فِدَاكَ قلوبٌ حُرَّةٌ وصدور |
فأنت بما شاء الفداءُ جدير |
أيا وطناً أشرقتَ والأرضُ ظُلْمَةٌ |
وأظلمتَ والدُّنيا بنورك نور |
متى تشرق الشمس التي أنت مَهْدُها |
بأرضك حتى تستنير صدور |
وتغدو بسَاط الخير والعدل والهدى |
وما ذاك في شرع الحياة يسير |
لقد كنت يوماً جَنَّةَ الخلد أُزْلِفَت |
وما زالت لولا أنفسٌ وشرور |
ولن تُثْمِرَ الدُّنيا "حقيقةَ نَفسها" |
إذا لم تكن من "تُربيتك" بذُور |
ويا وطني يفديك شيب وفتية |
بها العزم ثاوٍ في القلوب سَتير |
ولكنَّ منها فتيةً ساء حظُّها |
وأنت، بتأثير الحظوظ، خبير |
تقول فيطغى في الكلام لسانُها |
تطير بها الآمال - حيث تطير |
فكم شُوِّهت نياتُها عن حقيقة |
ودُسَّى عليها في المجالس... زور |
إذا قيل: مَنْ هذا؟ فقيل: (شبيبة) |
بدا في عيون النّاظرين نفور
(1)
|
ولو علموا لم يزدروه، وإنما |
تَلَقَّوه بالإرشاد - وهو وفير |
إذا أنت لم تعذر فتاك فمن له |
- على ما جناه - في البلاد عذير؟! |
شبابَ بلادي المُسْتَهَام بحبها |
تَقَدمْ لما ترجو وأنت بصير |
لنا فيك آمال جسام كثيرة |
وأنت على تحقيقهن قدير |
لقد آذنتنا بالصباح بشَارة |
تكاد على رغم الظلام تُنِير |