شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ وكتب الأستاذ ((عبد الله باجبير)):
ـ مات عالم وعلاَّمة، واختفت علامة من علامات زمننا، وانطفأ في شارع التاريخ أحد أنواره العالية.. مات محمد حسين زيدان، وليس في السعودية كلها من لم يتتلمذ على يد الراحل الكبير، ومؤرخ الجزيرة الأديب المثقف الصحفي.
أجيال من المثقفين، والصحافيين، والمؤرخين دقوا بابه، واستظلوا بظله العريض.. إنسانياً وثقافياً.
أجيال بعد أجيال نشأت على وجود الرجل الذي ظل يعمل ويكتب ويؤرخ ويراجع حتى أشرف على التسعين، وبهذا العمر المديد عاصر محمد حسين زيدان شبه الجزيرة العربية، وشهد مولد المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها خالد الذكر الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله.
وقد عرف ولاة الأمر فضل الرجل، وقٌلِّد منصب رئيس تحرير مجلة ((الدارة)) التي تصدر عن دارة الملك عبد العزيز.
أحاول منذ سمعت خبر وفاته أن أستعيد شريط ذكرياتي عنه ومعه، وفي زحمة مشاغل كثيرة لا ترحم، تذكرت زيارات له، وهي بحكم بعدي المتواصل عن الوطن كانت قليلة، ولكن أتذكر البدايات، عندما كان جيلي كله يذاكر في مدرسة محمد حسين زيدان.. نحمل كتبه، ونردد أفكاره، ونستلهم تاريخه وأبحاثه، ونستمع لخطبه وحواراته، ونتباهى بأننا رأيناه وقابلناه.. ثم أُصبح من المعجبين بشخصيته، والمتابعين لكتبه.. وأكتب عنه وعنها فيتصل بي شاكراً، وهو صاحب الفضل، ويشجعني ويصحح بعض أخطائي.
وبعض الأسماء اللامعة، عندما تقترب منها ينطفئ اللمعان، وتجد فارقاً شاسعاً بين ما يقول وما يفعل، وترى صورة البطل مختلفة عن الأصل، ولكن الراحل الكبير، كان يزداد لمعانه كلما اقتربت منه.. ويزداد حبك كلما تعرفت عليه.
كان نبعاً صافياً من الحنان والرقة والحب والوفاء.. وقد تألمت عندما علمت أنه كان يفتقد هذه المعاني كلها من بعض أصدقائه في أيامه الأخيرة، ولعلّنا جميعاً سنحمل نفس المرارة في أيامنا الأخيرة.
العالم لم يعد هو العالم الذي كان..
رحم الله محمد حسين زيدان.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :520  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 448 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج