شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قبل الرحيل
فارقت نومي فالمهاجعُ تفرقُ
وإذا بها في صمتها لا تنطِقُ
ما شأنُ أحلامِ الصبابة والهوى
ما بالُ دمعِ العينِ لا يترقْرَقُ
وهواجسي بينَ السُّهادِ مقيمةٌ
فتجورُ بي وأنا عليها مشفِقُ
ومن الجوانحِ خافقٌ من يأْسِه
متوجِّعٌ وبرغم ذلك يخفِقُ
حاولتُ أن أمضي به نحوَ المُنى
حذَراً عليه لأنَّه يتمزَّقُ
وعلى الزعوفِ تسابَقت خطواتُه
حسبي بها فيها يموتُ ويغرَقُ
غنىّ لأيامِ الصفاءِ وإنَّه
متفائلٌ متهلِّلٌ متخلِّقُ
جافى عبوساتِ الزمانِ فما اشْتكى
أبَداً وفي آلامه يتألَّقُ
خجلٌ لأربابِ الوفاءِ ببوحه
وكأنَّه من عطْرهمْ يستنشقُ
وعلى هديرِ الموجِ يلهو راضِياً
وعلى صَدى الآلامِ لا يتملَّقُ
وعلى عناقاتِ الوداعِ تزفُّه
ورقاءُ تبكي بالدموعِ وتشهَقُ
يا قلبيَ الباكي على أحزانِها
إنّي أرى روحَ الملالةِ تزهقُ
فأُجِيبُ ذاتي والجراحُ شواهِدٌ
وغلالةُ الأحزانِ فيها تحرَقُ
حزني جليدي الشقاء وإنّه
متجهمٌ مستوحِشٌ. مستغرِقُ
فكأنه والسقمُ إلفا عاشقٍ
عبثتْ به الأسبابُ لا تترفَّقُ
جفَّت فتونُ الروضِ حتى شارفَتْ
صوبَ الردى والظنُّ حينا يصدُقُ
أنا في سماءِ الحب طيرٌ نازِفٌ
أنا في صفوفِ الزهرِ عطرٌ يعبقُ
داعبْتُ في ثغرِ الجراحِ سنابلي
وحملْت في كفَّي روحاً تغدِقُ
ونزعتُ من قلبي مواجدَ آثمٍ
وأهيم في روض المنى وأحلقُ
فإلى نهايتِه ليصبحَ قانِعاً
فتعودُ ذكراه الجميلةُ تُشْرِقُ
إني عن الدنيا ومنها راحلٌ
فالعمرُ يجري والمنيةُ تسبقُ
ويزيدُني رزءُ الحياةِ تبسُّماً
إنّي من الذكرى أعيش وأرزقُ
ما العمرُ في دنيايَ إلاّ هجعةٌ
والخلدُ في أم القرى يتحقَّقُ
وإذا سلمتُ وكلُّ حيٍ سالِمٌ
فَلِمَن بروحي في الهوى أتصدَّقُ؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :633  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 108
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.