شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
زمان الغير... ومفهوم التقاعد
فيما قرأته للأستاذ محمد حسين زيدان، في (7 أيام) عن اعتزامه التقاعد، وبدا لي أن أقول معلّقاً إنه لن يتقاعد، وأخذت على ابنته التي قال هو إنها قالت شيئاً عن زمانه وزمان غيره، وأجد نفسي اليوم مسؤولاً، عن عتبي على ما قال الزيدان إن ابنته قالته: إذ الحقيقة قد أضاءها الحوار بين هذه الابنة - ولا أعرف اسمها - وبين ابنتي (دلال)، ... وهذه الحقيقة من غرائب مفارقات الأستاذ الزيدان، التي تظهر مدى حرصه على أن يتجنّب المساس أو الإساءة إلى أحد، فلا يرى ما يمنع أن ينسب إلى ابنته كلاماً لم تقله، وإن كان غيرها من أبنائنا وبناتنا يمكن أن يقوله، كل يوم وفي كل مناسبة... وربما على مدار العام.
فقد تجنّب الأستاذ الزيدان أن يذكر اسم من لعلّه قد (قاء) هذه الكلمة فيما يدور بينه وبين كثيرين من حوار، فأسند إلى ابنته البريئة أنها قالت هذه الكلمة التي قلت إني أستسخفها تصدر من ابنته. ولي أن أقول اليوم إني لست معه فيما قال أو ستقول ابنته التي قد لا يجهل أحد، أنها (ابنة الزيدان) الذي يعد واحداً من أعظم الآباء علماً بتربية أبنائه بل وأحفاده وإذا لم تنس أنّه كان من رجال التربية والتعليم في أيام شبابه، فإن ما نسبه إليها، يعد في نظري ظلماً، وما أحب للزيدان أن يظلم ابنته، رغبة في تجنّب إغضاب الغير.
ويبقى، أن أقول شيئاً عن مفهوم التقاعد بالنسبة لكاتب أديب كبير كالأستاذ محمد حسين زيدان... فلقد قلت إنه لن يتقاعد، وقد سألت الذين يستنكرون (لن) هذه ويتساءلون (كيف؟؟؟)... كيف لن يتقاعد والألوف من خلق الله يتقاعدون عن العمل، ويلتزمون منازلهم. سألتهم: (كيف لم يتقاعد أكابر علماء التراث، الذين لا نزال نستجدي الكثير من علمهم ونعتمد على الأكثر من عطائهم،وقد ظهر وبقي لنا وبين أيدينا منذ (مئات السنين)؟؟؟ بل سألتهم: (كيف لم يتقاعد الرافعي،وطه حسين، وتوفيق الحكيم، والمازني، وشوقي وسامي باشا البارودي... وكلهم اليوم في مثاويهم، ولكنهم لا يزالون معنا، لم يتقاعدوا... لم ينسحبوا من ساحة الفكر... وليس هناك ما يدل على أنهم سوف يتقاعدون أو أن ينسحبوا من الساحة في المستقبل المنظور.
أما المئات أو الألوف من خلق الله الذين يتقاعدون، فهم أولئك الذين كان قدرهم أن يعملوا موظفين أو عاملين، لا علاقة لهم بالفكر، ولا بالعلم، ولا بالعطاء يبرق به الذهن وتتدفق بمياهه وغيثه مشاعر تدرك من معنى الحياة، ما لم ينكشف بعد من أسرار الحياة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :657  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.