شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دُور وَآبار تاريخية بمَكة (1)
في مكة المكرمة دور تاريخية لها شأنها في عهد الإسلام الأول. كدار الأرقم.. ودار أبي سفيان ودار الندوة. وقد ذكرت في أقدم كتب التاريخ أسماء دور أخرى كثيرة لكن ما يتصل منها بعهد الرسول وما يثبت على التاريخ قليل.
(فدار الأرقم) التي عنيت الحكومة بتحديد موقعها بعد توسيع الحرم الحديثة لها في نفس كل مسلم هوى لذكرى ذلك اليوم التاريخي المجيد.. حيث شهدت الحادث الجلل في تاريخ الإسلام.. حين كان يجلس محمد صلوات الله وسلامه عليه في هذه الدار مع أصحابه.. يوم أن كانت حملات قريش ضد الإسلام وضد دعوة محمد على أشدها.. ويوم فكر عمر بن الخطاب وهو في الجاهلية أن ينال من محمد الذي سب آلهتهم.. وقرر أن يذهب إليه ليقتله.. ثم لقيه في طريقه نعيم بن عبد الله وقال له: لقد غرتك نفسك يا عمر.. أنك لا تسلم من بني عبد مناف.. لو قتلت محمداً. ألا ترجع إلى أهل بيتك وتقيم أمرهم.. وكانت فاطمة أخت عمر وسعيد بن زيد زوجها قد أسلما.. وبقية القصة التاريخية عن إسلام عمر معروفة.. وقد شهدت دار الأرقم جيئة عمر بن الخطاب متوشحاً سيفه يسأل عن محمد.. وحين دخل عليه أخذ النبي بمجمع ردائه وجذبه بقوة وقال له: ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة.. قال عمر يا رسول الله جئتك لأؤمن بالله ورسوله.. ثم خرج المسلمون لأول مرة يصلون عند الكعبة.. بعد أن كانت صلاتهم خفية خوفاً من كفار قريش. وموقع دار الأرقم اليوم معروف بالبناية المقامة عليها بالجزء المعروف بمشروع توسيع الحرم تحت جبل أبي قبيس. وكانت تعرف هذه الدار أيضاً بدار "الخيزران" لما ورد من أن الخيزران والدة الخليفتين موسى وهارون قد عمرتها أيام العباسيين.
ثم "دار أبي سفيان" وكانت في موقع "القبان" الذي هدم أخيراً في أول المدعى ومكانها الآن خال بعد إزالة المباني.. ولعل الجهات المعنية التي خلدت مكان دار الأرقم.. تفكر في إقامة مكتبة أو مدرسة تحت اسم "دار أبي سفيان" وهي التي نادى الرسول يوم فتح مكة: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن".
أما (دار الندوة) فقد كانت قائمة في داخل الحرم شمال حجر إسماعيل خارج دوران الطواف.. وكانت مكان اجتماع أولي الرأي من قريش، وكذلك كان فيها الاجتماع التاريخي الذي كان السبب في هجرة الرسول صلوات الله وسلامه عليه بصحبة أبي بكر الصديق وما أسعد ما جنى المسلمون من الهجرة فسارت ألوية الحق إلى الآفاق بأيدي الفاتحين. وأما ما عدا ذلك من دور فهي كما ذكرت صلتها بعهد الرسول ضعيفة وسندها في التاريخ غير ثابت.
وفي أم القرى آبار تاريخية وأقدمها "زمزم" وقصتها في التاريخ أشهر من أن تخفى على أحد وقد ورد بشأنها من أحاديث الرسول ما رفع من قدر قدسيتها فهي طعام طعم وشفاء سقم من حين أن نبعت تحت قدمي إسماعيل أثر ركضة جبريل.. وبقيت على مر العصور تروي الحجيج وقاصدي المسجد الحرام للعبادة وينقل ماؤها إلى الأقطار الإسلامية في مختلف أنحاء المعمورة بقصد التبرك وفي كتب التاريخ ما فاض بذكر زمزم ولم تزل كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
"وبئر طوى" يجهل أكثر شباب هذا الجيل موقعها.. وهي في جرول أمام مستشفى الولادة وقد اغتسل منها الرسول حين دخول مكة عام الفتح ولهذا يسن الاغتسال منها للمحرم عند دخول مكة.
وفي مكة آبار أخرى كثيرة وقد ذكرت الأساطير أنه قبل وصول "عين زبيدة" لمكة كانت قريش في عهد الجاهلية قد حفرت آباراً في مكة حين بدأ تكاثر الناس بها. ولكن بعد أن جلبت زبيدة زوج هارون الرشيد الماء لمكة أهمل السكان العناية بهذه الآبار.. ولم يرد في التاريخ عن آبار في مكة لها صلة بالإسلام أو التاريخ غير "زمزم" و "بئر طوى".
وقد قصدت بهذا توجيه نظر الشباب والمتشوقين إلى معرفة التاريخ ليرجعوا مفصلاً إلى الكتب التي حوت كل نفيس عن آثار البلد الحرام.. والجزيرة العربية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1189  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 249 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.