شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في أجواء هجرة اليهود السوفيت إلى فلسطين
من مكرور القول أن وجود إسرائيل في قلب الوطن العربي مدين لما ظلت تلقاه الصهيونية من دعم هذه الدول أو تلك التي لم تتردد في أن تتنكر لجميع مبادئ العدل، وأن تتحلل من التزامها نحو جميع الأعراف والقوانين، في سبيل تكوين وطن قومي للصهيونية في فلسطين العربية، وليس مما يجدينا شيئاً اليوم، أن نستعيد إلى الأذهان المراحل التي اجتازتها الصهيونية العالمية، منذ كان الوطن القومي المنشود ((فكرة))، ((وأملاً))، إلى أن أصبح واقعاً مريراً.
ومع ذلك يظل من مسؤوليات الضمير العالمي، وهو يشهد ويسمع مشكلة هجرة عشرات الألوف من يهود الاتحاد السوفيتي إلى فلسطين، أن يدرس مسلك إسرائيل كدولة منذ أراد لها الباطل أن توجد حتى اليوم ليجد أنها كانت دائماً ولا تزال الدولة الخارجة على القانون دون رادع، والتي تجد رغم كل تمردها على الأعراق والقوانين، دعم الدولتين العظميين بالمال أو السلاح، ثم بالقوى البشرية المدربة القادرة على أن تضيف إلى قوتها المزيد من القدرة على التمرد والعدوان.
واليوم لا يزال من مسؤوليات ((الضمير العالمي)) أن يواجه موقف وتصميم الاتحاد السوفيتي على هجرة هذه الألوف من اليهود إلى فلسطين... وأن يتذكر أن إسرائيل عجزت عن أن تسلك مسلك دولة، وسبيلها الوحيد للاستقرار هو الاعتداء والعدوان، والاشتباك مع الدول العربية التي تتاخم حدودها، والتهديد المستمر المتجدد للسلام في الشرق الأوسط. وبهجرة عشرات الألوف اليوم يضيف الاتحاد السوفيتي إلى هذه الدولة الخارجة على القانون عنصراً يدعم ما تمارسه من قمع وإرهاب.
ومما يؤسف له أن الاتحاد السوفيتي وهو الدولة التي فجر رئيسها قضية حقوق الشعوب في الاستقلال والسيادة على أرضها... هو الذي يعمل بفتح باب الهجرة بهذا الحجم على دعم تخطيط إسرائيل لابتلاع الأرض التي تحتلها، وللتطلع إلى تحقيق حلم إسرائيل من النيل إلى الفرات.
ومن المفروغ منه أن من مسؤوليات الإعلام والدبلوماسية في العالم العربي، أن تبدأ مواجهتها مع الاتحاد السوفيتي، بموقف دولي حاسم يضعه أمام مسؤوليته المباشرة عن دعم العدوان، بفتح باب الهجرة لعشرات الألوف من اليهود إلى فلسطين، ويضع - في نفس الوقت - الضمير العالمي أمام مسؤولياته التي لا ينبغي أن يتجاوزها في هذه الفترة من مسلسل المتغيرات العالمية، وفي ذلك إضاءة جديدة تتيح رؤية حقيقة هذا الكيان الذي لا يزال يصول ويجول ويعيث فساداً في الأرض، على حساب ما يمتص من دماء الأبرياء وما يدوس من المقدسات وما يمارسه من القمع والإرهاب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :645  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج