الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة الأستاذ عابد خزندار ))

ثم أعطيت الكلمة للناقد الأستاذ عابد خزندار فقال:

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ليست هذه خطبة، فلن أفتتحها بما تفتتح به الخطب، ولو أني بالطبع أحمد الله دائماً على كل حال من سحيل ومبرم، وقلت إنها دردشة لأنني أريد أن أتحدث عن بعض ذكرياتي مع الزميل منصور الحازمي، كنا في القاهرة جميعاً أنا وهو والدكتور عبد الله المهيبي والدكتور محمد الشامخ ومن لا يحضرني أسماؤهم، واختارني زملائي رئيساً لتحرير صحيفة الكلية بالقاهرة، واكتشفت بعد مدة أنني لا أستحق هذا المنصب أبداً خاصة والدكتور منصور موجود والدكتور الشامخ موجود، وفي العام التالي رفضت التجديد رفضاً باتاً، وقررت أن أتوقف عن الكتابة وفعلاً حدث ذلك وعدت إلى الوطن، وربما قبل قليل من الوقت الذي عاد إليه الدكتور الأنصاري والدكتور الحازمي والدكتور الشامخ، وبدأت أتابع ما يكتبونه في الصحف المحلية آنذاك، كما أنني كنت اتصل بهم بين الحين والحين واتصل أيضاً ببعض زملائهم من الأساتذة الوافدين كالدكتور علي جواد الطاهر، واكتشفت أنه أصبح لدينا جيل من الرواد الأكاديميين والناقدين لا يقلون قدرة وتمكّناً وإبداعاً من الجيل الأول في مصر جيل طه حسين وزكي مبارك وأمين الخولي وأحمد أمين، أصبح لدينا باحثون أدبيون وأدباء في نفس الوقت.

- وتتابعت الأيام وجاء بعدهم زملاء آخرون ساروا على نفس الطريق، لا تحضرني كل الأسماء ولكني أتذكر على سبيل المثال لا الحصر الدكتور نعيمان عثمان، سعد البازعي، والدكتور عبد الله الغذامي وغيرهم.

- ما أريد أن أقوله هو أنه قد أصبح لدينا طليعة أدبية وفكرية؛ أي أصبح لنا فكر وثقافة، لهذا فإن الدور الذي لعبه الدكتور الحازمي وزملاؤه دور لا ينكر في تأسيس أدب جديد في هذا البلد، أدب لم يحدث قطيعة مع الماضي، والدليل على ذلك الدراسات التي قام بها الدكتور منصور لأدباء الحجاز وخاصة الأستاذ أحمد السباعي أي أنه أدب انطلق من التراث ليجدده، والأصالة الحقيقية كما أقول دائماً هي التجديد، أما التقليد فليس فيه أية أصالة، ولهذا أيضاً فإنني أريد هنا أن أشكر الأستاذ عبد المقصود لبادرته العظيمة في تكريم هؤلاء الرواد، وأرجو أن يأتي دور الدكتور الأنصاري والدكتور الشامخ والدكتور عزت خطاب وغيرهم من أدباء هذا الرعيل، شكراً، والسلام عليكم ورحمة الله.