قضيتَ وبي مما أعانيه غُصَّةٌ |
يشيب لها الوِلدانُ، لكنني جَلْد |
ولستُ بمن يفضي إلى الناس سِرَّه |
وإن كان بعضُ السِّرِّ من حقه الحمد |
وكان بودي أن أكون كما أرى |
لنفسي من حق، وحقَّك لا أعدو |
ولكنها الأقدار تمضي لغاية |
حمدت خفاياها، كحمدي ما يبدو |
رضيت قضاء الله ما يبلغ الرضى |
وآمل فضل الله ليس له حدّ |
وأعلم أن الدّهر كالبحر قُلَّبٌ |
فآونة جزر، وآونة مَدُّ |
وما البحر إلا الجزء من كل كونه |
وفي الجزء طَبْعُ الكُلّ، أو طبعه ندُّ |
وما بي عن حق القرابة غفلة |
ولا عن نداء الواجبات لها صَدُّ |
عذيري من نفس، وإن كان عِلمها |
بشأني أو في العلمِ، ما دونها سَدُّ |
عذرتُك يا لوّامةَ الذات لو أرى |
إلى الواجب المحتوم دَرْباً فأرتدُّ |
عجبت لنفسٍ تمنح الناس عذرَها |
وتمنع عنها العذَر فهي لها ضِدُّ |
بني عَمّيَ الأدنين صبراً، فإنما |
هو الموت درب الخلد أو أنه الخلد |
ويا راحلاً عنا إلى غير عودة |
سنلقاك مهما طال ما بيننا البعد |
سبيلك حق يَدْرُج الناسُ كلُّهم |
إليها ولكن للفراق بنا الوَجْد |
تغمدك الربُّ الذي أنت عنده |
بما هو أهلٌ فوق ما يأمل العبد |
* * * |