شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لو أنصف الناس؟! (1)
مَنْ عَلَّمَ الطَّيرَ أَنَّ الأرضَ تَنتشرُ؟
مِنَ الحَديدِ وَفيهِ النَّفْعُ والخَطَرُ
فَكَمْ تَرَى الطُّرُقاتِ اليومَ مَائجةً
مِنْ كُل شَكل بهِ الصُّنَّاعُ تَبْتكِرُ
فيه السّلامةُ إنْ تَحْسُنْ قيادتُهُ
وإن غَفِلتَ فَثَمَّ الموتُ يَنتظِرُ
كَمْ حَادِثٍ غَابَ عنَّا مِنْ نَتيجتهِ
في زَهرةِ العُمْر شُبانٌ لَهمْ أُسَرُ
فَذاكَ طَالبُ عِلم جَلَّ مَقصدُهُ
أن يَبلُغَ الجدَّ كَي يَدنو له الوَطَرُ
كَمْ أُسرةٍ دُوهمتْ بالدَّهْس فَانْبَتَرتْ
مِنَ الحياةِ وَلم يُتركْ لَها أَثرُ
وعَاشَ من عاشَ في العَاهاتِ تَمنعُهُ
عَن الحيَاةِ ومِنهَا مَسَّهُ الضَجَرُ
وكَمْ عَروسين لَيلَ العُرْس داهمَهُمْ
عَادي الحَوادثِ في طَيَّاتِهِ الكَدَرُ
كَمْ مِنْ مآسٍ تُدمي القَلبَ مَصْدَرُهَا
هَذا الحديدُ وكُلٌّ ليسَ يَعتبرُ
ونُرسِلُ الدَّمْعَ.. هَلْ نَبكي تَهوُّرَنَا
أَمْ هَلْ نَقولُ قَضاءً خَطَّهُ القَدَرُ
هَذِي وسيلةُ مَنْ يأتيكَ مُعتَذِراً
هَيهاتَ يُجدي البُكا مَن جَاءَ يَعتذِرُ
يَا قومَ.. يَكفي فناءً نحنُ نَجلبُهُ
دُونَ التَعقُّل ما نجنيهِ لا يَذَرُ
لَوْ أنصفَ الناسُ لارْتاحَ المرُورُ ومَا
وجَدْتَ مِنْ عَاقِل أزْرَى بهِ الحَذَرُ
النَّاجحُونَ.. صِغارُ السِن مَطلبُهُمْ
شِراءُ سَيَّارةٍ.. يَا ليتهُمْ صَبَروا
حَتَّى يَكونَ لَهُم عقْلٌ ومقدِرَةٌ
فيها التَّحكُّمُ لو آباؤهُمْ نَظروا
وَحَكَّموا العَقْلَ واهتزّت ضَمَائرُهُمْ
لخير أبْنائِهم لا الإثْمُ والوزَرُ
إذاً تعالوا نُقِمْ جَمعاً ببَادِرةٍ
نَجني فَوائدَ فيها الخيرُ والثَّمَرُ
نُجددُ النُّصحَ لِلشُّبان نَدفعُهُمْ
إلى التَّأني.. وحُسْنُ السَّير لا البَطَرُ
ولْيُتْركِ الطَّيْشُ والأَطفالُ نَمنعُهُمْ
عن القيادةِ، يَكفي الموتُ والعِبَرُ
يَا ليتَ نَمنعُ في التِّلْفَاز سِلْسِلةً
تُغري الشَّبابَ، وَمنهَا مُنتهَى الخَطَرُ
وفي السِّبَاق (وشِبْس) قَدْ تَرَى عَجَباً
منهُ لَدَينَا مَزيدٌ كُلهُ صُورُ
لا تَسجنُوا السَّائِقَ الجَاني لِغَلطَتِهِ
بَلْ فَامنعُوهُ لِعام فيه يَعتبرُ
وللقيادَةِ لا تُعطوهُ رُخصتَهُ
بلْ فَاسْحَبُوهَا.. وعندي بَعدَهَا الخَبرُ
أمَّا الجزاءُ.. فَفَرْضٌ لا سَماحَ بهِ
لا ينفعُ العَفوُ مَنْ لِلْعقْل يَفتقِرُ
قد قَالَ مَنْ قَالَ في الأمْثَال حِكْمَتَهُ
لا يُحمدُ الحِلْمُ مَا لَم يُؤمَنِ الضَّرَرُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :600  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 119 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.