قف على الدرب زُهُوّاً وابتساما |
إنه عرس شهيد يتسامى |
حطم القيدَ إذا القيدُ عتا |
ويَردُ الموتَ مهزوماً مضاما |
راهب للفن عُلويُّ الرؤُى |
لم يكن يخفر للفن ذماما |
عاشق للخلد قد سار إلى |
موكب الخلد محباً مستهاما |
من حُداة الركب حاد غرِدٌ |
عانقته رَبَّةُ الشِعر فَهَاما |
مَلَكٌ قد عبر الأرض فلم |
يلق فيها لجناحيه مَرامَا |
وانطوى.. كيف انطوى عن عالم |
لم يزل فيه صداه يترامى |
لم تزل أزهاره تهدي الشذى |
لم تزل أضواؤه تجلو القتاما |
وشجاه من مرارات الجوى |
ما يُريبُ الحر فاستحلى الأُواما |
لم يعد في الكون ما يؤنسه |
بعد أن عاد يَبَاباً وحطاما |
لم يعد بين الندامى شاربٌ |
نشوة العنقود ولت والندامى |
ليس يحيا بين جدران الأسى |
زارع الحلم ومصباح اليتامى |
يا عريق الجرح كم صغت من |
الجرح للغادين غاراً ووساما |
بورك الجرح الذي تحمله |
بين جنبيك عطاءاً وضراما |
بوركت آياتك الكبرى التي |
كــم جلـت ذكـرى وكم أورت عراما |
يا عَليٌّ والأماني خدعةٌ |
والسعيد الجدِّ من عاف الزحاما |
يهزم الآلامَ مهما عربدت |
من يراها في الدُّنا حتماً لزاما |
قد تساوينا على هذا الثرى |
في مدى الغربة شيخاً وغلاما |
من يعش ألفاً وإن طال السرى |
لعبة الموت كمن قد عاش عاما |
غير أن الخلد للذكر وهل |
مثل طيب الذكر يستهوي العظاما |
يا فلسطين توارى عاشق |
طالما غناك وجداً وهُيامَا |
جرحك القدسيُّ كم قبَّله |
باكياً لم يَخْشَ في الحب ملاما |
أنه كان على الباغي يداً |
تصرع البغي وتجتاح الظلاما |
واليراع الصلب في قبضته |
صارماً كان وثأراً وانتقاما |
كان فذاً عربيّاً شامخاً |
ما حنى يوماً عن الذروة هاما |
باســـماً والخطــب داجٍ حولـــه |
زاهداً والناس يغشون الحطاما |
فاذكريه كم شهيدٍ فكره |
ينفض الرمس ويستحيي العظاما |
أيها الحب الذي عاش على |
شرفة الشمس وبالأمجاد هاما |
أيها الروح الذي كان سَناً |
عبقرياً وصفاءاً وسلامَا |
واعتناقاً للمروءات فمن |
فيضه الدافق نستسقي الغماما |
عش بدار الحب فالدار هنا |
لم تعد إلا جحيماً وخصاما |
واصحب الأملاك فالناس كما |
أبصرت عيناك ما زالوا سواما |
لم يعد يَسْعَدُ في دُنياهُمُ |
نابغ فاقرأ على الأرض السلاما |