الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

وقاحة سفاح مخيم صبرا وشاتيلا

وسفاح صبرا وشاتيلا أشهر من أن يعرف. وليس من برهان يثبت أنه متورط في الجريمة أعظم أو أقوى من أن لجنة كاهان التي تكونت في إسرائيل للتحقيق في هذه الجريمة والحكم على المتورطين فيها في إسرائيل قد أصدرت تقريرها الذي أدان شارون كما لم يعف بيجن من مسؤولية الأعداد للمذبحة أو الإغضاء عنها.

لم يستح شارون أن يرفع قضية على مجلة تايم الأميركية يطالب فيها بالحكم له بمبلغ 50 مليون دولار تعويضاً عن التشهير به وتلطيخ سمعته بالجريمة التي أدانته فيها لجنة كاهان ومعلوم من نتيجة الإدانة أن أعفي من منصب وزير الدفاع ليظل وزيراً بلا وزارة بعد اعتزال مناحم بيجن بحجة الاكتئاب حزناً على وفاة زوجته.

في الدفاع الذي تعده مجلة تايم، تحتاج بطبيعة الحال إلى تقديم البراهين التي تثبت أدلة السفاح، من هذه البراهين ملحق لتقرير لجنة كاهان، وشهادة بعض المسؤولين الذين أخذت لجنة كاهان أقوالهم وثبت معها تورط شارون في الجريمة. ولكن إسرائيل حريصة على حجب التفاصيل التي تضمنها ملحق تقرير لجنة كاهان وعلى منع الشهود من أداء شهادتهم في المحكمة التي تنظر القضية وذلك على أساس (مستلزمات الأمن) التي تبيح لإسرائيل أن تمنع أو تحجب أية معلومة بالنسبة لقضية مذبحة صبرا وشاتيلا.

تقول مجلة تايم أن ملحق تقرير لجنة كاهان الذي أدان شارون بالتورط في المذبحة وكان من نتيجة الإدانة إعفاؤه من منصب وزير الدفاع يتضمن معلومات تثبت المقابلة التي تمت بين شارون وقوات المليشيات المسيحية حيث بحث معها رغبتها وخطتها للانتقام لاغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل.

من الحجج التي يقدمها شارون لطلب الحكم بالتعويض أن مجلة تايم قد وصمته كما وصمت إسرائيل والشعب الإسرائيلي بالجريمة الدموية الرهيبة وأن السمعة ليست سمعته فقط، وإنما هي سمعة إسرائيل والشعب الإسرائيلي.

ويضيف شارون في حديثه خارج قاعة المحكمة إلى بعض الصحفيين أن العالم يجب أن يعرف المشاكل التي تواجه إسرائيل ومنها وصمها في شخصه بالجريمة التي يريد أن يثبت براءته منها مجلة تايم لم يسبق أن خسرت أي قضية رفعت ضدها ولا ينتظر أن تخسر القضية التي رفعها شارون ولكن حتى إذا خسرتها فإن البراهين التي ستقدمها ستظهر مرة أخرى إلى أي حد تصل وقاحة شارون ووقاحة إسرائيل.