وَغَيْداءَ حلاّها نُهى وثقافةٌ |
وخِفّة ظِلّ في رقيق جمال |
سَبَتْني بهذا الحشد من موكب الهوى |
فأسلمتها نفسي رضى بمآلي |
يَبينُ النُّهى في لفظها ويزينُه |
رَصينَ بيان في لطيفِ صِقال |
وتبدو عليها حشمةُ الحسن هادئاً |
كستها رداء من وديع جلال |
تلفْتَ قلبي نحوها فتلَّفتَتْ |
فأقبل يستهدي كريمَ وصال |
وإني لَنَجّابُ العيون وسِرِّها |
ومدركُ ما فيها بدون مطال
(1)
|
فلما تيقنت الرضى في عيونها |
عليه قناع من شفيف دلال |
بسطت لها في القول بسطة شاعر |
يرى الحبَّ أسمى ذروة لكمال |
وهَدْهَدْت عِطفيها ودَهْدَهْت رَوْعَها |
فأفسح عطفاها رِحابَ مجالي |
فألقيت نفسي في حضون جمالها |
وأفصحت عن حبي بكل مقال |
وقلت لها: حُلّي عِقالي بساحه |
وشُدّي إلى أمْدَي مداه عِقالي |
ولا تحرميني من جَنى الحب يانعاً |
فإن ثمار القلب غيرُ بِخال |
ولي فيك آمال عذاب وإنها |
- لعمرك - من مثلي لديك غوالي |
فلا تُرخصيها بالدلال وأكرمي |
وِفادَةَ آمالي، بخير نوال |
ولا يدرك المعنى الكريمَ على الهوى |
سوى أهله من نسوة ورجال |
فقد تجذب القلبَ الطريرَ طراوةٌ |
ولا تستبيه ناصعاتُ خصال |
وأنت التي أحسست ميزان حِسّها |
لكل معان في الحياة عوالي |
أريد الهوى سمحاً سخيّاً فلُبُّه |
صفاء وأعلاه وريفُ ظلال |
تعيش به الأكباد شَكْرى وتنتشي |
على كأسه سَكْرى بغير خَبَال
(2)
|
هو الحب صحوٌ دونه السُكْرُ غَفْلَةً |
فغفوةُ الام وصحو خيال |
وتَنْهَلُ من وِرْد الغرام فترتوي |
ولا ترتوي، نَهْلى هوى ونِهال |
رضيعُ الهوى ما شَبَّ يألف ضَرْعَه |
فليس له - ما عاش - حَدُّ فِصال
(3)
|
دعيني أجدْ من رَحْب عطفك فسحة |
أَحُطُّ بها الآلام خَلْف قِذالي
(4)
|
نزلتِ بقلبي منزلاً أنت أهلُه |
فجولي وصولي فيه أيَّ صِيال |
ودونك هذا القلبَ عَالَمَ وحده |
ودنيا من الدنيا بغير مثال |
يرى الحبَ، قوتَ القلب لا شيء قبله |
ولا بعده إلا صنوفَ غِلال |
وما هو بالسَّرْح المُباح تسومه |
على كل حال كُلُّ ذات حِجال |
وأنت التي يختار قلباً وقالباً |
فحِلّي إلى الآباد حِلَّ حلال |
وأنت التي فَتَّحْتِ أقفالَ بابه |
فخُشّي إلى الأعماق خَشَّ دِخال |
ولا عجباً أن تسكني القلب ثم لا |
تكونين حولي دائماً وقُبالي |
فما كل مضمون الوصال بسلوة |
ولا كل ممنوع الوصال بسالي |
* * * |