| شق عضب الفَجر أجواء الظلام - فمحاه |
| واستنار الأفق، وانجاب القتام - من سناه |
| وذكاء قد تجلت، وأطلت - كالعروس |
| وعلى العرش استقرت؛ واستقلت - بالنفوس |
| أرسلت من لونها نسج ضياء - وشعاع |
| فكست رأس الروابي بالبهاء - واليفاع |
| وصفا الجو، وقد رق الأديم - بالبها |
| واستطاب الوقت، واعتل النسيم - وزها |
| بين روض قد كسى ثوب الجمال - والسناء |
| وكساه الكل عقداً من لآل - في الصفاء |
| فغدا يرفل في ثوب نضر - من فخار |
| سندسي الوشى؛ وهاج خضر - كالنضار |
| وغدا النرجس في ثوب الربيع - يخطر |
| وتراءى الزهر في شكل بديع - يبهر |
| ومياه النبع تمشي في اصطفاق - وخرير |
| فتراها في سكون وانطلاق - وهدير |
| وشدا الشحرور في أفنانه - والغصون |
| فاضح يسمع من ألحانه - رجع الحنين |
| * * * |
| يا صحابي حان وقت الطرب - والجذل |
| ودنا وقت الهنا واللعب - والغزل |
| ومجال الأنس راق، فاسرعوا - لاكتسابه |
| وزلال الصفو فاض، فاكرعوا - من رضابه |
| واقطفوا زهراته قبل الذبول - والثموها |
| وعلى متن الهنا جروا الذيول - واسدلوها |