أعشق النيل ليس بحراً فظيعاً |
أو نُهَيْراً لا دافقاً أو منيعا |
إنه النيل في حساب البصيرين |
كبير لا هيناً أو وضيعا |
وهو النيل ليس بالجارف الغضبان |
لما حوله وفيه مضيعا |
هو بالحلم والأناة رزين |
وهو بالحجم وحده لن يضيعا |
عاش يروي القرى ويغدق في البحر |
فيا للقوي يُمْسي الشفيعا |
وحواليه حينما يظلم البحر |
ضياء مشعشع لا هجوعا |
وعلى ضفتيه في كل صقع |
تسمع الصوت عالياً ومذيعا |
إنه البحر بالحياة صخيب |
وهو النهر للجمال مشيعا |
ولهذا سماه فرعون إذ قال |
نهورا وليس نهرا مطيعا |
جهل الأهلًُ قدَره، ألفوه |
وسقى العارفين منه خشوعا |
والصحارى من حوله تتحراه |
نسيماً يَنْدى وليس صقيعا |
هي بالقيظ تستثير جواه |
وهو بالرِّي يسعف المفزوعا |
والألى يشربون في جيزتيه |
ماءَه ظالموه ظلماً فظيعا
(1)
|
وهو يجري صلباً قوياً رقيقا |
دافقاً بالحياة حلوا وديعا |
* * * |