فرق الاغتيالات |
ـ في صحيفة (الإنقاذ الوطني) التابعة لحكومة ((البشير))... كتب المحامي ((أحمد سليمان)) تدليساً آخر في سلسلة قلب الحقائق التي تمارسها حكومته ضد المملكة العربية السعودية، والخليج العربي... وأقام دفاعه عن ((آية الله الترابي)) على الافتئات، والتقوّل، وزَجَّ بمشاعر الإِخوة السودانيين، في ذلك التقوّل والتدليس... فادّعى أننا نَصِفُ الأشقاء السودانيين بأنهم من المتسوِّلين والمرتزقة.. وهم أكرم، وأنبل، وأجلَّ من أن يأتي منتسب إلى هذه الأمة الخيّرة فيحاول إلصاق أوصاف لا ينبغي أن يوظِّف الكذب فيها، من أجل الوقيعة بين الشعوب! |
إن علاقتنا بالشعب السوداني الشقيق عامرة، ومعطاءة... وخير دليل نلقم به جعجعة المحامي المذكور.. هذه الرسالة التي تلقيتها من شقيق سوداني.. رمز لإِسمه ((م. خالد))، ويعمل في هذا البلد الآمن دوماً إن شاء الله، ولو كره المبطلون: |
ـ قرأنا مقالتك المنشورة بصحيفة عكاظ يوم 10/10/1990 عن ((آية الله)) المخادع الكبير: الترابي!! |
والحقيقة التي كانت غائبة عن كل العالم العربي: أن مشاكل السودان الآن سببها هذا الترابي، وتدهور السودان واقتصاده سببه الترابي... وإنك، ككاتب وصحفي، لا بد تدرك مدى وعي الشعب السوداني وتطلُّعه. |
لقد حكم الشعبُ السوداني على الترابي جهاراً نهاراً عندما أسقطه ديمقراطياً في الانتخابات العامة التي جرت بعد سقوط وليّ نعمته النميري عام 1986. |
وبما أنهم كانوا يملكون الإعلام، والتنظيم.. فقد أظهروا للعالم الآخر بأنهم دعاة الإِسلام والشريعة في السودان، وكل ما هو غيرهم كافر... مع أن الشعب السوداني كله يعلم بأنهم تنظيم قام، ونما، وترعرع على جماجم الشرفاء والجوعى.. حيث تاجروا بالذُّرة المرسلة لإِغاثة الجوعى! |
وقد قال الشعب السوداني كلمته في ((الترابي)) جهاراً نهاراً في الانتخابات، حيث سقط سقوطاً شنيعاً... ولذلك ظلت الجبهة طيلة فترة الديمقراطية تعمل على وأد الديمقراطية، لأنها تنظيم لا يمكن أن يعيش إلا في ظل الرأي الواحد!! |
وعندما اتفقت جميع تنظيمات الشعب السوداني على حل مشكلة الجنوب سلمياً، ووقع اتفاق ((الميرغني/قرنق)) شعرت الجبهة أن وجودها في الشارع السياسي قد انتهى، ولذلك عملت بكل ما تملك على تعطيل السير في طريق الاتفاقية... وما لبثت أن أتت بإنقلاب ((البشير)) ليقضي على الديمقراطية، وتنفرد مرة أخرى بإذلال الشعب السوداني، وحكمه بالحديد، والنار، والجوع، وحظر التجول حتى هذه اللحظة. |
إن ((الترابي)) شخص غريب على تركيبة المواطن السوداني الأصيل، المبنية على البساطة، والوضوح، والتسامح؟. |
و ((الترابي)) هو الذي يقود الغوغاء في أي مكان إلى إطلاق كلمة ((جهاد)) عندما يخالفهم أي شخص في الرأي، ولذلك لم نفاجأ عندما أعلن أنه سيعلن الجهاد إذا اندلعت الحرب في الخليج! |
فما هي علاقة الجبهة بشخص مثل صدام حسين.. الذي لا يعرف من الإِسلام إلا اسمه، وهو شخص علماني وبعثي لآخر رمق؟! |
إن الإِجابة على ذلك هي: أن ((الجبهة)) تنظيم لا يعيش إلا تحت مظلة العسكر والقهر، ولكن في الحرية والرأي.. فإنهم ينكشفون حالاً، ولأنها تنظيم همُّه جمع المال باسم الدين فقط، والدين منهم براء! |
إن ((الترابي)) شخص مهووس بالسلطة ودائرة الضوء، ولذلك من الصعب عليه الانزواء بعيداً، وتُهِمَّه السلطة حتى لو كانت على حساب المبادئ التي ارتضاها الشعب السوداني كله. |
إن تحالف ((الترابي)) وجبهته مع البشير، ومع النميري من قبل، هو الإِجابة الواضحة لكل العالم بأن ((الترابي)) شخص يأخذ من الإِسلام اسمه، ليبني مآربه ودنياه على حساب مبادئ الشعب السوداني، وعلاقاته مع أشقائه العرب، ودول الخليج خاصة، وعلى رأسها الكويت والمملكة العربية السعودية. |
ولذلك لا بد أن تأتي ساعة الحساب، والشعب السوداني له باع طويل في إزالة الطغاة مهما مارسوا من عنف، وقتل وتشريد!! |
(انتهى) |
* * * |
إن كل الشعب السوداني يعرف أن ((الترابي)) هو الجبهة القومية المسماة إسلامية، وأن الجبهة القومية هي الترابي. |
ـ ومِنْ مَاذا تتكوّن هذه الجبهة؟! |
إنها تتكوّن من خليط من فلول وبقايا ((مايو)) الذين ساندوا النميري، وهم كلهم كانوا شيوعيين، وعلى رأس تنظيم الجبهة - بعد الترابي -: علي عثمان محمد طه عضو مجلس شعب نميري، وقريب البشير... حين كان ((علي عثمان)) يزور جنوب السودان ويقابل البشير حيث يعمل، واتفق معه على وأد الديمقراطية! |
ثم هناك ((أحمد سليمان المحامي)) الشيوعي المعروف في أفريقيا كلها، والذي تاب أو هو يُظهر ذلك... والترابي نفسه هو الذي أثرى وعاش متقلداً كل المناصب في زمن النميري.. وهو المؤسس والمشارك في كل الشركات الأخطبوطية التي تتاجر بالذُّرَة: غذاء الشعب السوداني وهو جوعان! |
إن ((الترابي)) لم يكن سوى إنسان عادي، مثله مثل غيره من السودانيين.. ولكنه في فترة الطفرة، وعندما انهالت المساعدات الإِسلامية من دول الخليج، وعلى رأسها المملكة والكويت... كان ((الترابي)) هو الشخص الوحيد المشارك في حكومة نميري من بين رجالات الأحزاب الأخرى، ولذلك وظَّف كل تلك الأموال في الجامعات، والمدارس، والشركات، والبنوك، لخدمة أهداف الجبهة لفترة ما بعد النميري. |
إن ((الترابي)) حكم عليه كثير من علماء الإِسلام، وعلى رأسهم الشخ القطان إبن الكويت.. الذي ألَّف كتاباً يدحض فيه افتراءات الترابي!! |
و ((الترابي)) هو الوحيد في السودن الذي لا يمكن أن يكون له صوت إلا تحت مظلة العسكر والسلاح.. فهو الذي أذلَّ الشعب السوداني عندما كان متحالفاً مع النميري طيلة سبع سنوات... فاستفاد من الإعلام، والصحافة.. حيث لم يكن مسموح لأي حزب آخر، عدا جبهة الترابي القومية! |
وعندما أسقط الشعب السوداني نظام النميري في ثورة 1985، خرج الترابي... وكان يعلم الإِرث الثقيل الذي يحمله بتحالفه مع النميري.. ولذلك تبَّرأ منه تنظيم الأخوان المسلمين بقيادة دكتور ((الحبر يوسف نور الدائم))، وأصدروا بياناً في الصحف يتبرأون فيه من الترابي وجماعته! |
وبذلك كوَّن الترابي ((الجبهة القومية)) التي أطلق عليها الإِسلامية... فتجمَّع فيها كل فلول مايو، والشيوعيون ((التائبون!))، وتجار السوق السوداء، وتجار العملة! |
* * * |
ـ لقد أثبتت هذه (التنظيمات) التي تتخذ الإِسلام جواز مرور لبناء قاعدة سياسية، شعبية لها في أقطارها.. أنها: |
ـ أولاً: تنظيمات بعيدة عن توصيات الإِسلام، ومنهج تشريعاته في بناء الحياة، والعلاقات بين الناس، وبين لشعوب! |
ـ ثانياً: حركات انتظمت في (أحزاب)... فإذا هي - لإِثبات وجودها السياسي، والمؤثر في الحكم -: تكذب على شعوبها.. وتَنافق من أجل بلورة مواقف تدفع بها إلى السلطة.. وتتآمر لقلب أنظمة الحكم، واستخدام الجماعات الإِرهابية، والتصفيات الجسدية ضد المناوئين لانحرافاتها! |
ـ ثالثاً: إنّ هدف هذه التنظيمات، أو الحركات، أو ((الجبهات)) التي تتسمى بالإِسلام زوراً وبهتاناً.. يتركز في تطلُّعها إلى التأثير في مقدّرات اقطارها: سياسياً، واقتصادياً.. |
والمحور الذي تقوم عليه أهداف وتطلعات هذه الحركات أو الجبهات.. هو المحور: (الميكافيلي) الذي ينادي بالغاية التي تُبرر الوسيلة!!! |
ـ وغايتهم: محصورة في التسيُّد، والتسلُّط، والسلطة... وهي غاية تلفظها أبعاد، ومضامين (الفكر الإِسلامي) الصادق، والمستنير بتشريعات هذ الدين العظيم!! |
ـ ووسائلهم: متعددة بتلوّن مواقفهم الغير مخلصة لرسالة ودعوة الإِسلام، والجهاد في سبيل الله!! |
فهم ينادون بالوقوف في وجه الاستعمار، ويضعون أيديهم أسيرة لقيود الطغاة! |
وهم يتحدثون عن: الشورى، والديمقراطية... ويمارسون إصدار القرارات الفردية، والتعسفية ضد المسلمين في أقطارهم.. وإغراق بذور الديمقراطية في وحول القهر، والإِعدامات الجماعية، وتشكيل الجماعات الإِرهابية التي تُطلق الرصاص على الآمنين، وتُصدر أحكام الإِعدام بدون محاكمات، ولا حيثيات: (اغتيال الدكتور المحجوب، وحرّاسه)!! |
إنّ إعلان ((الإِسلام))، والدعاوة له، ومحاربة أعدائه، والتشديد على اتّباع تشريعاته... كل ذلك لا يحتاج إلى تشكيل أحزاب، وحركات سياسية، وكوادر، وجماعات إرهابية، تتعامل مع المجتمع العربي بالرشاش، والمسدس، والقنبلة! |
إن (المسجد) في كل مكان... هو المجال الأرحب للدعوة، وللإِرشاد، وللتبصرة.. ولمن يجد (الشجاعة) في عزيمته، وإيمانه، وقناعاته، على أن يصدع بالحق، ولا يخاف بطش السلطة، ولا يخشى في الله لومة لائم! |
إن (الإِسلام) لم يأمر بقتل الذين يخالفونك الرأي: غيلة، وغدراً، وتآمراً، وخداعاً... بينما نجد أن الجماعات الإِسلامية اليوم قد جعلت (الإِسلام): رصاصة غادرة، واغتيالاً جباناً، وجماعات إرهاب، ومتطرفين... حتى عندما تجادلهم بالتي هي أحسن! |
وأي توجّه إسلامي لدى هذه الجماعات، والحركات، والجبهات... وليس من مهمة لها سوى: الإِخلال بالأمن، والتآمر لقلب نظام الحكم، والعبث باقتصاد الوطن، وقتل الناس، وإثارة القلاقل، وإحداث الفتنة، ووغر صدور الشعوب العربية الإِسلامية بعضها ضد بعض؟!! |
تلك هي ((الصورة الحقيقية)) الأمينة لواقع، ولسويداء الذين أنشأوا هذه (الأحزاب)، وهم يدّعون الإِسلام.. ويعملون على نشر (غايتهم) البشعة، بوسائل لم تعد تنطلي على الشعوب اليوم!! |
|