شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشاعر غازي عبد الرحمن القصيبي وشاعرة من تبوك
والشاعر الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي، يستغني قطعاً عن أي محاولة للتعريف به، ليس لأنّه قد حقّق من شهرةٍ وذيوع صيت، لهما أكثر من منبع ومنبت، قبل تلك (السّلة من اللؤلؤ) غاص يجمع أصدافها من نثر الزمرّد والفيروز في قيعان الخليج العربي، وتلك الحزمة من (الفل) تترامى بين يديه أو على كتفيه، وهو يمرح أو يسرح مع أحلام الطفولة، على ضفاف (عذاري)، التي اختصرت، معنى النهر، والبحر فكانت تلك العين أجمل تعويض لأهل البحرين عن أنهار الدنيا كلّها، بما تكتحل به من خضرة الدوح، وما يعيق في جوّها الحالم من أريج هذا الفل الذي يملأ الضفاف بمشاعر الحب ومرائي الجمال... ليس لشيء من ذلك فقط، وإنما لأنه سليل تلك الدوحة الضاربة بجذورها في أعماق الخليج عبر تاريخ طويل... ثم لأنه الوزير، وحامل مؤهل الدكتوراه، الذي ملأ الأجواء من حوله دوياً، بإصراره على أن تكون الصناعة هدفاً من أهداف التنمية في المملكة، رغم كل ما واجهه من استهانة بفكرة التصنيع، التي قيل، وكنت أنا أيضاً ممن قال، إنها أبعد أنواع النشاط عن طبيعتنا، وعن قدراتنا التي لم تكن لها علاقة قط بالعجلة التي تدور، والحديد الذي تحركه الطاقة لينتج ما تحتاجه الأسواق ونستورده من مختلف بقاع الأرض.
أما الشاعرة من تبوك، فهي التي كانت بالنسبة لابنتي دلال، مفاجأة أولى من المفاجآت التي أذهلتها، في تلك الزيارة التي قامت بها معي إلى تبوك لحضور حفل جائزة التفوق العلمي، التي احتضن فكرتها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك.
كانت الشاعرة إحدى المفاجآت الكثيرة التي لا نتجاوز الواقع في شيء إذا قلنا إننا لم نكن نتصور قط، أنها متواجدة في منطقة تبوك بالذات... والزراعة، بكل ما شهدناه من إعجازها التكنولوجي المتطور وقدرة هذه التكنولوجيا على أن تصنع من تبوك بلداً يصدّر الورود والأزهار إلى أوروبا، بل وإلى (هولندا) بالذات، ونحن نعرف أنها بلد الزهر ومهد (التوليب) بألوانه التي أخضعها العلم، للتطور في الألوان فكان منها (الأسود) و(الذهبي) يتحدث عنهما العالم،ولا يستطيع أن يكتشف أسراره.
إنها حركة التعليم التي قالت ابنتي، إنها متطورة فعلاً، بحيث رأت بين الكثيرات من بنات المنطقة، من قد يتفوقن باطلاعهن وقوة بناء ثقافتهن، على كثيرات ممن تعرف من المتعلمات في جدة ومكة... وأهم ما استوقفها من هذا التفوق، هو القدرة على الحوار، والمناقشة بلغة، يندر فيها التعثر، والخطأ. وهي تعني (الفصحى) المتقنة والعفوية في نفس الوقت.
والشاعرة (من تبوك)، هي (فاطمة محمد محسن القرني) التي ملأت نفس ابنتي إعجاباً، بها وبزميلاتها، ثم كانت الذروة في المفاجأة، أنها شاعرة، زوّدت ابنتي بمجموعة من قصائدها التي سبق أن نشرتها في جريدة الرياض أو في مجلة اليمامة، لاطلع عليها - مجرد اطلاع - يعطي فكرة عنها وعن مستوى الثقافة التي بلغتها الفتاة في تبوك.
وأعجب ما وجدته بين ما نشر لها من الشعر باسم مستعار هو (وفاء السعودية)، قصيدة بعنوان (لو)... تقول في تقديمها إنها نيابة عن المعنية بالقصيدة التي نشرت للشاعر الكبير الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي. ولم أستطع قراءة قصيدة الدكتور الشاعر ولكني أقرأ قصيدة (فاطمة محمد محسن القرني) أو (وفاء السعودية)، فأجد بين يدي شعراً إذ تبدع فتقول:
(آه لو كنت قصيدة)
كنت أسرعت إلى العطر... إلى اللحن الظليل... وتفيّأت ببيت من قوافيك الجميلة وستحكي لي... لأني ما تواريت خجولة... إلى أن تقول
غير أني امرأة أحمل... في روحيَ أشلائي العليلة
وخيالات من الماضي... وعينين كليلة
لست بحراً من بحور الشعر لكن
إنما شعري حياتي
سطرتْه دامياً كفي النحيلة...
* * *
ولست أدري إن كان الشاعر الكبير قد قرأ، هذا الإبداع، ليقول كلمته عن الفتاة السعودية، في كل بلدان المملكة، وكيف تستطيع هي أيضاً أن تحمل (السلة من اللؤلؤ)، تجمع أصدافها من نثير الزمرد والفيروز، في رمال الصحارى والقفار... وتحمل حزمة (الفل) من حدائق تبوك... يستنشق أريجها، شباب وشابات في أوروبا...
أعتقد أن الشاعر الكبير... إذا قرأ، القصيدة... سيعيش رؤاها وأحلامها...
كما عشت أنا هذه الرؤى والأحلام... في هذه القصيدة وفي غيرها، مما أطمع أن أراه، في ديوان. لا أشك في أنه سيرجح على كثير مما نستقبل من دواوين الشعر والشعراء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :641  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 123 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .