بعد طول المنى، وحُلْم الليالي |
أطفأ اليأسُ جذوة الآمال |
أين مني الأحلام؟ كانت غذاء |
لحياتي، وحافزاً للنّضال؟! |
أين مني سُهْدُ الليالي؟ وقوداً |
لفؤادي، وكلِّ معنى غالي؟! |
أين مني الأشواق؟. تعتصر النفـ |
ـس صراعاً إلى العلا والمعالي؟ |
أين مني؟ وأين مني الأغاريـ |
دُ؟ حُدَاء يطوي بعيد المنال؟! |
أُبْتُ باليأس بعد طول انتظار |
ومقال سمعت تِلْوَ مقال!! |
كُلُّها كالخيال من رَوْعة النسـ |
ـج، ولكن خيالُها كالخَبال!! |
كيف ضاعت أيامُ عمري هباءً |
عشت فيها على ظلال الليالي؟! |
وأنا العاقلُ الذي يشهد النا |
سُ بِحِلْم لَهُ، شديد المَحَال!! |
لَكَأنَّ الحِلْم الذي عهد النا |
سُ تَمَطّى على سرير الدَلال!! |
فمشت فوقه تُدلِّكُ جَنْـ |
ـبَيْه أكفُّ الأوهامُ والدَّجَّال!! |
إيه يا دهر!.. لن أُوَدِّع آما |
لي، ولَنْ تُغْلَقَ الدروبُ قُبالي |
أنا مَنْ يخرق الطريقَ إذا آنْـ |
سدّ فَيَنْدَكُّ كلُّ صَخْرٍ عَالي |
أنا من يعبر الدروب على الوعـ |
ـر، فَعَرْكُ المنى غرامُ الرجال |
لا تَرُدُّ الصعابُ عزمَ رجالٍ |
ركبوا للحياة كُلَّ محال |
لن أعيشَ الحياةَ إلاّ جهاراً |
لن أعيش الحياة تحت الظلال |
قد سئمتُ الظلامَ والليـ |
ـلَ، وأحلام جفون موصولة بالخيال |
وعشقت النهار يبدأ بالفجـ |
ـر، وقد كان ختاماً لسهرة الآصال |
وعشقت الضحى يجلجل بالنو |
ر، ويغزو مراقدَ الأعمال |
إيه يا دهر!.. سوف أعتزل الدر |
بَ رقيقاً حلو المنى والوصال |
إيه يا دهر!.. سوف أستبدل السَهْـ |
ـل بوعرٍ صعب الخُطى والمجال |
إيه يا دهر!.. أنت تعرف أني |
عشت هذا في سالف الأحوال |
عشت هذا، وذا، ورَوّضْتُ نفسي |
بين سِلْمٍ مجاهد، وقتال |
وتقلّبْتُ بين حلو ومُرّ |
وعراك يَهُدُّ صبرَ الرّجال |
فتعاليتُ أن أخِرَّ صريعاً |
وتساميتُ أن أُغَرَّ بحال |
* * * |