شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هل في الغرب حقاً حرية صحافة وفكر..جارودي وإبراهيم نافع نموذجاً
تتسابق بعض المؤسسات الغربية للدفاع عن الفكر الصهيوني العنصري حتى وإن لم يطلب منها دفاع أو مرافعة - فهي - أي هذه المؤسسات تخلت عن جميع المبادىء التي ينادي بها المجتمع الغربي كحرية الفكر والحفاظ على استقلاليته بعيداً عن أي مؤثرات أيديولوجية وفكرية.
في بداية التسعينات الميلادية وبعد أن تقدم طالب فرنسي لإحدى الجامعات بأطروحة علمية يشكك من خلالها في الأرقام التي تروجها المؤسسات الصهيونية عن المذابح النازية أصدر البرلمان الفرنسي قراراً يحظر مناقشة مثل هذه القضايا بذريعة أنها تدخل ضمن ما يعرف بعداء السامية وهو سلاح ابتزازي سلطه اليهود على رؤوس بعض المجتمعات الغربية منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمن.
وفي نفس الحقبة بدأ - ساسيمون ويزنتال - بإنشاء مركزه الذي يشبه محاكم التفتيش ومهمته الأساسية ملاحقة كل من يتعرض للفكر الصهيوني بانتقاد وظاهرة تعقب كل من كان له صلة بالحركة النازية العنصرية وهي حركة ندينها نحن العرب والمسلمين إدانة مطلقة، وكانت مهمة (ويزنتال) هي بث الرعب في قلوب الغربيين ومحاولة إسكاتهم عن الجرائم التي ارتكبها سفاحو إسرائيل في حق الفلسطينيين وطالت التهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة - كورت فالدهايم - وكان - عندئذٍ - رئيساً منتخباً في بلده النمسا ولقد أراد مركز (ويزنتال) الانتقام من - فالدهايم - لأن القرار الأممي الخاص باعتبار الصهيونية حركة عنصرية صدر في عهد أمانة (فالدهايم) كما أراد القائمون على هذا المركز إرسال تحذير خاص للهيئة الأممية مفاده بأن تغض بصرها عن جرائم الحرب الإسرائيلية. وكانت ثمرة هذا التحذير ما شاهدناه من تقرير بائس ومتحيز يبرىء فيه الأمين الحالي للأمم المتحدة - كوفي عنان - الكيان العنصري الإسرائيلي من ارتكاب مجزرة في مخيم جنين وحصر القتلى في خمسين شخصاً بينما ذهب جراء القصف الإسرائيلي الجبان لذلك المخيم الفلسطيني مئات من الأطفال الفلسطينيين والرجال والنساء.
ثم ولى (ويزنتال) وجهه شطر بريطانيا وكان الهدف هناك هو الأسرة المالكة والتي يزعم اليهود أن أحد ملوكها وهو إدوارد الثامن - كان نازياً - فأرادوا بكل وقاحة الانتقام من الميت بتعذيب الحي تعذيباً نفسياً رهيباً. فلقد وجهت التهمة لأميرة (كنت) زاعمين أن والدها الألماني الجنسية كان ضابطاً سرياً في جيش هتلر وأسرع المتشبعون بالفكر الصهيوني وفي مقدمتهم النائبة العمالية والمحسوبة على يسار الحزب - بابرة كاسل - إلى التلميح بضرورة انفصال الأمير الإنجليزي عن زوجته والتي خرجت في برنامج تلفزيوني تبكي متوسلة أن يتركوها وشأنها، فهي لا تعرف عن والدها الذي رحل منذ عدة عقود أو حياته الخاصة شيئاً ولم يستطع أحد أن يدافع عنها إلا أن النائب الحر الراحل إريك هيفر اتهم الصحافة الإنجليزية - في مجلس العموم - بأنها تشن حملة ظالمة ضد هذه المرأة.
ثم جاء دور المفكر والفيلسوف الفرنسي (روجيه جارودي) والذي أصدر كتبه الموثقة عن التاريخ الدموي والأسطوري للصهيونية ومنها ثم الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية، وأخيراً، محاكمة الصهيونية الإسرائيلية، وقد حوكم جارودي في بلده فرنسا الذي يفتخر أهله بأنه بلد الحرية والعدالة والمساواة، وكان من أهم أو أبرز التهم الموجهة إليه هو أن اليهود حاولوا حصر جرائم (هتلر) في قتل اليهود - وحدهم - بينما كان ضحايا النازية حوالي خمسين مليون إنسان، وإذا كنا ندين ضحايا النازية من اليهود فلماذا لا ندين ضحاياها من الشعوب الأخرى، وإذا كان (هتلر) صنع باليهود ما صنع فإن (بيجين) و(شامير) و(شارون) و(نتنياهو) و(غولدشتاين) و(موفاز) و(بن اليعازر) سلكوا النهج الهتلري الشاذ نفسه في قتل الفلسطينيين وتعذيبهم والتنكيل بهم وإبعادهم عن وطنهم.
ويتعرض - الآن - الكاتب عادل حمودة لهجمة شرسة طالت صحافياً عربياً مشهوراً وهو (إبراهيم نافع) - رئيس تحرير الأهرام - بذريعة نشر مقال للكاتب (حمودة) تزعم المنظمة الدولية لمناهضة العنصرية أنه يحرض على العنصرية ولكن أين هذه المنظمة عندما يطلق (عوفاديا يوسف) - حاخام حزب شاس الديني والمتطرف - والذي يحتل حوالي 17 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي عندما يطلق هذا الحاخام الأصولي والمتشدد - حقاً - عباراته البذيئة في حق العرب واصفاً إياهم بالأفاعي والحشرات، وأين هذه المنظمة من حركة كاخ اليهودية المتطرفة، بل أين هي من قنبلة تزن طناً واحداً تقصف بها القوات الإسرائيلية مجمعاً سكنياً في غزة ويقتل فيه ما يقرب من عشرة أطفال وكان أصغرهم سناً لا يتجاوز عمره ثلاثة شهور فقط.
ولا أعلم إذا ما كانت هذه المنظمة التي يؤرقها كل ما له صلة بالشأن اليهودي والصهيوني سوف تحاكم كتاباً رحلوا - ومن أصل يهودي - انتقدوا الحركة الصهيونية وكشفوا حقيبتها الدموية وفي مقدمتهم إسرائيل شاحاك فوفو وماكسيم رودنسون أو المؤرخون الجدد في إسرائيل خطوة إيجابية أن يسعى العرب لإلغاء قانون (فابيوس) والذي يجيز محاكمة كل من يتعرض للصهيونية بأي انتقاد حتى ولو كان موضوعياً، إلا أن على العرب أن يسارعوا بإنشاء هيئة دولية تحاكم كل من يتعرض للعرب عنصرياً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :741  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 350 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج