شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرسالة الثانية إلى مؤتمر البلديات (1) أعباء التنظيفات والأراضي
كنت أود أن أجعل الكلام عن هذين الموضوعين في نهاية الرسائل.. ولكن للأهمية ولكثرة ما تحمله أحياناً وكثيراً ما يقف بها في وسط الحلبة.. قبل بلوغ الغاية.. ذلك لأن شرح ما يتعلق بالتنظيفات فقط يستوجب تخصيص عشرات الصفحات من التقارير.. ونحن هنا بسبيل الإيجاز.. وإذا كان بند التنظيفات المخصص لكل بلدية قد تضخم في موازنة بعض البلديات فبلغ أضعاف أضعاف ما كان عليه قبل عشر سنوات مضت.. فإن توسع العمران وازدياد عدد المحلات التجارية والمخازن.. ثم كثرة أسواق الخضار واللحوم والحلقات وأسواق القماش وفي شوارع الفلل الجديدة نجد الأوساخ والأشجار الناشفة التي ترمى أثر تنظيف الحدائق كل ذلك يستنفد كل البند.
ويأتي بعد ذلك وضع الأيدي العاملة في التنظيفات وما تلاقيه البلديات من عجز نظراً لإعراض العمال من أبناء البلاد عن مزاولة هذا العمل.. وإن وجدت بعض الأيدي التي تعمل فإن نظم الإقامة والتعليمات الموجودة لدى مكاتب العمل تمنع ذلك. وإذا تركنا هذه الأمور جانباً فإن الشيء المهم الأجور فإذا قدرنا أن أجر العامل اليومي في التنظيفات ثمانية ريالات.. فإن ارتفاع أجره لدى المقاولين وأصحاب العمارات فيه إغراء يجعل العامل في البلدية لا يعمل بكل جهده.. وربما أنه يعمل ساعات في أول النهار.. ثم يحاول البحث عن عمل آخر لباقي ساعات النهار إذ المعروف أن التنظيفات يتعذر القيام بها عند اكتظاظ الشوارع والطرقات بالمارة.. وحركات البيع والشراء.. معروف أنه جرى البحث طويلاً عن القيام بعملية التنظيفات ليلاً فوجد أنه من غير الممكن تطبيق ذلك لضعف الإضاءة في كثير من الأزقة والحواري.. فبقي الوضع في هذا الحيز الضيق.. والتهمت صرفيات التنظيفات بنود السيارات والمحروقات وأجور العمال بالإضافة إلى بند التنظيفات.. بينما ظلت الشكاوى تزداد.. والبلديات تتلمس الحلول في بحر من الظلمات.
إن البلديات عليها مسؤوليات أخرى كثيرة الحساسية وأعمال التنظيفات عبء لوحده.. والحل الذي هو عملي نافع ومفيد في آن.. هو البحث الجدي فيما يأتي:
أولاً: طرح عملية التنظيفات في مناقصة يقوم بها متعهدون من أبناء البلاد بعد تقسيم البلدة إلى أربع مناطق توزع بين أكثر من متعهد واحد. وذلك للمقارنة والمنافسة بين المتعهدين.
ثانياً: تستعد البلدية بالسيارات ومحروقاتها والأدوات وتسلمها للمتعهد بحيث يؤمن هو فقط العمال ويقوم بالعمل وفق شروط وتعهدات ملزمة.. وبموجب ضمانات تجعل العملية تسير تحت رقابة البلدية.
ثالثاً: لا بد من أن تكون لدى البلدية فرقة طوارئ مجهَّزة.. تستخدمها عند تقصير أي متعهد.. وتقتطع من استحقاقه أجور أي عمل تقوم به البلدية نتيجة تقصير المتعهد لأي ظرف طارئ.
رابعاً: هناك شركات عالمية للتنظيفات تعمل في أمريكا وأوروبا.. وسبق أن أبدت استعدادها للعمل في هذه البلاد ولديها معدات وعمال وسيارات وآليات لشفط المياه.. وتكنيس الورق والقمائم.. ثم تشتري الشركة هذه الفضلات ما كان منها لمصانع الورق.. وما كان للسماد.. وما كان لمصانع الزجاج. وعمالها مسلمون وكانت إحدى هذه الشركات قد قدمت عرضاً لسموِّ الأمير فهد بن عبد العزيز بواسطة شركائها (آل الزاهد) بجدة وحضر مندوبون عنها.. وقدمت هذه الشركة تقريراً عن أعمالها وكان بالإمكان الارتباط معها لولا أنها طلبت امتيازاً طوال الأمد وجمدت المفاوضات معها لسفر مندوبيها وعدم عودتهم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :774  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 310 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج