيف الجامع) و (الضعيفة) (3961).

فإن احتج على المصنف بما رواه أبو داود: .. لم يعمل خيراً قط.. الحديث. يقال: في سنده ابن عجلان وزيد بن أسلم؛ أما الأول فمدلس ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين ص 32 وقد روى له البخاري معلقاً ومسلم في الشواهد وضعفه أئمة ووثقه آخرون ونحن هنا في صدد عنعنته فقط. وأما الثاني فلم يسلم من مقال.

وإن احتج عليه بما رواه ابن حبان: ... فلم يوجد له من الخير إلا غصن شوك.. الحديث يقال فيه: أبو معاوية قال أحمد بن حنبل: في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظاً جيداً وقال ابن خراش نحوه. وذكر الحافظ في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين ص57 وقال: وصفه الدارقطني بالتدليس، وقال في التقريب: ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره قلت: الحديث ليس عن الأعمش وقد عنعنه فهاتان علتان. وفي سنده الحسن بن محمد بن الصباح نقل محققه عن الحافظ قوله: صدوق يهم. ولم أره.

[12]

انظر: ((مختصر منهاج القاصدين)) لابن قدامة، ص (263 ـ 264).

[13]

صحيح: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على ميقاتها. قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. فسكتُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو زدته لزادني.

أخرجه المصنف في (المحلى) (3/182 ـ 183) من طريق الحاكم (1/188) وفي (علوم الحديث) ص (162) وأخرجه البخاري (504) في مواقيت الصلاة باب فضل الصلاة، و (2630) الجهاد والسير، باب: فضل الجهاد والسير، و (5625) الأدب: باب البر والصلة، و (7096) التوحيد، باب وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عملاً، ومن طريقه البيهقي (2/215) وأخرجه مسلم (137، 138، 139) كتاب الإيمان، باب كون الإيمان بالله أفضل الأعمال والنسائي (1/292) والترمذي (173) و (1898) والدارمي (1/223) والطيالسي (372) وأحمد (1/409، 442، 451) وهنَّاد في (الزهد) (2/480) وأبو عوانة (1/63) والدراقطني (1/246) والحميدي (103) وابن أبي شيبة في (المصنف) (5/285 ـ 286) وابن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) (161 و 162) والبيهقي (1/434) وفي (الشعب) (4/10) وفي (الاربعون الصغرى) رقم (93) وأبو القاسم البغوي في (الجعديات) (484) واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) (4/843 ـ 844) والبغوي في (شرح السنة) (2/176) وابن خزيمة (1/169) وابن أبي عاصم في (الجهاد) (1/171 ـ 175) والطحاوي في (المشكل) (3/27 ـ 28) وابن حبان (4/339 و 340) و (342) و (343) (إحسان) وأبو يعلى (9/188) والحاكم (1/189) والطبراني (10/22 ـ 26) وفي (الأوسط) (4/51 و 5/307) وأبو القاسم الأصبهاني في (الترغيب والترهيب) (1/270) وابن منده في (الإيمان) (1/541 و 542) وعبد الرحمن بن علي البغدادي في (البر والصلة) ص (48) من طرقٍ عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود به. بألفاظٍ متقاربة واللفظ للبخاري وأخرجه أحمد (5/368) والدارقطني (1/246) والطبراني (10/26) رقم (9814) والحاكم (1/189) من طريق عبيد المُكْتِب عن أبي عمرو الشيباني عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم به. قال الحاكم: الرجل هو عبد الله بن مسعود لإجماع الرواة فيه على أبي عمرو الشيباني، وجاء من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه. انظر (الصلاة) لابن نصر (163 و 164 و 166)، وأحمد (1/42) والطحاوي في (المشكل) (3/28)، وابن حبان (إحسان) (1466)، وفي الباب عن ثوبان وعبد الله بن عمرو وأبي أمامة وجابر وربيعة الجرشي رضي الله عنهم.

[14]

حسن بشواهده: أخرجه المصنف في (المحلى) (5/112) من طريق مسلم (225) (488) كتاب الصلاة: باب فضل السجود والحث عليه والنسائي (2/288) والترمذي (388) وابن ماجة (1/457) وأحمد (5/276 ـ 280) وعبد الرزاق (3/347) وأبو عوانه (2/180 ـ 181) وابن نصر في (الصلاة) (289) والبيهقي (2/485) وابن خزيمة (1/163) والبغوي في (شرح السنة) (3/148) وابن حبان (5/27 ـ 28) (إحسان) من طرقٍ عن الأوزاعي قال: حدثني الوليد بن هشام المعيطي حدثني معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعملٍ أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال: قلت: بأحب الأعمال إلى الله فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة.

قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال لي ثوبان. اللفظ لمسلم قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (5/276 و 283) وابن أبي شيبة (2/51) والطيالسي (986) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال: قيل لثوبان: حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تكذبون علي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: سالم لم يلقَ ثوبان فهو منقطع.

وأخرجه عبد الرزاق (3/73) من طريق الأوزاعي عن الوليد بن هشام عن رجل قال: قلت لثوبان...... والرجل المبهم هو معدان بن طلحة اليعمري.

وأخرجه ابن عدي في (الكامل) (5/210) من طريق سفيان الثوري عن عمر بن دينار عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال: قلنا له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

وذكر عن ابن صاعدٍ قوله: وهذا عن الثوري ليس بمحفوظ، بل هو منكر. قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وأبي أمامة وأبي فاطمة.

قلت: وعن عبادة بن الصامت أخرجه أبو نعيم في (الحلية) (5/130) وعن أبي ذرٍ رواه الدارمي وأحمد والبزار وصححه المنذري. وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه مسلم وأبو داوود والنسائي وأحمد بلفظ أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وحديث أبي أمامة لم أجده.

وأما حديث أبي فاطمة فقد أخرجه أحمد (3/428) وابن سعد في (الطبقات) (7/508) وابن عبد الحكم في (فتوح مصر) ص (110 و 308 ـ 309) وابن نصر في (الصلاة) (290 و (291) والمزي في (التهذيب) (4954) من طريق ابن لهيعة حدثنا الحارث بن يزيد عن كثير الأعرج الصدفي قال سمعت أبا فاطمة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا فاطمة أكثر من السجود فإنه ليس من مسلم يسجد لله تبارك وتعالى سجدة إلا رفعه الله تبارك وتعالى بها درجة اللفظ لأحمد.

وأخرجه ابن نصر في (الصلاة) (292) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي فاطمة رفعه.

قلت: ابن لهيعة ضعيف، وتابعه عليه الليث عن يزيد بن عمرو المعافري عند الدولابي في (الكنى) (1/48). قال المزي في (تهذيب الكمال) (24/148 ـ 149): والحديث محفوظ من رواية كثير بن مره عن أبي فاطمة رواه عنه مكحول وسليمان بن موسى وغيرهما وقد أخرجه النسائي وابن ماجة من رواية كثير بن مرة.

قلت: أخرجه النسائي (7/145) بلفظ: عليك بالهجرة فإنه لا مثل لها وليس فيه ذكر السجود وأما ابن ماجة فقد أخرجه (1422) في الإقامة ولفظه: عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة من طريق الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة أن أبا فاطمة حدثه قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بعملٍ أستقيم عليه قال: فذكره.

قلت: فيه عبد الرحمن بن ثابت. قال أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير. وقال يحيى بن معين: لا شيء. وضعفه المصنف في (المحلى) (5/84). وقال صالح بن محمد البغدادي: أنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه عن مكحول.

قلت: وهذا منها. قد استوفيت ترجمته في كتابي (الرصف والبناء) ص 229 ـ 131. ومكحول مدلس وقد عنعنه، انظر (الثقات) (5/447) لابن حبان و (منظومة الذهبي) ص23 و (الميزان) (4/177) و (تذكرة الحفاظ) (1/107) و (طبقات المدلسين) للحافظ (ص72)، وقد استوفينت ترجمته أيضاً في كتابي المذكور آنفاً (ص231 ـ 235).

قال المصنف في (المحلى) (5/112): سجود الشكر حسن، إذا وردت لله تعالى على المرء نعمة فيستحب له السجود؛ لأن السجود فعل خير وقد قال الله تعالى: وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ ولم يأت عنه نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال: وليس لأحد أن يقول: إن هذا السجود إنما هو سجود الصلاة خاصة، ومن أقدم على هذا فقد قال على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل، بل كذب عليه، إذ أخبر عن مراده بالغيب والظن الكاذب. وقد روينا عن أبي بكر الصديق أنه لما جاءه فتح اليمامة سجد، وعن علي بن أبي طالب أنه لما وجد ذا الثدية في القتلى سجد؛ إذ عرف أنه في الحزب المبطل، وأنه هو المحق. وصح عن كعب بن مالك في حديث تخلفه عن تبوك أنه لما تيب عليه سجد، ولا مخالف لهؤلاء من الصحابة أصلاً، ولا مغمز في خبر كعبٍ البته.

[15]

صحيح: أخرجه البخاري (73) في العلم: باب الاغتباط في العلم والحكمة و (1343) الزكاة: باب إنفاق المال في حقه، و (6722) الأحكام: باب أجر من قضى بالحكمة و (6886) الاعتصام بالكتاب والسنة: باب ولا يتكلف من قبله. ومسلم (816) كتاب صلاة المسافرين: باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه.

والنسائي في العلم كما في (التحفة) (7/134) وابن ماجه (4208) وأحمد (1/432) ويعقوب في (المعرفة) (2/696) والبيهقي في (الشعب) (6/73) والحميدي (99) وهناد في (الزهد) (2/640) ووكيع في (الزهد) (3/753 ـ 754) وابن المبارك في (الزهد) (1205) والمروزي في زيادات ابن المبارك (994) وأبو يعلى (9/11، 115، 147) وابن حبان (1/292) (إحسان) والخطيب في (الكفاية) (ص 36 ـ 37) والبغوي في (شرح السنة) (1/298) وابن عبد البر في (التمهيد) (6/120) و (جامع بيان العلم وفضله) (1/17) والطبراني في (الأوسط) (2/200) وأبو نعيم في (الحلية) (7/363) وابن عساكر في (معجم الشيوخ) (18) و (1146) من طرقٍ عن قيس بن أبي حازم قال سمعت عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها. اللفظ للبخاري.

وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري في فضائل القرآن: باب اغتباط صاحب القرآن (4737) والتمني: باب تمني القرآن والعلم (6805) والتوحيد: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: رجل آتاه الله القرآن (7090) وفي (خلق أفعال العباد) (217) والنسائي في (فضائل القرآن) (98) وأحمد (2/479) والبيهقي (4/189) و (في الأسماء والصفات) (332) و (335) والطحاوي في (المشكل) (1/191) وأبو نعيم في (الحلية) (8/46) وبحشل في (تاريخ واسط) (227) وابن عدي في (الكامل) (7/273).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه البخاري (7091) في التوحيد: باب قول النبي صلى لله عليه وسلم: رجل آتاه الله القرآن و (4737) فضائل القرآن: باب اغتباط صاحب القرآن، وفي كتابه (خلق أفعال العباد) (97) ومسلم (815) كتاب صلاة المسافرين: باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، والنسائي في (فضائل القرآن) (97) والترمذي (4/291) وقال: هذا حديث صحيح وابن ماجه (3537) وأحمد (2/9، 36، 88، 133، 152) والبيهقي (4/188) وابن أبي شيبة في (المصنف) (10/557) وعبد الزراق في (المصنف) (3/360 ـ 361) والبغوي في (شرح السنة) (4/ 433 و 13/115) والحميدي (2/278) وابن المبارك في (الزهد) (1203) والطحاوي في (المشكل) (1/191) ويعقوب في (المعرفة) (2/696) والروياني (2/397 ـ 398) والأصبهاني في (الترغيب والترهيب) (1144) والطبراني (12/296) وفي (الأوسط) (3/126) والخرائطي في (مساوئ الأخلاق) (770) وابن حبان (1/332 ـ 333)، (إحسان) والخطيب في (تاريخ بغداد) (7/85) وابن عساكر (4/157) (تهذيب) وأبو نعيم في (حلية الأولياء) (2/195) وابن مردويه (41) (أمالي) وابن عدي في (الكامل) (1/300) وابن تيمية في (الأربعون) له (158) وضمن الفتاوى (18/ 115 ـ 116).

وعن أبي سعيد الخدري: أخرجه أحمد (2/479) في مسند أبي هريرة، وابن أبي شيبة (10/557) والطحاوي في (المشكل) (1/191) وأبو يعلى (2/340) قال الهيثمي في (المجمع) (3/111): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو: أخرجه الطبراني في (الأوسط) (1/81) وقال الهيثمي في (المجمع) (3/111): ورجاله موثوقون. وعن أنس بن مالك: أخرجه السهمي في (تاريخ جرجان) رقم (544). وعن يزيد بن الأخنس: وجده عبد الله بن أحمد بخط أبيه في كتابه (4/104 ـ 105) والطبراني في (الأوسط) (2/375) و (الصغير) (1/93) قال الهيثمي في (المجمع) (3/111): رواه أحمد كتابة والطبراني في الكبير والأوسط وفيه سليمان بن موسى وفيه كلام وقد وثقه جماعة.

[16]

صحيح: أخرجه المصنف في (المحلى) (9/18) من طريق البخاري (2620) في الوصايا: باب الوقف كيف يكتب. حدثنا يزيد بن زريع حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أصاب عمر بخيبر أرضاً فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أصبت أرضاً لم أصب مالاً قط أنفس منه فكيف تأمرني به؟ قال: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها فتصدق عمر: أنه لا يباع أصلها ولا يوهب ولا يُورث في الفقراء، والقربى والرقاب وفي سبيل الله والضيف وابن السبيل لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقاً غير متمولٍ فيه.

وأخرجه البخاري أيضاً في الشروط: باب الشروط والوقف (2586) والوصايا: باب الوقف للغني والفقير (2621) ومسلم (1632)، (1633) كتاب الوصية: باب الوقف وأبو داود (2878) والنسائي (6/230 ـ 231) والترمذي (1375) وابن ماجة (2396) وأحمد (2/12 ـ 13 و 55) وابن أبي شيبة (6/252 و 14/167) وابن الجارود (368) والطحاوي (4/95) وابن خزيمة (4/117) وابن عبد البر في (التمهيد) (1/214) والبيهقي (6/158 ـ 159 و 159 و 161 ـ 162) والدارقطني (4/186، 187 ـ 188 و 189 و 190) والبغوي في (شرح السنة) (8/289) وابن حبان (4901) (إحسان) وأبو نعيم في (الحلية) (8/263) وابن سعد في (الطبقات) (3/357 ـ 358) وأبو الحسين الصيداوي في (معجم الشيوخ) من طرقٍ عن ابن عونٍ به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري في الوصايا: باب وما للموصي أن يعمل في مال اليتيم (2613) من طريق صخر بن جويرية عن نافع به.

وأخرجه المصنف في (المحلى) (9/180) من طريق النسائي (4/232) أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: إن المائة سهم التي لي بخبير لم أصب مالاً قط أعجب إليَّ منها قد أردت أن أتصدق بها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احبس أصلها، وسبل ثمرتها.

وأخرجه المصنف والنسائي أيضاً وابن ماجه (2397) والشافعي في (السنن المأثورة) (532) والبيهقي (6/162) من طرقٍ عن سفيان بن عيينة به.

قلت: وهذا السند على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارقطني (4/187) وابن حبان (4899) (إحسان) من طرقٍ عن عبيد الله بن عمر عن نافع به.

وأخرجه أحمد (2/114 و 156 ـ 157) والدارقطني (4/186) من طريق عبد الله عن نافع به.

وعبد الله هذا هو أخو عبيد الله الذي في الطريق السابقة وهو ضعيف.

وأخرجه ابن حبان (4900) (إحسان) والدار قطني (4/168، 187) والبيهقي (6/160) والطحاوي في (شرح معاني الآثار) (4/95) من طرقٍ عن ابن وهب عن إبراهيم بن سعد عن عبد العزيز بن المطلب عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع به نحوه. وهذا السند على شرط مسلم. وأخرجه أحمد (2/125) من طريق أيوب عن نافع به.

[17]

صحيح: أخرجه المصنف في (المحلى) (8/210) من طريق البخاري الذي أخرجه في المزارعة: باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه (2195) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.

ومن هذه الطريق أخرجه مسلم (1553) كتاب المساقاة: باب فضل الغرس والزرع والترمذي (1382).

وأخرجه البخاري في المزارعة (2195)، باب فضل الزرع والغرس إذا أُكل منه و (5666) في الأدب: باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم في المساقاة: باب فضل الغرس والزرع (1553) (12)، والترمذي (1382)، وأحمد (3/147 و 228 ـ 229) و (243) والطيالسي (1998) والبيهقي (6/137) والبغوي في (شرح السنة) (6/149) من طرقٍ عن أبي عوانة به.

وأخرجه البخاري (2195)، ومسلم (1553) من طريق أبان بن يزيد، وأحمد (3/192)، والبيهقي (6/137)، وابن عساكر (2/442) (تهذيب)، والقطيعي (146)، من طريق سعيد ابن بشير كلاهما عن قتادة به.

وأخرجه مسلم (1552) والدارمي (2/182) وأحمد (3/391) و (6/362 و 420) والطيالسي (1775) والبغوي (6/151) وابن سعد في (الطبقات) (8/458) وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (2/311) من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به.

وأخرجه المصنف في (المحلى) أيضاً ومسلم (1552) (8) والحميدي (1274) والبيهقي (6/138) وابن حبان (8/154) (إحسان) من طريق الليث أنه سمع أبا الزبير أنه سمع جابراً عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه مسلم (1552) (9) وابن حبان (8/154) (إحسان) وأبو يعلى (4/170) من طريق ابن جريج عن أبي الزبير أنه سمع جابراً. وفيه التصريح بالسماع من جابر.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في (جزء فيه ثلاثة وثلاثون حديثاً) (27) من طريق الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر وهو صحيح على مذهب المصنف.

وأخرجه مسلم (1552) وأبو يعلى (4/149) والبيهقي (6/137) وعبد بن حميد (1011)، والبخاري في (التاريخ الكبير) (1/332) من طرقٍ عن عطاء عن جابر به.

وجاء في مسلم (1552) (10) من طريق عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم معبدٍ حائطاً فقال: يا أم معبد من غرس هذا النخل؟ أمسلم أم كافر؟ فقالت: بل مسلم. قال: فلا يغرس المسلم غرساً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة. قال أبو مسعود الدمشقي ـ كما في شرح صحيح مسلم للنووي (10/214) ـ: هكذا وقع في نسخ مسلم في هذا الحديث عمرو بن دينار والمعروف فيه أبو الزبير عن جابر.

وأخرجه الطبراني في (الكبير) (4/199) من طريق محمد بن كعب القرظي عن خلاد بن السائب رفعه.

وأخرجه أحمد في مسند السائب والد خلاد (4/55) من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد عنه رفعه.

وأخرجه الخطيب (10/360) وابن عدي (4/156) من طريق عبد الله بن عبد العزيز الليثي عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب رفعه.

قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه بهذا الإسناد عن الزهري غير عبد الله بن عبد العزيز.

وقال في آخر ترجمته: وحديثه خاصة عن الزهري مناكير.

وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي أيوب، وجابر، وأم مبشر، زيد بن خالد.

وحديث أنس حديث حسن صحيح.

قلت: حديث أم مبشر أخرجه مسلم (1552) (11)، وأحمد 6/362 و 420)، والبغوي في (شرح السنة) (6/151).

وأم مبشر هذه هي امرأة زيد بن حارثة رضي الله عنهما.

قال البغوي: ويروى أن رجلاً مر بأبي الدرداء وهو يغرس جوزة فقال: أتغرس هذه وأنت شيخ كبير تموت غداً أو بعد غدٍ، وهذه لا تطعم منها كذا وكذا عاماً؟ فقال: وما عليَّ أن يكون لي أجرها، ويأكل مهنأها غيري. وانظر: (نوادر ابن حزم) للعلاَّمة الجليل ابن عقيل الظاهري (169).

[18]

حسن: أخرجه مسلم (84) (720) كتاب صلاة المسافرين: باب استحباب صلاة الضحى... بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (5243) وأحمد (5/167 و 178) والبيهقي (3/47 و 4/188) والبغوي في (شرح السنة) (4/142 و 6/144) من طرقٍ عن واصل مولى أبي عيينة به. وقد وهم المصنف عفا الله تعالى عنه إذ جعله واصل الأحدب، وواصل الأحدب ثقة ثبت أما هذا وشيخه فصدوقان، ولطرفه الأول شاهد أخرجه البخاري (2560) في الصلح باب فضل الإصلاح بين الناس و (2734) في الجهاد: باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر و (2827) باب من أخذ بالركاب ونحوه؛ ومسلم (1009) كتاب الزكاة: باب بيان اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، وأحمد (2/316) والبيهقي (4/187 ـ 188) وابن حبان (3381) (إحسان) والبغوي (6/145) من طرقٍ عن عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل سُلامَى من الناس عليه صدقة: كل يوم تطلع فيه الشمس قال: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجلَ في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة قال: والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة السياق لمسلم.

وأخرجه أحمد (2/328 ـ 329) من طريق الحسن عن أبي هريرة.

وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عباس رضي الله عنهم. انظر الحديث رقم (171) من ((السياسة الشرعية)) لشيخ الإسلام ابن تيمية بتحقيقي إن شئت.

وجاء بلفظ: كل معروف صدقة عن عثمان وعائشة، وابن عمر، وابن مسعود وحذيفة، وعبد الله بن يزيد الخطمي، وطارق بن أشيم الأشجعي، وأبي مسعود الأنصاري، ونبيط بين شريط وجابر رضي الله عن جميعهم.

[19]

الحِرْزُ بالكسر: العُودّةُ، والموضع الحصين، وهذا حرزٌ حَريزٌ ((القاموس المحيط))، وفي ((أساس البلاغة)): واحترز من العدو وتحرَّز: تحفَّظ، وحرِّزوا أنفسكم: احفظوها. ولي كتاب سميته: ((الدرع الواقي في فقه العُوذة وحرز الراقي)).

[20]

صحيح: أخرجه المصنف من طريق مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رفعه وهو في (الموطأ) (1/209) بهذا الاسناد وأخرجه البخاري (3119) في بدء الخلق: باب صفة إبليس. (6040) في الدعوات: باب فضل التهليل، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء (2691) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، والترمذي (3468) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (25) وابن ماجة (3798) وأحمد (2/302 و 275) والبغوي في (شرح السنة) (5/53 ـ 54) وابن حبان (849) (إحسان) كلهم من طريق مالك به.

وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة)، (26) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن سمي بهذا الإسناد وفي لفظه اختلاف: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات حين يصبح كتب له بها مائة حسنة ومحي عنه بها مائة سيئة وكانت عدل رقبة، وحفظ بها يومه حتى يمسي، ومن قالها مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك

[21]

صحيح: أخرجه البخاري (4727) فضائل القرآن: باب فضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وأحمد وابنه في الزوائد (3/8) وأبو يعلى (2/295) من طريق الأعمش عن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري رفعه.

وأخرج مالك في (الموطأ) (1/208) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رجلاً يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يرددها فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن.

ومن طريق مالك أخرجه البخاري (4726 /4727) فضائل القرآن: باب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وفي الأيمان والنذور (6267) كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، وفي التوحيد (6939): باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى. وأبو داود (1461) والنسائي (2/171) وفي (عمل اليوم والليلة) (703) وأحمد (3/35) والبغوي (1209) وابن حبان (791) (إحسان) وأبو يعلى (3/1548).

وأخرجه مسلم (811) كتاب صلاة المسافرين: باب فضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (706) والدارمي (2/331) وأحمد (6/442 و 447) وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (2/286) وعبد بن حميد في (المنتخب) (211) وابن عبد البر في (التمهيد) (7/257) من طرقٍ عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ابي الدرداء رفعه.

وأخرجه مسلم (812) (261، 262) والنسائي (2/171) وفي (عمل اليوم والليلة) (707) والدارمي (2/330) وأبو يعلى (6180) وابن عبد البر في (التمهيد) (7/254) من طرقٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً. وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (680) والطبراني (10/256) وابن حبان (6/314) (إحسان) وابن عبد البر (7/254 ـ 255) وابن السُّني (692) من طريق عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه عن شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود رضي الله عنه رفعه.

تنبيه: وقع في (عمل اليوم والليلة): أخبرني محمد بن عبد الله بن معاذ وهو خطأ، والتصحيح من (تحفة الأشراف) (7/20) ووقع في (معجم الطبراني): عن إبراهيم بن خثيم وهو خطأ بَيِّن.

وأخرجه البزار (2298) (كشف) من طريق عبد الرحمن بن عثمان البكراوي عن شعبة به.

وأخرجه الطبراني (10/256) من طريق هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم به.

وفي (التمهيد) (7/258) من طريق هلال بن يساف عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به.

وأخرجه الطبراني (10/172) من طريق حماد بن زيد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعاً وهو في (عمل اليوم والليلة) موقوف.

وأخرجه النسائي (2/171 ـ 172) وفي (عمل اليوم والليلة) (ص 209) والترمذي (2896) وأحمد (5/418 ـ 419) وعبد بن حميد في (المنتخب) (222) والبيهقي في (الشعب) (5/486 ـ 487) (سلفية) والطبراني (4/167) من طريق هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأةٍ من الأنصار قالت: قال أبو أيوب يعني الأنصاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقد اختلف في إسناد هذا الحديث فمنهم من رواه عن الربيع بن خثيم عن أبي أيوب موقوفاً، ومنهم من رواه عن الربيع عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب رفعه، ومنهم من رواه عن الربيع عن عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب مرفوعاً، ومنهم من رواه عن الربيع عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة عن أبي أيوب مرفوعاً.

أنظر (التاريخ الكبير) للبخاري (3/137) و (العلل) لابن أبي حاتم (2/70، 80) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) ص (209 ـ 210) والدراقطني في (العلل) (6/رقم 1007).

وأخرجه ابن ماجة (3788) وابن المقرئ في (المعجم) رقم (979) من طريق الحسن بن علي الخلال (الحلواني) عن يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.

قلت: رجاله رجال الشيخين، وفي رواية جرير عن قتادة بعض كلام، وقتادة عنعنه وهو مشهور بالتدليس ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين. والحديث صحيح.

[22]

صحيح: أخرجه النسائي (3/74 ـ 75) وابن حبان (2018) (إحسان) من طريق حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسير ومن يعمل بهما قليل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس يسبح أحدكم في دبر كل صلاة عشراً ويحمد عشراً ويكبر عشراً فهي خمسون ومئة في اللسان وألف وخمسمائة في الميزان وأنا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده، وإذا أوى أحدكم إلى فراشه أو مضجعه سبح ثلاثاً وثلاثين، وحمد ثلاثاً وثلاثين، وكبر أربعاً وثلاثين فهي مائة على اللسان وألف في الميزان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأيكم يعمل في كل يومٍ وليلة ألفين وخمسمئة سيئة قيل: يا رسول الله! وكيف لا نحصيها فقال: إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيقول: اذكر كذا اذكر كذا، ويأتيه عند منامه فينيمه.

وأخرجه الحميدي (583) والبخاري في (الأدب المفرد) (1221) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (825) والبيهقي في (الشعب) (1/429) و (2/511) (سلفية) وعبد الرزاق (3189) ومن طريقه الطبراني في (كتاب الدعاء) (2/1132 ـ 1133) والطبري في (التفسير) من طرقٍ عن سفيان الثوري عن عطاء به.

وأخرجه أبو داود (5065) وأحمد (2/205) من طريق شعبة عن عطاء به.

قلت: حماد بن زيد، وسفيان الثوري وشعبة ثلاثتهم سمعوه من عطاء قبل تفلت عقله، وقد رواه عنه حماد بن سلمة أخرجه الطبري في (تهذيب الآثار) كما في (الفتح) (11/121).

وحماد هذا قيل: إنه سمع منه مرتين؛ مرة مع أيوب ومرة بعد ذلك مع جرير والمتأخرين. ورواه عنه جرير عند أحمد (2/160 ـ 161)، وابن علية عند الترمذي (3410) وابن ماجة (926) وابن جرير الطبري (29/140) وابن حبان (2012) (إحسان)، واسماعيل بن أبي خالد عند النسائي في (عمل اليوم والليلة) (819)، وأبو يحيى التيمي وأبو الأجلح عند ابن ماجة (926)، وابن فضيل عن ابن ماجه أيضاً وابن أبي شيبة (10/233 ـ 234)، والعوام عند النسائي في (عمل اليوم والليلة) (826).

[23]

صحيح: أخرجه البخاري (807) في صفة الصلاة: باب الذكر بعد الصلاة. ومسلم (595) كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب استحباب الذكر بعد الصلاة. وأبو عوانة (2/248) وابن خزيمة (1/368) والبيهقي (2/186) وابن حبان (5/356 ـ 357) (إحسان) من طرقٍ عن معتمر عن عبيد الله بن عمر عن سُمَيٍّ عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم: يصلُّون كما نصلِّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموالٍ، يحجُّون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون. قال: ألا أحدثكم بأمرٍ إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحدٌ بعدكم، وكنتم خير مَنْ أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله؟ تسبِّحُون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين. فاختلفنا بيننا فقال بعضنا: نسبح ثلاثاً وثلاثين، ونحمد ثلاثاً وثلاثين ونكبر أربعاً وثلاثين، فرجعت إليه فقال: تقول سبحان الله والحمد الله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين اللفظ للبخاري.

وأخرجه البخاري (5970) في الدعوات: باب الدعاء بعد الصلاة، والبيهقي (2/186) في (الشعب) (2/517 ـ 518) (سلفية) والبغوي في (شرح السنة) (3/230) من طريق ورقاء.

وأخرجه مسلم (595) وأبو عوانة (2/249) والبيهقي (2/186 ـ 187) من طريق ابن عجلان، كلاهما ـ أعني ورقاء وابن عجلان ـ عن سمي به. وعندهم أيضاً: قال ابن عجلان: فحدثت بهذا الحديث رجاء بن حيوة، فحدثني بمثله عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه مسلم (595) (143) والبغوي في (شرح السنة) (5/227 ـ 228) من طريق روح بن القاسم والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (145) من طريق ابن عجلان، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه به.

وأخرجه أبو داود (1504) وأحمد (2/238) وابن حبان (5/358) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية حدثني محمد بن عائشة قال حدثني أبو هريرة قال: قال أبو ذر: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضول أموالٍ يتصدقون بها، وليس لنا مال نتصدق به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، ألا أعلمك كلمات تدرك بهن من سبقك ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك؟ قال: بلى يا رسول الله قال: تكبر الله [عز وجل] دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وتحمده ثلاثاً وثلاثين وتسبحه ثلاثاً وثلاثين وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر اللفظ لأبي داود وسنده صحيح، وقد صرح الوليد بالتحديث، وأخرجه الدارمي (1/253 ـ 254) من طريق هِقْل عن الأوزاعي به. قال أحمد بن حنبل: لا يكتب حديث الأوزاعي عن أوثق من هِقْل.

وأخرجه مسلم (597) (146) في كتاب المساجد: باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وابن خزيمة (1/369) والبيهقي (2/187) والبغوي (3/228 ـ 229) وابن حبان (5/359) من طريق خالد بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن أبي عبيد المذحجي عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سبَّح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون. وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. اللفظ لمسلم.

وأخرجه مسلم أيضاً (597) وأحمد (2/371) من طريق إسماعيل بن زكريا، وأحمد أيضاً (2/483) وأبو عوانة (2/247 ـ 248) وابن مندة في (التوحيد) (2/182) من طريق فليح بن سليمان، والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (143) من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح به.

وأخرجه أبو عوانة (2/247) حدثنا عمران بن بكار الحمصي ومحمد بن صالح قالا حدثنا يحيى ابن صالح قال قرئ على مالك وأنا أسمع عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وأخرجه ابن حبان (5/355) من طريق عمران بن بكار ومحمد بن المصفى قالا حدثنا يحيى بن صالح به. وقال أبو حاتم عقبه: رفعه يحيى بن صالح عن مالك وحده.

قلت: هو في الموطأ (1/210) موقوف على أبي هريرة رضي الله عنه.

قال ابن عبد البر في (التمهيد) (24/160) بعد أن أورده: هكذا هذا الحديث موقوف في الموطأ على أبي هريرة، ومثله لا يدرك بالرأي، وهو مرفوع صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوهٍ كثيرةٍ ثابتة من حديث أبي هريرة ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، ومن حديث كعب بن عجرة، وغيرهم بمعانٍ متقاربة.

قلت: وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (142) عن قتيبة بن سعيد عن مالكٍ به موقوفاً على أبي هريرة. وقال عقبه: رفعه زيد بن أبي أنيسة، رواه عن سهيل، وقال: عن أبي عبيدة (والصواب عن أبي عبيد) نبه عليه النسائي كما في (تحفة الأشراف) (10/272) عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وفي الباب ـ زيادة على ما ذكر ابن عبد البر ـ عن أبي ذر وابن عباس وأبي الدرداء وزيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنهم.

[24]

صحيح: أخرجه البخاري (3968) في المغازي: باب غزوة خيبر حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أو قال: لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشرف الناس على وادٍ، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً، وهو معكم. وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعني وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال لي: يا عبد الله بن قيس. قلت: لبيك يا رسول الله، قال ألا أدلك على كلمةٍ من كنز من كنوز الجنة. قلت بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في (شرح السنة) (5/66) به.

وأخرجه البخاري في (2830) الجهاد: باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير ومسلم (2704) (44) كتاب الذكر والدعاء: باب استحباب خفض الصوت بالذكر، وابن أبي شيبة في (المصنف) (10/376) وأبو داود (1528) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (542) وابن ماجه (3824) وأحمد (4/403، 417 ـ 418) وابن السُّني في (عمل اليوم والليلة) (518) من طريق عاصم به.

وأخرجه البخاري (6021) في الدعوات: باب إذا علا عقبةً، وفي التوحيد (6952): باب: وكان الله سميعاً بصيراً، والبيهقي في (الأسماء والصفات) (229) من طريق سلمان بن حرب، وأخرجه مسلم (2704) بعده بدون رقم من طريق أبي الربيع، وأخرجه مسلم أيضاً وأبو يعلى (13/231) وابن السني (521) من طريق خلف بن هشام كلهم عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان به.

وأخرجه البخاري (6236) في القدر: باب لا حول ولا قوة إلا بالله، ومسلم (2704) (46) وأحمد (4/402) والبيهقي في (الشعب) (2/445) من طريق خالد الحذاء عن أبي عثمان به.

وأخرجه البخاري (6046) في الدعوات: باب قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ومسلم (2704) (45) وأبو داود (1527) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (541) وابن السني في (عمل اليوم والليلة) (517) وابن حبان (3/84) (إحسان) من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان به.

وأخرجه أبو داود (1526) وأحمد (4/399 ـ 400) من طريق حماد عن ثابت، وعلي بن زيد، والجريري، عن أبي عثمان به.

وأخرجه أحمد (4/418 ـ 419) من طريق الجريري عن أبي عثمان به.

وأخرجه الترمذي (3374) و (3457) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (556) من طريق محمد بن بشار حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار حدثنا أبو نعامة السعدي، عن أبي عثمان به.

قال الترمذي بعد الرواية الأولى (هذا حديث حسن) وقال بعد الثانية: ((هذا حديث حسن صحيح)) وأخرجه ابن المبارك في (الزهد) (1121) من طريقين عن مرحوم به.

وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (358) من طريق هلال بن بشر قال حدثنا مرحوم به.

وأخرجه الحميدي (130) وابن أبي شيبة (13/516) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (14) و (123) وابن ماجه (3825) وأحمد (5/145، 150، 156، 157، 179) والبيهقي في (الشعب) (3/291 ـ 292) والبغوي في (شرح السنة) (5/67 ـ 68) وابن حبان (3/101 ـ 102) (إحسان) وابن المبارك في (الزهد) (1122) وإسحاق بن راهويه كما في (المطالب العالية) (3/261) من طرقٍ عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أدلك على كنزٍ من كنوز الجنة؟. قلت: بلى يا رسول الله قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه عند النسائي (13) والترمذي (3601) وابن أبي شيبة (13/517) وعبد الرزاق (11/283) وأحمد (2/309 و 403) والبيهقي في (الشعب) (1/444) وأبي نعيم في (الحلية) (7/207) و الطيالسي (2456 و 2494 و 2556) والبزار (4/15، 16) (كشف) وابن مندة في (التوحيد) (2/42) وابن عدي في (الكامل) (1/166).

وعن معاذ رضي الله عنه أخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (359)، وابن أبي شيبة (13/517) وأحمد (5/242) و (244).

وعن أبي أيوب رضي الله عنه عند ابن أبي شيبة في (المصنف) (13/516) ومن طريقه عبد بن حميد في (المنتخب) (231) والطبراني في (الأوسط) (1943) والكبير (4/133).

وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه عند ابن أبي شيبة في المصنف (13/517)، وفي (المسند) (1/109)، وأبي الحسن الحربي في الفوائد (3) وانظر (المطالب العالية) (3/113 و 261، و 262).

وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده (رضي الله عنه) عند الطبراني في (المعجم الكبير) (19/420 ـ 421) وفي سنده عمرو بن أبي سلمة وصدقة بن عبد الله السمين وهما ضعيفان، وانظر تاريخ دمشق (تهذيب) (4/435).

وعن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه عند النسائي (357) والترمذي (3581) وأحمد (3/422 و 5/228) والطبراني (18/351) وابن أبي عاصم في (الآحاد) (4/72) والبيهقي في (الشعب) (1/444). ونسبه السيوطي في (الدر المنثور) (4/223) إلى ابن سعد، قال الترمذي عقبه هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه.

وحازم بن حرملة عند ابن ماجه (3826) والبخاري في (التاريخ الكبير) (3/109) وابن أبي عاصم (4/357) والطبراني في (الكبير) (4/32) وأبي نعيم في (الحلية) (1/357) وفيه خالد بن سعيد وهو ضعيف، وأبو زينب مجهول. وقد حسنه الحافظ في (الإصابة) (1/313) ولم يصب.

وعن أبي أمامة رضي الله عنه عند أحمد (5/265)، وانظر قصة عبد الله بن عمرو بن العاص وكعب رضي الله عنهم عند أحمد (2/220) وفي الزهد (ص 238) وأبي نعيم في (الحلية) (6/12) وابن وهب في (لجامع) (660).

[25]

صحيح: أخرجه البخاري (5948) في الدعوات: باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة. والبيهقي في (الشعب) (2/539) (سلفية) من طريق أبي اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.

وأخرج لفظ المصنف الترمذي (3259) وأحمد (2/282) وابن السُّني في (عمل اليوم والليلة) (367) والبيهقي في (الشعب) (2/538 ـ 539) (سلفية) والبغوي في (شرح السنة) (5/69) من طرقٍ عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه في قول الله عز وجل: وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [محمد: 19] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ويروى عن أبي هريرة أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة، وقد رُوي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه.

قلت: سيأتي وغيره.

وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (442) أخبرنا محمد بن سليمان عن ابن المبارك عن معمر به.

وأخرجه النسائي (440) والطحاوي في (المعاني) (4/289) وابن حبان (2456) (موارد) من طريق يونس بن يزيد عن الزهري به.

وأخرجه أحمد (2/314) من طريق يونس، والنسائي (439) وأبو نعيم (7/325) من طريق منصور بن سلمة، كلاهما عن الليث بن سعد عن يزيد عن الزهري به.

قال أبو نعيم: صحيح ثابت من حديث الزهري، غريب من حديث الليث عن يزيد.

وأخرجه بحشل في (تاريخ واسط) (250) من طريق عمر بن قيس عن ابن شهاب الزهري به.

وأخرجه النسائي (441) والطحاوي في (المعاني) (4/228 ـ 289) وأبو نعيم في (الحلية) (2/188) من طريق سليمان بن بلال عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه.

قال أبو نعيم: رواه عقيل وغيره عن الزهري، ولم يروه عن موسى بن عقبة إلا سليمان.

قلت: أخرج ما أشار إليه أبو نعيم: الطحاوي في (المعاني) (4/289).

وأخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) (10/297) و (13/461) ومن طريقه ابن ماجه (3815) من طريق محمد بن بشر، وأخرجه النسائي (438) من طريق قتيبة عن عبد العزيز، وأحمد في (الزهد) (13) من طريق عباد بن عباد وفي (المسند) (2/450) والبغوي في (شرح السنة) كلاهما من طريق يزيد بن هارون.

وابن المبارك في (الزهد) (1138) من طريق أبي النضر عمرو بن حمران، وهناد في (الزهد) (917) من طريق أبي بكر بن عياش والبيهقي في (الدعوات الكبير) (137) من طريق النضر بن شميل، كلهم عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة به.

قال البوصيري: إسناد حديث أبي هريرة صحيح، رجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (2954) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه به وأخرجه النسائي (443) من طريق هشام بن عبد الملك، والطحاوي (4/228) من طريق خطاب بن عثمان وحيوة بن شريح، كلاهما عن بقية حدثنا الزبيدي عن الزهري عن عبد الملك ابن أبي بكر بن الحارث بن هشام عن أبي هريرة رضي الله عنه به.

وأخرجه النسائي (435) أخبرنا الفضل بن سهل حدثنا سريج بن النعمان حدثنا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة، عن عطاء، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الناس فقال: يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب إلى الله في اليوم مئة مرة.

قلت: الفضل ضعيف، ومحمد بن مسلم هو ابن سوسن، وقيل: ابن سوس، ويقال: ابن سس، ويقال ابن سنين، ويقال ابن شونير. قال أحمد بن حنبل: ما أضعف حديثه، ووثقه يحيى بن معين، ومرة قال لا بأس به، وقال أبو داود: ليس به بأس. واستشهد به البخاري في (الصحيح) وروى له في (الأدب)، وأخرج له مسلم حديثاً واحداً عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث مولى آل السائب أنه سمع عبد الله بن عباس قال: ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغائط. فلما جاء قُدِّمَ له طعام، فقيل: يا رسول الله ألا توضأ؟ قال: لِمَ؟ أللصلاة. وروى له الباقون.

قال الحافظ في (التقريب): صدوق يخطئ.

ونسبه السيوطي في (الدر المنثور) (6/63) إلى عبد الزراق وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه. وانظر تاريخ ابن عساكر (تهذيب) (4/235) وفي الباب عن حذيفة، وابن عمر، وأنس، وأبي موسى الأشعري، والأغر المزني رضي الله عنه.

[26]

استخف فلان بحقي إذا استهان به، قال تعالى: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ [سورة الزخرف/54]، قال ابن كثير رحمه الله (4/141): أي استخف عقولهم فدعاهم إلى الضلالة فاستجابوا له.

وفي (اللسان) أي حملهم على الخفه والجهل.

[27]

أضفنا كلمة [به] ليستقيم المعنى.

[28]

صحيح: (موقوف) أخرجه البخاري (6127) في الرقاق: باب ما يتقى من محقرات الذنوب من طريق أبي الوليد، وأحمد (3/157) من طريق يحيى بن إسحاق، وأبو يعلى (7/288)، والأسماعيلي كما في (الفتح) (11/33) كلاهما من طريق إبراهيم بن الحجاج، وأخرجه أبو يعلى أيضاً (7/213) من طريق عبد الرحمن، الجميع عن مهدي بن ميمون عن غيلان عن أنس رضي الله عنه قال: ((إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، إنْ كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات)).

وأخرجه أحمد (3/285) من طريق عفان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا علي بن زيد قال سمعت أنس بن مالك يقول: ((إني لأعرف اليوم ذنوباً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر)).

وأخرجه أحمد أيضاً (3/470) من طريق إسماعيل، والدارمي (2/223) من طريق حماد بن زيد كلاهما عن أيوب عن حميد بن هلال عن عبادة بن قرظ. وأخرجه الطيالسي (1353) من طريق قرة وسليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي قتادة العدوي عن عبادة بن قرظ، وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) (2/16) من طريق قرة بن خالد: ثنا حميد بن هلال قال: قال عبادة بن قرص. قال أبو نعيم: عبادة بن قرص، وقيل: قرط، ذكره ابن الأعرابي في أهل الصفة.

قال الهيثمي في (المجمع) (10/193): رواه أحمد وقال: عبادة، ورواه الطبراني وقال: عباد والله أعلم، وبعض أسانيد أحمد والطبراني رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه أحمد (3/3) وفي الزهد (ص 243) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

قال الهيثمي في (المجمع) (10/193): ورجاله رجال الصحيح..

قلت: بل فيه عباد بن راشد وهو ضعيف.

تنبيه: وقع في (المسند) عمار، والصحيح عباد.

وانظر (الزهد) لوكيع (2/568).

[29]

أخرج المصنف في (المحلى) (3/53) من طريق مسلم الذي أخرجه في كتاب الصوم: باب النهي عن صوم الدهر (1159) (184) من طريق القاسم بن زكرياء، وأخرجه البخاري (4767) في فضائل القرآن: باب في كم يقرأ القرآن من طريق إسحاق كلاهما عن عبد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى ـ وهو ابن أبي كثير ـ عن محمد بن عبد الرحمن ـ مولى بني زهرة ـ عن أبي سلمة ـ ابن عبد الرحمن بن عوف قال: وأحسبني قد سمعته أنا من أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ القرآن في شهر قلت: إني أجد قوة، قال: فاقرأه في عشرين ليلة. قال: قلت: إني أجد قوة. قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك. اللفظ لمسلم.

وأخرجه مسلم (1159) (182) من طريق يحيى وعبد الله بن يزيد عن أبي سلمة به نحوه.

وأخرجه القطيعي (151) والذهبي في (معجم الشيخ) (1/129) من طريق عكرمة بن عمار اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. قال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد.

وأخرجه أحمد (2/200 ـ 201) من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو ورفعه وفيه: ((واقرأ القرآن في كل شهر مرة)) فقلت إني لأقوى على أكثر من ذلك يا نبي الله قال: فاقرأه في كل نصف شهر قال: قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك يا نبي الله. قال: فاقرأه في كل سبع ولا تزيدن على ذلك ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: سنده صحيح لولا محمد بن إسحاق، ولكنه متابَع، تابعه يحيى بن أبي كثير وهو ثقة مذكور بالتدليس، عن محمد بن إبراهيم به عند أبي داود (1388)، وأخرجه المصنف عقبه من طريق أبي داود (1390) حدثنا (محمد) بن المثنى حدثنا عبد الصمد أخبرنا همام (بن يحيى) حدثنا قتادة عن يزيد بن عبد الله (هو ابن الشخير) عن عبد الله بن عمرو (بن العاص) أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: في كم أقرأ القرآن؟ قال: في شهر ثم ذكر الحديث وفيه أنه عليه السلام قال له: اقرأه في سبع قال إني أقوى من ذلك قال عليه السلام: لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث.

سكت عنه أبو داود والمنذري، وفيه عبد الصمد، روى له الجماعة، وقال أبو حاتم: مجهول، وأشار بعضهم إلى أنه غيره لشهرة عبد الصمد هذا، وقال الحافظ صدوق، ثبت في شعبة.

قلت: وهذا الحديث ليس عن شعبة، وقد تابعه يزيد بن هارون عند أحمد (2/165) ووكيع.

عند ابن أبي شيبة (2/500 ـ 501) كلاهما عن همام به. فلا مجال للشك في صحة الحديث ولله تعالى الحمد والمنة.

وأخرجه أبو داود (1394) من طريق سعيد، والترمذي (2949) ابن ماجه (1347) من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة عن يزيد به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري (4765) والنسائي (4/210) وأحمد (2/158 و 198) وأبو نعيم في (الحلية) (1/285 ـ 286) من طريق مغيرة عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو وفيه: فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: واقرأ القرآن في كل شهر قال: قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فما زال حتى قال: واقرأ في كل سبع ليلٍ مرة. قال أبو نعيم (1/286): رواه أبو عوانة عن مغيرة نحوه.

وأخرجه النسائي (2390) من طريق حصين عن مجاهد به نحوه.

وأخرجه أحمد (2/195) من طريق شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس يحدث عن عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ القرآن في شهر فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فلم أزل أطلب إليه حتى قال: اقرأ القرآن في خمسة أيام.. ((وأخرجه الطيالسي (2256) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي العباس به نحوه. وشعبة روى عن عمرو بن دينار وعمرو بن مرة.

وأخرجه أبو داود (1389) من طريق سليمان بن حرب أخبرنا حماد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ القرآن في شهر فناقصني وناقصته قال عطاء: واختلفنا عن أبي فقال بعضنا: سبعة أيام، وقال بعضنا: خمساً.

قلت: سليمان بن حرب يروي عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة والأول روى عن عطاء قبل الاختلاط، والثاني مختلف فيه وقيل: إنه روى عنه مرتين قبل الاختلاط وبعده، والحديث أخرجه أحمد (2/162) من طريق إسماعيل عن عطاء به، وإسماعيل هذا هو ابن أبي خالد روى عنه بعد تفلت عقله، وهو من أقرانه.

وأخرجه مسلم (1159) (186) من طريق ابن جريج قال سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس ـ هو السائب والد عطاء ـ أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو، وليس فيه ذكر الاختلاف، ولا ذكر العدد لقراءة القرآن.

فائدة: قوله: ناقصني وناقصته ضبطه بعضهم بالضاد المعجمة أي ينقض قولي وأنقض قوله.

انظر (عون المعبود) (4/267). وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (7/250) حدثنا محمد بن أبان ثنا أبو حفص عمرو بن علي نا أبو داود الطيالسي نا الحريش بن سليم عن طلحة بن مصرف عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ القرآن في شهر. قلت: إن لي قوة. قال: فاقرأه في ثلاث.

قال عقبه: لم يرو هذا الحديث عن طلحة بن مصرف إلا الحريش بن سليم ولا عن الحريش إلا أبو داود تفرد به أبو حفص.

قلت: الحريش بن سليم ضعيف، وما عداه فثقة سوى محمد بن أبان شيخ الطبراني فإني لم أقف له على ترجمة مفصلة، وقد وثقه أبو نعيم في (أخبار أصبهان) (2/234).

وأخرجه الترمذي (2946) من طريق عبيد بن أسباط بن محمد القرشي عن أبيه، والدارمي (2/338) والبغوي في (شرح السنة) (4/497) من طريقين عن جرير كلاهما عن مطرف عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن عبد الله بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله في كم أختم (أقرأ) القرآن؟ قال: اختمه في شهر. قلت إني أطيق أفضل من ذلك... إلى أن قال: اختمه في خمس. قلت: إني أطيق أفضل من ذلك قال لا. وعند الترمذي: فما رخص لي.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث أبي بردة عن عبد الله بن عمرو، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عبد الله بن عمرو.

وقال البغوي: هذا حديث صحيح غريب من حديث أبي بردة عن عبد الله بن عمرو.

قلت: إسناده صحيح. رجاله ثقات كلهم.

وأخرجه أبو داود (1395) والنسائي في (الكبرى) كما في (التحفة) (6/388) من طريق نوح بن حبيب أخبرنا عبد الرزاق وأخرجه الترمذي (2947) من طريق عبد الله بن المبارك كلاهما عن معمر عن سماك بن الفضل عن وهب بن منبه عن عبد الله ابن عمرو أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم في كم يقرأ القرآن؟ قال: في أربعين يوماً ولفظ الترمذي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: اقرأ القرآن في أربعين. زاد أبو داود: ثم قال في شهر ثم قال: في عشرين. ثم قال: في خمس عشرة. ثم قال: في عشر. ثم قال: في سبع، لم ينزل من سبع.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وروى بعضهم عن معمر عن سماك بن الفضل عن وهب بن منبه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أربعين.

قلت: ((الأربعون)) زيادة شاذة تفرد بها وهب بن منبه وقد ضعفه الفلاس، وفي سماعه من عبد الله بن عمرو خلاف وإن أخرج له البخاري حديثاً واحداً، قال الحافظ في (التقريب): ثقة والله أعلم.

وأخرجه النسائي في (الكبرى) كما في (تحفة الأشراف) (6/388) من طريق محمد بن ثور عن معمر عن سماك بن الفضل عن وهب بن منبه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده يحدث بحديث عبد الله بن عمرو.

قلت: عمرو بن شعيب ضعفه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والبخاري، وابن عيينة، والزهري، وأبو داود، وعمرو بن العلاء، ’ وأيوب السختياني، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وابن عدي، وابن حبان، والعقيلي وغيرهم.

ووثقه جماعة وهذا التوثيق محمول على روايته عن أبيه عن جده، والصحيح أنه ضعيف مطلقاً، وهو في روايته عن أبيه عن جده أشد ضعفاً، بل هي رواية ساقطة بما يشبه الاجماع. قد استوفيت ترجمته في كتابي ((الرصف والبناء)) ص (455 ـ 463).

وأخرجه النسائي في (الكبرى) كما في (التحفة) (6 ـ 388) من طريق المفضل بن فضالة وابن ماجه (1346) وأحمد (2/163) والمزي في (التهذيب) (31/273) من طريق يحيى بن سعيد، وأبو نعيم في (الحلية) (1/285) من طريق عبد الرزاق، كلهم عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن يحيى بن حكيم بن صفوان أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جمعت القرآن فقرأته في ليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أخشى أن يطول عليك الزمان وأن تمل قراءته. ثم قال: اقرأه في شهر.

قلت: ابن جريجٍ صرح بالسماع من عبد الله بن أبي مليكة عند أبي نعيم والمزي.

ويحيى بن حكيم ذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (9/ الترجمة 570) والبخاري في (التاريخ الكبير) (8/الترجمة 2955) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وقال الذهبي في (الكاشف) (3/222): وُثِّق.

قلت: لا أعلمه عن غير ابن حبان (5/522)، وقال الحافظ في (التقريب): مقبول

وأخرجه أبو نعيم (1/285) من طريق إسحاق بن راهويه عن عيسى بن يونس عن الأفريقي عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن رافع قال: لما كبر عبد الله بن عمرو بن العاص واشتد عليه قراءة القرآن قال: إني جمعت القرآن.....

قلت: عبد الرحمن بن زياد الأفريقي تركه ابن خراش، وقال أحمد بن حنبل: منكر الحديث، وقال ليس بشيء، وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقال ابن خزيمة: لا يحتج به. وقال صالح بن محمد البغدادي: منكر الحديث، وضعفه يحيى بن معين، ويحيى القطان، وهشام بن عروة، ويعقوب بن شيبة ويعقوب بن سفيان.

وقال ابن عدي: وعامة حديثة لا يتابع عليه، وقال الحافظ في التقريب: ضعيف في حفظه.

وعبد الرحمن بن رافع: ذكره البخاري في (الضعفاء الصغير) الترجمة (211) وقال: في حديثه المناكير. وقال الذهبي: لعل النكارة جاءت من قبل صاحبه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.

قلت: و إلى هذا ذهب ابن حبان في (الثقات) (8/95) قال لا يحتج بخبره إذا كان من رواية عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وإنما وقع المناكير في حديثه من أجله.

وقال الحافظ في (التقريب): ضعيف.

[30]

أخرجه الترمذي (2901) من طريق البخاري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، وابن خزيمة (1/269) والحاكم (1/240 ـ 241) والجوزقي كما في (التغليق) (317) من طريق إبراهيم بن حمزة، والبيهقي (2/61) وابن مندة في (التوحيد) (6) من طريقين عن محرز بن سلمة، والخطيب في (تاريخ بغداد) (5/263) وابن مندة في (التوحيد) (7) والطبراني في (الأوسط) (1/275) وأبو يعلى (6/83) ومن طريقه ابن حبان (3/73 ـ 74) (إحسان) حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، كلهم عن عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم في الصلاة فقرأ بها افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها، ثم يقرأ بسورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تقرأ بهذه السُّوَر ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى؛ قال ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرونه أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال: يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟ فقال: يا رسول الله إني أحبها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن حبها أدخلك الجنة.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر عن ثابت. وعلقه البخاري (741) في (صفة الصلاة): باب الجمع بين السورتين في الركعة. قائلاً: وقال عبيد الله به.

قال الحافظ في (الفتح) (2/257): وحديثه هذا وصله الترمذي، والبزار عن البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس، والبيهقي من رواية محرز بن سلمة كلاهما عن عبد العزيز الدراوردي عنه بطوله. هـ. وقال الطبراني في (الأوسط) عقبه: لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله إلا عبد العزيز قلت: رواه عنه سليمان بن بلال عند ابن منده في (التوحيد) (5).

وقال الحافظ في (الفتح) (2/258): وذكر الدارقطني في العلل: أن حماد بن سلمة خالف عبيد الله في إسناده، فرواه عن ثابت عن حبيب بن سبيعة مرسلاً. قال وهو أشبه بالصواب وإنما رجحه لأن حماد بن سلمة مقدم في حديث ثابت، لكن عبيد الله بن عمر حافظ حجة، وقد وافقه مبارك في إسناده فيحتمل أن يكون لثابت فيه شيخان.

قلت: وعبد العزيز هذا سيء حفظٍ يغلط ويخطئ وحديثه عن عبيد الله بن عمر منكر فلا تنفع المتابعة.

وأخرج الحديث الترمذي (2901) والدارمي (2/330) وأحمد (3/141 و 150) والبغوي في (شرح السنة) (4/475) وابن السُّني في (عمل اليوم والليلة) (690) وأبو يعلى (6/83) ومن طريقه ابن حبان (3/27) (إحسان) من طرقٍ عن المبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس بن مالك أن رجلاً قال: يا رسول الله: إني أحب هذه السورة: قل هو الله أحد. فقال: حبك إياها يدخلك الجنة. هذا لفظ الترمذي، وعند الباقين: حبك إياها أدخلك الجنة.

قلت: مبارك بن فضالة ضعفه النسائي وغيره وقال علي بن المديني: عند مبارك أحاديث مناكير عن عبيد الله وغيره. ووثقه قوم إذا صرح بالتحديث. وقد صرح في هذا الحديث عن الدارمي (2/330) وأحمد (3/150) فانتفت شبهة التدليس فقط.. والصحيح الذي لا غبار عليه هو ما أخرجه البخاري في (صحيحه) (6940) في التوحيد: باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، ومسلم (813) في كتاب صلاة المسافرين: باب فضل قراءة قل هو الله أحد. والنسائي (2/171) والبيهقي في (الأسماء والصفات) (56) وابن منده (في التوحيد) (65 ـ 66) وابن حبان (3/73، إحسان) من طرقٍ عن ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ: (قل هو الله أحد) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك. فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه. قال ابن منده عقبه: هذا حديث مجمع على صحته.

قلت: بلا مرية.

[31]

تقدم.

[32]

صحيح لغيره: ذكره المصنف في المحلى (3/273) قائلاً: وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشراً.

وأخرجه مسلم (408) في الصلاة: باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، وأبو داود (1530) والنسائي (3/50) والترمذي (485) ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) (3/195) وأخرجه الدارمي (2/224) وأحمد (2/372 و 375) والبخاري في (الأدب المفرد) (645) وأبو يعلى (11/380) وابن حبان (3/187) (إحسان) من طرقٍ عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فذكره.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (2/262 و 485) وأبو عوانة (2/234) وإسماعيل القاضي في (فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) (9) وأبو يعلى (11/404) وابن حبان (905، 913) (إحسان) وابن عدي في (الكامل) (5/218) من طرقٍ عن العلاء بن عبد الرحمن به. وقال الترمذي (484): وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى علي صلاةً صلى الله بها عشراً وكتب له بها عشر حسنات.

قال العلاّمة المحدث أحمد شاكر رحمه الله: هذه الرواية لم أجدها، وقد أشار إليها المنذري في (الترغيب) (2/277) وذكر أنها رواية عند الترمذي فكأنه لم يجدها في كتابٍ آخر اهـ.

قلت: أوردها بلفظ قريب من هذا ابن حبان (905 ـ 913) وابن عدي (5/218) من طريقين عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة.

قلت: العلاء بن عبد الرحمن فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح. انظر الحديث رقم (66).

وأخرجه أحمد (2/262) من طريق أبي كامل حدثنا حماد عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: من صلّى عليَّ مرةً واحدة كتب الله عز وجل له بها عشر حسنات.

قال الهيثمي في (المجمع) (10/163): ورجاله رجال الصحيح.

قلت: فيه انقطاع، وسهيل فيه كلام أيضاً يحطه عن رتبة الصحيح وقد وُثق، وروى له البخاري مقروناً، وقال الحافظ في ((التقريب)): صدوق تغير حفظه بأخرةٍ.

قلت: ولفظ ابن حبان: من صلى علي مرة واحدة كتب له بها عشرة حسنات.

ولفظ ابن عدي: من صلى علي واحدة كتب الله له بها عشر حسنات.

ولفظ أحمد: من صلى علي مرة واحدة كتب الله عز وجل له عشر حسنات.

كلهم دون قوله: صلى عليه بها عشراً. قال الترمذي: وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف، وعامر بن ربيعة، وعمار، وأبي طلحة وأنس، وأبي بن كعب.

قلت: وعمر بن الخطاب وأبي بردة بن نيار الأنصاري وأبي أمامة، وابن عمر، وابن عمرو، والبراء بن عازب رضي الله عنه، فبهذه الشواهد يصح الحديث.

[33]

أخرجه مسلم (2734) في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب. وأبو يعلى في (مسنده) (7/298 ـ 299) ومن طريقه ابن السني في (عمل اليوم والليلة) (486) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعيد بن أبي بردة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها.

وأخرجه مسلم (2734) من طريق ابن نمير حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر به.

وأخرجه النسائي في (الكبرى) كما في (تحفة الأشراف) (1/224) من طريق أبي عبيدة أحمد ابن عبد الله بن أبي السفر عن أبي أسامة به.

وأخرجه أحمد (3/117) والترمذي (1816) ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) (11/280) حدثنا هناد ومحمود بن غيلان، وأخرجه ابن عساكر في (معجم الشيوخ) (1135) من طريق أحمد ابن عبد الحميد الحارثي. كلهم: حدثنا أبو أسامة به.

وأخرجه مسلم عقب هذا الرقم (2734) وأحمد (3/100) وأبو يعلى (7/300) وابن منده في (التوحيد) (1/293) وابن الأعرابي في (المعجم) (58)، والقضاعي (1099) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق حدثنا زكريا بن أبي زائدة به.

وأخرجه الطبراني في (كتاب الدعاء) (901) من طريق عيسى بن يونس عن زكريا بن أبي زائدة به. وهو في مصنف ابن أبي شيبة (8/119) و (10/344)، وعند القضاعي (1098) من طريق أبي سلامة عن زكريا

قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقد رواه غير واحد عن زكريا بن أبي زائدة نحوه. ولا نعرفه إلا من حديث زكريا بن أبي زائدة.

وقال البغوي: هذا حديث صحيح.

قلت: زكريا بن أبي زائدة عنعنه عند الجميع وهو موصوف بالتدليس ولا نعلم للحديث شاهداً يعتضد به، نعم صرَّح بالتحديث مرةً لكنه قال: حدثني من سمع أنس بن مالك ((الغيلانيات)) برقم (387) وفي سندة محمد بن مصعب القرقاسي وهو ضعيف.

وقد روي من طريق أخرى بلفظ: ((إن الله ليدخل العبد الجنة بالأكلة أو الشربة يحمد الله عز وجل عليها)).

أخرجه الضياء في (المختارة) (2078) من طريق موسى بن سهل الثغري الوشاء أنبأنا إسماعيل بن علية ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك رفعه.

قلت: موسى هذا ضعفه الدارقطني، وقال البرقاني: ضعيف جداً (تاريخ بغداد) (13/48) وقال الخليلي كما في (اللسان) (6/119): ليس بذاك المشهور.

قال الحافظ: بل هو مشهور سمع منه جماعة، ومما أخطأ فيه روايته عن روح بن عباد عن مالك عن الوليد بن عبد الله عن يوسف بن مالك عن ابن عباس رضي الله عنهما في ذم تعلم السحر. قال الدارقطني: هذا إنما رواه روح عن ابن مالك وهو عبيد الله بن الأخنس عن الوليد به. وقال في (التقريب): ضعيف.

[34]

صحيح: أخرجه مسلم (656) في المساجد: باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة ومن طريقه المصنف في (المحلى) (2/246) وأخرجه ابن حبان (2060) (إحسان) من طريق إحساق بن إبراهيم أخبرنا المغيرة بن سلمة، وأخرجه أبو عوانة (2/4) من طريق ابن أبي عائشة كلاهما حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عثمان بن حكيم حدثنا عبد الرحمن ابن أبي عمرة قال: دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب فقعد وحده، فقعدت إليه فقال: يا ابن أخي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله. اللفظ لمسلم.

وأخرجه عبد الرزاق (1/525) ومن طريقه أحمد (1/58) ومسلم (656) والبيهقي (3/60 ـ 61) عن سفيان عن عثمان بن حكيم به.

وأخرجه مسلم (656) من طريق محمد بن عبد الله الأسدي وأحمد (1/58) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي وأخرجه أحمد أيضاً (1/68) ومن طريقه أبو داود (555) عن إسحاق ابن يوسف والترمذي (221) من طريق بشر السَّري، وأبو عوانة (2/4) من طريق عبد الصمد بن حسان، وابن حبان (2058) (إحسان) من طريق مؤمل بن إسماعيل الجميع عن سفيان به. قال الترمذي حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن خزيمة (1473) وأبو عوانة (2/4) والبيهقي (1/464 و 3/ 60 ـ 61) وابن حبان (2059) (إحسان) والبغوي في (شرح السنة) (2/231) من طرقٍ عن أبي نعيم الفضل بن دكين حدثنا سفيان به. انظر المحلى (2/246 ـ 247).

[35]

صحيح: أخرجه مسلم (2726) في الذكر والدعاء: باب التسبيح أول النهار وعند النوم، والبخاري في (الأدب المفرد) (647) والحميدي (496) وأبو داود (1503) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (161) وابن خزيمة (753) وفي (التوحيد) (5) والبيهقي في (الأسماء والصفات) (239) وفي (الشعب) (1/424 ـ 425) وفي (الدعوات) (107) وابن حبان (832) (إحسان) والبغوي في (شرح السنة) (5/45) من طرقٍٍ عن سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة. فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلماتٍ، ثلاث مراتٍ، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلمات اللفظ لمسلم.

قلت: قد صرح سفيان بن عيينة بالتحديث في الأدب المفرد، ومسند الحميدي، والشعب والدعوات للبيهقي، فانتفت شبهة التدليس عنه، وإن قيل: إنه لا يدلس إلا عن ثقة.

وتابعه عليه مسعر عند مسلم (2726) بعده، وابن أبي شيبة (10/282 ـ 283) وابن ماجه (3808) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (165).

وتابعه كذلك شعبة عند النسائي (3/77/ ـ 78) وفي (عمل اليوم والليلة) (163 و 164) والترمذي (3555) وأحمد (6/324 ـ 325 و 429 ـ 430) وابن حبان (828) (إحسان).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ومحمد بن عبد الرحمن هو مولى آل طلحة شيخ مدني ثقة، وقد روى عنه المسعودي وسفيان الثوري هذا الحديث.

قلت: المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتيبة رواه عنه عند أحمد (1/353) من طريق أسود بن عامر الملقب شاذان، ورواه عنه سفيان الثوري عند ابن سعد في (الطبقات) (8/119) من طريق قبيصة بن عقبة.

تنبيه: قال ابن حبان (3/114): جويرية هي بنت الحارث بن عبد المطلب عم النبي صلبى الله عليه وسلم.

قلت: كلا بل هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية.

انظر (مسند أحمد) (6/277) (وصحيح مسلم) (2140) (وسير أعلام النبلاء) (2/261).

[36]

صحيح: أخرجه أبو داود (866) ومن طريقه المصنف في (المحلي) (2/245) وابن ماجة (1426) والدارمي (1/254) وأحمد (4/103) والبيهقي (2/387) والحاكم (1/262 ـ 263) وابن نصر في (الصلاة) (190) والطبراني في (الكبير) (2/51) وفي (الأوائل) (22) من طرقٍ عن حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند عن زرارة بن أبي أوفى، عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن أكملها كتبت له نافلة، فإن لم يكن أكملها قال الله سبحانه لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فأكملوا بها ما ضيع من فريضته، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك اللفظ لابن ماجه قال أحمد شاكر: إسناده صحيح.

قلت: وهو كما قال.

وأخرجه ابن أبي شيبة (2/405) من طريق هشيم عن داود به.

وأخرجه أيضاً (11/ 42 ـ 43) وفي (الإيمان) (112 و 113) والبيهقي (2/387) من طريق يزيد ابن هارون قال أخبرنا داود به ولفظه: أول ما يحاسب به العبد الصلاة المكتوبة فإن أتمها وإلا قيل انظروا هل له من تطوع فأكملت الفريضة من تطوعه فإن لم تكمل الفريضة ولم يكن له من تطوع أخذ بطرفيه فقذف به في النار وأخرجه الطحاوي في (المشكل) (3/227) من طريق داود به.

وأخرجه الطبراني (2/51) من طريق حماد عن ثابت البناني عن زرارة به.

وأخرجه ابن ماجه (1425) وأحمد (2/290) وابن أبي شيبة (14/123) والبغوي (4/159) من طريق سفيان بن حسين، والطبراني في (الأوسط) (2199) من طريق عبد الرحمن بن ثابت، كلاهما عن علي بن زيد عن أنس بن حكيم الضبي قال: قال لي أبو هريرة....

وأخرجه البخاري في (الكبير) (2/33) من طريق موسى بن إسماعيل حدثنا أبان عن قتادة عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه أبو داود (864 (ومن طريقه المصنف أيضاً قبله، وأخرجه أحمد (2/425) والبخاري في (التاريخ الكبير) (2/34) والبيهقي (2/386) والحاكم (1/262) من طريق إسماعيل بن علية.

وأخرجه البخاري في (التاريخ) (2/33) من طريق أبي معمر حدثنا عبد الوارث، وأخرجه أبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (1/254) من طريق إسماعيل بن حكيم كلهم حدثنا يونس بن عبيد، عن الحسن سمع أنس بن حكيم الضبي سمع أبا هريرة السياق للبخاري. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وقال الذهبي: صحيح.

وقال المزي في ترجمة أنس بن حكيم (3/345 ـ 346): روى عن أبي هريرة رضي الله عنه: أول ما يحاسب الناس من أعمالهم الصلاة.... الحديث وهو حديث مضطرب، منهم من رفعه، ومنهم من شك في رفعه، ومنهم من وقفه، ومنهم من قال: عن الحسن عن رجل من بني سليط عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومنهم من قال: عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو أحد المجهولين الذين ذكر علي بن المديني أن الحسن روى عنهم.

وقال الحافظ في (التهذيب) (1/374): اختلف فيه على الحسن فقيل: عنه هكذا، وقيل: عنه عن حريث بن قبيصة، وقيل عنه عن صعصعة عم الأحنف، وقيل عنه عن رجل من بني سليط، وقيل عنه غير ذلك والله أعلم. وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال القطان: مجهول.

وأخرجه النسائي (1/232) من طريق أبي داود قال حدثنا هارون هو ابن إسماعيل الخزاز قال حدثنا همام عن قتادة عن الحسن عن حريث بن قبيصة عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه الترمذي (413) من طريق علي بن نصر بن علي الجهضمي حدثنا سهل بن حماد حدثنا همام به. وأخرجه الطحاوي في (المشكل) (3/227) من طريق عاصم بن علي بن عاصم حدثنا همام به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في (الأهوال) (196) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة به.

قلت: هذا إسناد رجاله ثقات غير أن الحسن عنعنه وهو موصوف بالتدليس.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقد روى بعض أصحاب الحسن عن الحسن عن قبيصة بن حريث غير هذا الحديث والمشهور هو قبيصة بن حريث. انظر تعليق العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالى على الترمذي (2/271).

وأخرجه النسائي (1/233 ـ 234) ومن طريقه الطحاوي في (المشكل) (3/228) حدثنا إسحاق ابن إبراهيم قال حدثنا النضر بن شميل قال أنبأنا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن أكملها وإلا قال الله عز وجل: انظروا لعبدي من تطوع، فإن وجد له تطوع قال: أكملوا به الفريضة.

قلت: هذا إسناد في غاية الجلالة.

وأخرجه الخطيب في (تاريخ بغداد) (6/80) من طريق إبراهيم المؤدب المخرمي حدثنا النضر بن شميل به وأخرجه أحمد (4/65 و 103 و 5/377) من طريق الحسن بن موسى، وأخرجه أحمد أيضاً (5/72) وابن أبي شيبة (24/ 133) من طريق عفان، وأخرجه الحاكم (1/263) من طريق الربيع بن يحيى، والطحاوي في (المشكل) (3/227) من طريق عبيد الله بن أحمد التيمي، الجميع حدثنا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمر عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه أحمد (4/103) من طريق الحسن بن موسى حدثنا حماد عن حميد عن الحسن عن أبي هريرة رفعه.

وأخرجه ابن ماجة (1426) من طريق عفان حدثنا حماد أنبأنا حميد عن الحسن عن رجل عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وقال البخاري (2/34): وعن ثابت عن رجل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثنا موسى حدثنا مبارك قال: وحدثنا الحسن عن رجل من أهل البصرة: كنت أجالس أبا هريرة بالمدينة قوله.

وأخرجه البخاري (2/34): وقال موسى حدثنا موسى بن خلف حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي (2/35): وقال عباد بن ميسرة حدثنا الحسن قال حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عبد الله: ولا يصح سماع الحسن من أبي هريرة رضي الله عنه في هذا.

قلت: ولا في غير هذا؛ قال يونس بن عبيد: ما رآه قط. وعن أبي زرعة وأبي حاتم: من قال عن الحسن: حدثنا أبو هريرة فقد أخطأ.

وأخرجه البخاري في (التاريخ) أيضاً (2/34) من طريق عمرو بن منصور القيسي، وابن أبي شيبة (2/404) من طريق وكيع، والطيالسي (468) وأبو يعلى (11/96) من طريق شيبان كلهم حدثنا أبو الأشهب عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه ابن عدي في (الكامل) (2/138) من طريق أبي الأشهب عن نافع عن أبي هريرة رضي الله عنه.

قلت: وأبو الأشهب هذا غير سابقه. هذا ضعيف، وذاك ثقة روى له البخاري في التفسير.

وفي (التاريخ) (2/34). وقال لنا أبو نعيم حدثنا علي بن علي سمع الحسن قال: قال أبو هريرة قوله. وقال لي الحسن عن جرير عن ليث عن سلم بن عطية عن صعصعة ابن معاوية التميمي ـ أو معاوية بن صعصعة ـ عن أبي هريرة قوله.

وأخرجه ابن المبارك في (الزهد) (915) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن صعصعة ابن معاوية عن أبي هريرة مرفوعاً.

وأخرجه أبو داود (865) والبخاري في (التاريخ الكبير) (2/34) من طريق موسى بن إسماعيل والحاكم (1/263) من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن رجل من بني سليط عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه النسائي (7/83) وابن أبي عاصم في (الأوائل) (34) والقضاعي في (مسند الشهاب) (1/154) وأبو يعلى في (المسند) (9/285) والطبراني في (الكبير) (10/235) كلهم من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء اللفظ للنسائي وهو ضعيف لضعف شريك. وشطره الثاني في الصحيحين وغيرهما من طريق الأعمش عن أبي وائل به. وفي الباب عن أنس، وابن عمر، وعبد الله بن قرط رضي الله عنه.

[37]

جاء في صحيح مسلم (710) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رفعه: إذا أُقيمت الصلاة فلا صلاة إلا الصلاة المكتوبة. أما حديث: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة إلا ركعتي الفجر قال البيهقي: هذه الزيادة لا أصل لها، وفيه حجاج بن نصير، وعباد بن كثير وهما ضعيفان.

قلت: هل أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من فعل هذا؟. قال عبد الله بن سرجس: دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الغداة فصلى ركعتين في جانب المسجد، ثم دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا فلان، بأي الصلاتين اعتددت؟ أبصلاتك وحدك، أم بصلاتك معنا؟. أخرجه مسلم (712) (67).

[38]

صحيح: أخرجه المصنف في (المحلى) (1/69) من طريق مسلم أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ـ هو ابن راهوية ـ عن أبي عامر العقدي، حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري، عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قال: سألت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق فقال: أخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: ومن طريق عبد الله بن جعفر هذا أخرجه مسلم (1718) (18) في الأقضية: باب نقض الأحكام الباطلة، وردلا محدثات الأمور، وإسحاق بن راهويه في (المسند) (2/ 419 ـ 420) والبخاري في (خلق أفعال العباد) (43) وأحمد (6/73، 146، 180، 256) وأبو عوانة (4/18، 19) وابن أبي عاصم في (كتاب السنة) (1/28) والدارقطني (4/227) وأبو بكر الشافعي في (الفوائد) (961، 962، 963) وابن عساكر (15 / 29 / 205).

وتابع عبد الله بن جعفر إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، أخرجه البخاري (2550) في الصلح: باب إذا اصطلحوا على صلح جورٍ فالصلح مردود، ومسلم (1718) (17) وأبو داود (4606) وابن ماجه (14) وأحمد (6/ 240، 270) وأبو عوانة (4/17، 19) والدار قطني (4/224 ـ 225) والطيالسي (1422) والبيهقي (10/ 119، 251) والبغوي في (شرح السنة) (1/211) وأبو يعلى (8/70) وعنه ابن حبان (27) (إحسان) وأخرجه أيضاً ابن حبان (26) وأبو بكر الشافعي في (الفوائد) (965، 964) ومن طريقه القضاعي في (مسند الشهاب) (1/231) وأخرجه ابن عدي في (الكامل) (1/248) وابن الجوزي في (تلبيس إبليس) ص (13) والمزي في (التهذيب) (18/465) من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه (فيه) فهو رد بألفاظٍ متقاربة.

وتابعه أيضاً عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم عن القاسم أخرجه الدار قطني، وابن أبي عاصم، وابن الجوزي، والمزي.

وعبد الواحد هذا وثقه جماعة، واستشهد به البخاري وقال النسائي: ليس به بأس.

وذكره ابن حبان في (الثقات) (3/123) وقال: يخطئ: وقال الحافظ في (التقريب) صدوق يخطئ. وأخرجه الدارقطني من طريق سهل بن صقير عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن القاسم به بلفظ من صنع في ماله ما ليس في كتاب الله فهو رد.

قلت: سهل بن صقير، وقيل سقير أبو الحسن الخِلاَطي بصري، ذكره ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال) (3/441) وقال: حدثنا عنه القاسم الفارقي بأحاديث فيها بعض الإنكار. وقال في آخر ترجمته: وسهل ليس بالمشهور وأرجو أنه لا يتعمد الكذب وإنما يغلط أو يشتبه عليه الشيء فيرويه.

وذكر المزي (12/195) عن الخطيب قوله: يضع الحديث.

وقال أبو نصر ابن ماكولا في (الإكمال) (4/309): فيه ضعف.

وذكره البرهان في (الكشف الحثيث عمن رُمي بوضع الحديث) (333).

وقال الحافظ في (التقريب): منكر الحديث، اتهمه الخطيب بالوضع.

قال الدارقطني عقبه: قوله عن الزهري خطأ قبيح.

قلت: لكن قال ابن عدي (1/250): ولإبراهيم بن سعد أحاديث صالحة مستقيمة عن الزهري وعن غيره ولم يتخلف أحد عن الكتابة عنه بالكوفة والبصرة وبغداد وهو من ثقات المسلمين.

وأخرجه الدارقطني (4/227) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، حدثنا عبد العزيز بن محمد حدثنا زفر بن عقيل الفهري قال سمعت القاسم بن محمد به.

قلت: يحيى وعبد العزيز ضعيفان وزفر لا أعرف له ترجمة. وله سمي قريب من طبقته لم يذكر البخاري وابن ابي حاتم فيه جرحاً ولا تعديلاً. فمثله يجهَّل.

[39]

تقدم في 26.

[40]

قال تعالى: مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [الأنعام: 160]، وروى المصنف في ((الأحكام))(6/164 ـ 165) وأحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: إنَّ ربكم عز وجل رحيم، من همَّ بحسنة فلم يعملها كُتبت له حسنة، فإن عملها كُتبت له عشراً إلى سبعمائة إلى أضعافٍ كثيرة، ومن هَمَّ بسيئة فلم يعلمها كُتبت له حسنة فإن عملها كتبت له واحدة أو يمحوها الله عز وجل ولا يهلك على الله إلا هالك. اللفظ لأحمد.

ورواه البخاري ومسلم وعنه المصنف في ((الإحكام)) (6/164)، والنسائي من حديث ابن عباس بنحوه. وهو صحيح بلا مرية. وانظر ((الإحكام)) للمصنف (6/157 ـ 158).

[41]

هكذا.