الموسوعة الأدبية لأدباء المملكة العربية السعودية
(1)
|
صدر - مؤخراً - الجزء الثالث من ((الموسوعة الأدبية لأدباء المملكة العربية السعودية ضمن إصدارات نادي الطائف الأدبي، وهذا العمل الفذ يصر أستاذنا الفاضل عبد السلام الساسي - على إطلاق صفة ((الموسوعية)) عليه - على الرغم من - اختلاف الكثير من النقاد معه - على هذا المدلول، الذي لا ينطبق حقيقة على المادة العلمية، التي يتضمنها هذا الجهد، الذي استنفد من المؤلف - أمد الله في عمره - سنوات طويلة من العمر هو أحوج ما يكون فيها إلى الدعة والطمأنينة بعد أن أدركه الإعياء، وامتدت إلى صحته - آثار الشيخوخة المبكرة. |
إلا أن الأيام لم تستطع أن تنال من ذلك الحماس والطموح، اللذين تمتلىء بهما نفس الأستاذ الساسي، منذ بدأ حياته الفكرية، في مكة المكرمة؛ يستنسخ - بخط يده صحيفة وطنية، هو وزملاء له بمجلة الشامية - في زمن؛ تعذرت فيه الطباعة، أو عزت إمكانياتها. |
إلا أن هذا الشعور الوطني الرفيع ليس بغريب على من يتحدر من أسرة اتخذ معظم أفرادها صناعة الحرف وسيلة لبث العلم، وإثراء الفكر، في هذا البلد الكريم. كيف لا؟ وهي تنتظم - في عقدها - فضيلة المرحوم الشيخ الطيب الساسي؛ أحد رجالات العلم والصحافة، منذ أكثر من نصف قرن، وفضيلة الشيخ عبد الله الساسي، ذلك المربي القدير؛ الذي اضطلع بمسؤولية تنشئة الأجيال، في بلد الله الحرام، وأنه لفي مكانته العلمية أكبر من إشارة عابرة كهذه. |
ويكفي أن نذكر أن تاريخ العلم في الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة، يحدثنا عن والد هذه الأسرة الكريمة بأنه كان أحد طلاب العلم المرموقين في رحباته، التي كانت تغص؛ بحلقات العلم العامرة، جهابذة من العلماء؛ يمثلون مدارس فكرية تختلف روافدها ومنازعها، وتتوحد مصادرها. |
ولأساتذتنا الكرام، أو الجيل الذي نفاخر به ثقافة وفكراً، للأساتذة محمد حسين زيدان، وعبد القدوس الأنصاري، وعلي حافظ، وعثمان حافظ، وأمين مدني، وأحمد العربي - لهم أن يحدثونا عن تاريخ تزدهي به نفوسنا؛ تاريخ الثقافة الإسلامية؛ الذي وعته سواري روضة المختار؛ من أجلاء، عظام؛ في مقدمتهم الشيخ محمد الطيب الأنصاري والشيخ عبد القادر شلبي، والشيخ صالح تونسي، والشيخ محمد العمري، والشيخ ألفا هاشم، والشيخ حمدان الونيسي رحمهم الله جميعاً، وأسكنهم فسيح جناته. |
انتقل إلى ((الموسوعة)) إلى هذا العمل الأدبي الذي يستحق عليه صاحبه من الشكر أجزله ومن الإكبار أوفره، لما تيسر به - بفضل بحثه الدؤوب - من مادة، وما توافر من تراجم، إلا أن هناك وقفات يدعو إليها التصفح في هذا الجزء من الموسوعة؛ شأن كل عمل رائدٍ وكبير. |
لقد أغفل المؤلف عدداً، من رجال الفكر والأدب في بلادنا وكان ينبغي أن يكون لهم حضور في هذه الدائرة؛ كالأستاذ البحاثة عبد الله سلامة الجهني، والدكتور الأديب محمد عبد الرحمن الشامخ، والدكتور الشاعر عبد الله الصالح العثيمين، والأستاذ المربي عبد الرحمن عثمان رحمه الله. |
هناك معلومات مبتورة - في الكتاب - وردت عند الحديث عن بعض الشخصيات المترجم لها؛ فمن هو - مثلاً - عبد الوهاب النشار؟ أو عبد الرحمن الملا؟ |
ألا يرى أستاذنا الكريم أن في ذلك إجحافاً بحق المترجم له، وتعتيماً على القارىء؛ الذي يتطلع لمعرفة المزيد عن أدباء هذه البلاد ومفكريها - في إنتاج نتطلع - جميعاً - أن يكون - بحق - موسوعة أدبية متكاملة. |
سوء اختيار النماذج الشعرية - أحياناً - فالسيد عبيد مدني - رحمه الله - شاعر أصيل - كما هو معلوم - ولكن ما أثبته المؤلف له؛ وهو قصيدة واحدة - لا يعطي الناقد صورة واضحة المعالم عن شاعرية ذلك اللسان الذرب؛ الذي عرفته محافل هذا البلد، منذ أمد طويل؛ ولعل مجلة ((المنهل)) وكتاب ((الملك عبد العزيز في مرآة الشعر)) للأستاذ عبد القدوس الأنصاري أقرب المصادر للتدليل على ذلك... |
لقد استغرق جمع مادة هذا العمل زمناً طويلاً، لانتظامه جميع القطاعات الإدارية لهذا البلد؛ فكان تأثير ذلك، واضحاً على كثير من المعلومات؛ التي تغيرت؛ لتعلقها بظروف الحياة العامة، ويستلزم ذلك مراجعة دقيقة من المؤلف يجريها على تراجم من عُنِىَ بتسجيل ذكراهم الخالدة في سفره الجليل ((الموسوعة الأدبية)) والله ولي التوفيق. |
|