واحد قاسي... جداً |
لا بد أن رأس إنسان هذا الزمان.. هو كما الكرة الأرضية: يدور حول نفسه.. يبتدئ من نقطة. ويقطع مسافة طويلة وعسيرة.. ليكتشف في النهاية أنه عاد مرة أخرى إلى نفس النقطة!! |
والسبب.. سؤال حائر، ومتورط في غياب الحلم، وفي غربة العواطف.. |
سؤال.. كالشراع المبحر فوق محيط عاصف، والإنسان تحت هذا الشراع يديره يمنة ويسرة.. ينشره ويطويه.. يدفع به إلى منطقة الموج ويحاول أن يسترجعه بعد ذلك.. ثم ينكسر المركب في النهاية، ويغرق العمر!! |
فالناس يبحثون عن الحنان ويتحدثون عنه.. ويتصرفون بشراسة وملل. |
والناس.. يومضون كالبرق في الليالي المرعدة، ولا يهتمون بميلاد الحياة الجديدة.. بالغد.. |
والناس أضاعوا إخوانهم.. لم يعد الإنسان يتعرف على حزنه، وإنما أصبح كل ما يشعر به الإنسان هو الألم المحسوس.. كأن يسيل دم من حادث سيارة.. كأن يخسر صفقة مالية أضاعت له مبلغاً من المال.. كأن يموت له عزيز أو قريب فيبكي عليه لحظات.. كأن يؤدي به خصامه مع الذين يتعامل معهم مادياً إلى السجن.. كأن يفقد عمله فيخاف من العطالة والحاجة!! |
أما الحزن الغائب عن وجدان الإنسان.. الحزن الذي أصبح من العسير على الإنسان أن يتعرف عليه، فهو: أن يفقد صديقاً له أمضيا معاً مشواراً طويلاً من العمر، فإذا افتقده شعر أنه يحيا وحيداً.. أن يخسر تقدير الناس له واحترامهم وقيمته في نفوسهم. أن يسمو بالألم المحسوس فيه إلى حزن الحنان والتسامح مع الناس. أن يحس بكلمة الحب الصادقة تغسل وجدانه من شوائب الشهوات والرغائب والماديات. |
فهل يكون السؤال هو: أي ميلاد للحياة الجديدة.. لباكر؟! |
إن محور السؤال له مسافة أوسع.. فالذي تتطلع إليه عيوننا نراه ونعجز أن نبصره، والذي لا بد أن تبصره أعماقنا من معاني الحياة تحول إلى ضباب في دائرة غير مكتملة. فعيوننا أتعبها الرمل القادم إليها من كثافة العواصف في نفوسنا، وصدورنا أغرقها الزبد!! |
ويضطرب ((ديالوج)) الحياة في نفوسنا.. فيفقد الحوار معانيه.. كأن ما نفكر فيه يأتي بلا تفكير، وكأن ما نحسه يعاني من الانفصام فيه.. الانفصام بين ما نفعله ونتصرف به، وبين ما يعيدنا إلى إنسانيتنا الأصلية المبعثرة مزقاً في حنايا الضلوع!! |
فهل هذه الالتفاتة التي أكتبها.. تساق إلى شكل المخاطبة أو الكتابة الرمزية؟! |
وهل هذه الملامح التي أحاول أن أرسمها بأبعاد الزوايا.. هي لا أكثر من أسلوب يحاكي اللون الشعري، أو الشاعري في حواري هذا؟! |
كأنني - وحدي - أقف في ميناء الشجن.. |
كأنني خارج عصري، أو أن عصري يخرج من رأسي كما طلقة الرصاصة.. وآخر صريعاً مضرجاً في الحزن.. فالحزن دمي!! |
كأنني قادم من بحر.. مجداف من حنين، ومجداف من صفعة.. |
فكل القسوة أن تكتشف عواطف الناس مطعونة بمادياتهم، وتحاسب نفسك على الحياة! |
كأنني شرارة تطوف حول قلوب الناس بحثاً عن الحب.. وترتد إليَّ لتحرقني!! |
والسبب.. هو لأن الكتابة تتحول إلى وصف لنهاية القرن العشرين ولا تنطق.. السبب .. هو لأن الحوار بين إنسان وآخر يتحول إلى موقف ساخر أو حتى كوميدي.. لأن ما بين الاثنين المتحاورين متناقض.. محتد.. متوتر.. يمتلئ بالفصام.. لأن لكل واحد رغبة، ولكل واحد مصلحة مادية، ولكل واحد أنانية مستقلة! |
إنها طفرة المجتمعات في مراحل انتقالها من قدرة إلى قدرة أكبر، ومن إمكانية إلى إمكانية أكثر تطوراً وتبدلاً، وتصبح مجتمعات القرن العشرين أكثر تعاسة إذا كان كل واحد لا يفهم ما يفهمه، أو يؤكد معرفته لما لا يعرفه!! |
فإذا التفت إلى صديق لك وقلت للناس: هذا أعز صديق.. فستفاجأ أن الكثير من الذين عرفتهم وعرفوك يقولون لك: ما شاء الله.. ونحن ألسنا أعزاء لك؟! |
ويتحول هذا الموقف إلى حكاية، وتجريح، ولوم، وإشاعة متطورة! لماذا؟!.. لأن بعض الناس يبحث عن الحكايات.. يبحث عن أسراراك أنت، ويدفن أسراره في أعماق المحيط وحينئذ ((تصبح الدموع أملاً)).. كما قالت أنثى مشهورة!! |
وهذه الدموع الأمل حكاية ترويها تلك الأنثى التي دخلت من أبواب الفن إلى الشهرة .. فتقول: |
ـ إنني أخشى أن أبكي فيلتفت لي أحد رجال الدعاية، ويضعون دموعي في بنك الدعاية. وتخرج من الصحف مقالات وقصص وحكايات وأحزان يلتذ لها كل الناس، وأنا لم أعد أرغب في هذا، فالجمهور كالأطفال يتعرضون للخديعة.. لا يعرفون أن الحزن هو الصديق الوحيد للفقراء جداً.. الذين أصبحوا أغنياء جداً..!! |
* * * |
ولكن الأكثر صعوبة وقسوة من إنسان على إنسان آخر.. هو قسوة النفس على صاحبها .. صعوبتها في العودة بإنسانيتها.. إلى المعاني المبعثرة فيه. هو تخبط الحوار الداخلي بين الإنسان ونفسه.. فإذا عجز الإنسان أن يسأل نفسه: لماذا فعلت هذا.. ولماذا سأفعل ذاك؟! فذلك يعني أن الرغائب والماديات قد تسلطتا على إرادة الإنسان التي تعينه لكي يفكر بعمق، ولكي يحس بصدق!! |
وتقترب مني هذه الصورة التي تشكلت من حوار بدأته ذات مساء مع إنسان أعرفه ويعرفني. ونجد صعوبة وقسوة بالغة في أن يفهمني وأفهمه. فلقد رأيته ذلك المساء يتكئ بخده على كفه وهو ساهم مشتت الفكر.. وتركت صوتي يتسلل ببطء إلى سمعه فسألته: |
ـ ((هيمان يستدني السحاب))؟! |
ولم يرد.. كأنه لم يسمعني، فطرقت سمعه ثانية أقول: |
ـ ((الحب في الأرض بعض من تصورنا)).. إلى أين أبحر بك التصور؟! |
ولم يلتفت نحوي.. كان صوته يتلفت حوله وهو يجيبني: |
ـ حب إيه؟!.. احنا فاضيين للعبث؟! |
ـ قلت: خطير جداً.. هل استطعت أن تعيش الآن بلا حب.. هل الحب عبث؟! |
ـ قال وابتسامته تزداد اصفراراً: لا يوجد الآن حب.. إن ما تراه أمامك لا أكثر من مساحيق، ووسائل صناعية، وأقنعة.. فالمساحيق جعلت الشمطاء كما راكيل وولش، والرموش الصناعية حولت عيون اليابانيات إلى المعنى القائل: ((قتلننا من حيث ندري ولا ندري)).. حتى الأظافر التي يعجبك لمعانها وألوانها، وخربشتها أحياناً.. صناعية أيضاً!! |
ـ قلت: لكنني أقصد الحب بين الضلوع.. الخفقة. الحنان الذي يقربك من الناس وبقربهم إليك. الإنسانية التي تزيد الوشائج متانة، والعلاقات الإنسانية صفاء! |
ـ قال: أنت مسكين.. انزل إلى الشارع واصغ قليلاً.. الكل يشتم الكل. وأنت تمشي بسيارتك يشتمك واحد يحاذيك بسيارته، سائق التاكسي يشتمك لأنك تتقيد بالتسعيرة، بائع الخضار والفاكهة. السباك والذي يصلح المكيفات.. الناس.. الناس أصبحوا يتعاملون بالشتيمة.. كأنها بطاقة تعارف.. بدلاً من أن يمد يده ليصافحك.. يمدها ليصفعك! |
ـ قلت: ليس كل الناس بمثل ما تصف.. هناك الناس! |
ـ قال: هل أعطاك أحد الناس بطاقة مكتوب علها اسمه ورقم تليفونه لأنك لطيف، ومهذب، ووادع، وتحسن الكلام والأفكار الجديدة؟!.. لن يحدث هذا.. أما لو كنت صاحب مصلحة - بزنس - فلا بد أن جيوبك ملأى بالبطاقات!! |
ـ قلت: لكني ألاحظ أنك ساهم، فكأنك حزين؟! |
ـ قال: وإذا لم أكن حزيناً فبماذا تصفني؟! |
ـ قلت: أنت متألم، والحزن أسمى من الألم.. الحزن حينما يكبر يتحول إلى لذة، وغاندي يقول: ابتغوا اللذة في الألم! |
ـ قال ساخراً: تستحق أن أصفر لك.. كأنك جائع وترسم رغيف خبز على ورقة فتشبع! |
ـ قلت: أحياناً يتملكني هذا الإحساس، أو هذا الشبع! |
ـ قال: لا تقنعني أبداً إن الفلوس لم تكن كل همك! |
ـ قلت: ليست كل همي، ولكنها بعض همي لأشبع. وأتحرك، وأنسج حياتي التي أريدها. |
ـ قال: ماذا تقصد.. ألا أفعل أنا مثلك؟! |
ـ قلت: أقصد أنني لا أجعل ((بعض)) همي هو ((كله)).. فالبحث عن الرزق واجب للحياة وللكرامة، ولكنني لا أجعل هذا الهم يدمر وجداني، ويعبث بعواطفي، ويمسخ إنسانيتي كسلوك مع الناس... فلا أرى إلا نفسي! |
ـ قال: إنها ضريبة التطور.. تطور الحياة، وتطور المطالب والرغائب، وتطور نظرتك كإنسان للحياة! |
ـ قلت: نظرتي إلى الحياة.. ليس من وسائل تجسيدها أن أنسى كيف أحب، وأن أنكر من حولي من أصدقاء وأهل وواجبات، وأن أخبئ أصالة النفس فيما أضافته إليها الرغائب والماديات! |
ـ قال: أنت عاطفي رومانسي.. أنت تحيا الأحلام! |
ـ قلت: كارثة ممارسة الحياة أن يدفن الإنسان أحلامه. خذ اقرأ هذه العبارة في الجريدة التي أمامك! |
ـ قال: وما الذي تحققه الأحلام؟!.. الفلوس تحقق الأحلام. أما الأحلام فلا تحقق شيئاً أبداً! |
ـ قلت: لأن أحلامك فقيرة، أو لأنك عاجز أن تحلم، فالفلوس تعطيك الكثير، ولكنها - وحدها - لن تعطيك الحب.. ستجعك تنسى الناس.. تنسى قلبك.. تنسى أحلامك.. فتتعكر نفسيتك كبحيرة مليئة بالطحالب! |
ـ قال: لماذا تكره الفلوس.. ألأنك فاشل في تنميتها؟! |
ـ قلت: إنني لا أكرهها كثيراً، ولا أحبها كثيراً، ولكنني أكرهها بمقدار، وأحبها بمقدار .. بمعنى أنني لا أجعلها كل همي، وإلا فقدت إنسانيتي، وفقدت مجتمعي، وفقدت محبة الناس! |
ـ قال: الفرق بيني وبينك أنك تحلم بغضب، وإنني أغضب بحلم.. فحتى الآن أحتملك وأنت تثرثر وتشتمني.. ماذا تريد أن تقول؟! |
ـ قلت: بدأت تقول كلاماً جميلاً، ولكني أخالفك.. فالذين يحلمون قد يغضبون من تصرف سيئ.. من كلمة جارحة، أما مثلك فإنه يتوتر، والتوتر ليس فعلاً وإنما مرض نفسي، دعني أهدئك قليلاً، فأريك عبارة الأنثى ((غادة السمان)) في هذه الجريدة.. تقول: ((ربما كنت حالمة بمعنى أنا فاعلة، وحين أفقد قدرتي على الحلم أفقد قدرتي على الفعل المبدع. إنني أستميت كي لا أفقد قدرتي على الحلم. كل ما حولي يحاول اغتيال هذه القدرة))! |
ـ قال: تقصد أن الذي لا يحلم لا يستطيع أن يفعل شيئاً؟! |
قلت: الآن بدأت تفهم!! |
ـ قال: تطلب مني إذن أن أشبك كفي خلف رأسي وأسنده عليهما، وأبحلق بنظراتي في السقف، وأغمض عيني، وأحلم بمليون ريال، فأفتح عيني وأجد المبلغ بجانبي على السرير؟! |
ـ قلت: ولماذا تبدأ حلمك مباشرة بالمليون ريال.. هل يكون همك كله، وأمانيك كلها، ورغباتك في الحياة في المليون ريال؟! |
ـ قال محتداً: نعم يا أخي.. بالمليون ريال أبدأ مشروعي الذي خططت له.. أقصد الذي حلمت به حسب تعبيرك، وهذا المشروع سينجح بالمليون ريال، وسأتزوج أجمل أنثى، وأؤثث لها أجمل سكن، وأنجب أطفالاً حلوين جداً، ويكبرون في هذا العز، وعندما أموت يجدون حياة رضية من بعدي! |
ـ قلت: ياه.. حياتك قصيرة جداً!! |
ـ قال: كيف.. ماذا تقصد؟! |
ـ قلت: غيرك.. ربما رضوا به وحمدوا الله عليه.. تزوجوا نساء هن في نظرهم جميلات .. إذا لم يكن جمالهن في الخلقة ففي الخلق، وأنجبوا أطفالاً يرونهم أجمل أطفال العالم، وسكنوا وتمتعوا، وضحكوا، وسبحوا في البحر، وسافروا وشاهدوا العالم، وكلما وضعوا رؤوسهم على الوسائد ناموا بسرعة.. بلا ((فاليوم))، فهل كل هؤلاء تعتبرهم تعساء؟!.. إنهم سعداء جداً بشيء واحد.. بالحلم، إنهم لم يفقدوا القدرة على مزيد من الأحلام.. قنعوا برزقهم، ولكنهم يسعون في أرض الله بحثاً عن تنمية مواردهم، ولكنهم أثناء بحثهم لم ينسوا شيئين هامين: أن يحبوأ ، وأن يحلموا.. يحبون مجتمعهم، وأهلهم، وأحباءهم، وعشيرتهم، وأطفاهم، وبيوتهم، وأفكارهم، ويحبون القراءة والموسيقى، والسفر، والابتسامة.. ويحلمون بما هو أجمل، بشيء يحبونه ولكنهم يريدون أن يطوروه.. أن يزيدوه حلاوة وبهجة.. أما أنت فإذا حلمت فستحلم بشيء لا تعرفه.. لم تمتلكه، وهذا هو الفارق.. حياتهم طويلة جداً، أما حياتك فقصيرة جداً، ففي إمكانك أن تحصل على المليون ريال وتموت.. أما هم فيعيشون حياة طويلة بالنظرة للحياة على أنها متعة وعمل!! |
ـ قال: ولكن.. أليس من حقي أن أفكر في تنمية مواردي.. في حماية فلوسي من المتربصين بها؟! |
ـ قلت: من حقك طبعاً.. ولكن دعني أوضح لك صورتك هذه التي لا تراها في المرآة مهما كانت مرآتك لامعة.. فأنت تجري طوال النهار وراء الصفقات والفلوس والمشاريع، وأنت في المساء تجتمع بكثير من أصحاب المصالح المرتبطين بمصالحك، فإذا تهيأت للنوم طار من جفنيك.. لأنك تجلس لتفكر في عشرات المواضيع، وتنام بالقسر.. بحبة ((فاليوم))، فما هو إيحاء السعادة التي تشعر بها؟! |
ـ قال ضاحكاً: تقصد.. أن أبحث عن أنثى أحبها؟! |
ـ قلت: الحب ليس بحثاً.. الحب اكتشاف، ومفاجأة جميلة.. أن تكتشف عواطفك.. أن تسمع دقات قلبك، ليس كافياً أن تضع بجانبك امرأة جميلة وتقهقه قائلاً: إنني أحب، فأنت تكذب على نفسك، ففي إمكانك أن تبدل تلك المرأة بغيرها مراراً، ولكن من الصعب جداً أن تبدل قلبك إذا عشق.. لحظتها تكفيه امرأة واحدة فقط بكل نساء الدنيا، ولحظتها تكفيك أنت همسة حب، وكلمة حنان تهزج بها خفقاتك، وابتسامة رضا تنعكس على وجوه من حولك من مجتمعك وأهلك وأصدقائك.. وذلك هو الحلم الجميل. ألم تسمع بإنسان سعيد كان يضحك بفرح ومسرة.. ثم يغمض عينيه ويقول: يا سلام.. كأنني أحلم؟! |
ـ قال: وما الفائدة إذا قال ((كأنني)).. هذه ليست حقيقة مجردة ملموسة! |
ـ قلت: نصف الحياة حلم، ونصفها الآخر حقيقة، والحقائق المجردة الملموسة تتحول بمرور الزمن من إحساس إلى معلومات لا أكثر.. ولكنك في اللحظة التي تغمض فيها عينيك لتحلم.. فلا بد أنك ترى عالماً من الضياء والشعور، ولا بد أن هذه الرؤية هي بصيرة الإحساس. فالإنسان ليس عقلاً وحده، وليس عاطفة وحدها.. الإنسان مزيج متآلف من العقل والعاطفة.. من الأحلام العطرة التي تبحر به فوق زورق من الرؤى والأماني.. ومن الحقائق الملموسة التي تجعله يميز ويتعرف ويرتفع بسلوكه!! |
ـ قال: إنني أكرهك جداً.. أكرهك. أنت شاعر. والحياة لم تعد تحتمل الشعر.. كلها ماديات وحقائق مجردة، وأنا أعيش زماني، وأنت قادم من خارج الزمان! |
ـ قلت: ما دمت تحس الآن أنك تكرهني، فهذا شعور.. بمعنى أن شيئاً هاماً فيك قد استيقظ!! |
* * * |
|