شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إيمان سلمان.. لا حقد الهرمزان
وتحت هذا العنوان لا أجنح إلى المفاضلة، ولا إلى أي تفصيل عن إيمان سلمان الفارسي: سلمان منا أهل البيت.. كما لا أريد أن أجرح قراطيس التاريخ عن حقد الهرمزان وخنجر أبي لؤلؤة.. فنحن المسلمين كعرب نتعظ بقوله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (الأنعام: 164).. نتناسى الشعوبية لأن الإسلام دين أمة واحدة لا فرق بين عربي وفارسي ولا بين أبيض ولا أسود.. إنما هو في قوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (الحجرات: 13).
فهذا سلمان الفارسي من أهل البيت بينما أبو لهب طرده الله يدخل ناراً ذات لهب.
إن هذه المقدمة أسوقها أتسوق بها العواطف التي لم يكن سوقها القلب وإنما هو يسوقها الانقلاب على الملة.. فالإيراني أو هو كما يحلو لي أقول الفارسي أنعم الله عليهم بالإسلام حتى أنهم اليوم يعلنون (الثورة الإسلامية) ولكنهم لم يحترموا الفاتحين الذين كان على أيديهم هذا الإسلام. هداية الله أهداها الفاتح العربي لا بعنصرية الجنس وإنما هو عصر الإسلام.. أشرق على الفرس.. فإذا منهم صناع الحضارة.. ليس ذلك لأنهم الفرس ولكن لأن كلاً منهم المسلم اعتنق قيم العروبة حين احتضنته الأرض العربية وحين تحصن باللغة العربية.
إن الذين وراء فارس كالأفغان والتركستان كانوا كابناء سلمان لم ينشقوا ولم يعقوا.. فإذا منهم الهداة المهديون.
وبعد هذه المقدمة أريد أن أذكر الإيراني كيف كان يصل إلى الحج. إنه في عهد ملوك الطوائف وتحت سلطان الفاطمي كان لا يعبر إلى مكة عبر الخليج ونجد لأن الطريق غير آمنة ولأن سلطان الفاطميين الإسماعيليين كان حرباً على الأماميين.
لم يحمل الإيراني الجمل ليس لبعد الشقة عبر الصحراء ولكن لقسوة المشقة من حرب الإسماعيليين.
لم يحجوا إلى البيت الحرام عبر الصحراء فكان حجهم على الماء عبر الخليج والمحيط والبحر الأحمر.. حتى إذا وصلوا إلى ينبع كانوا في حراسة من منح الخفارة وهم الظواهر. كان يخفرهم عباس الظاهري.. يصلون إلى ينبع وعلى الجمل وفي حراسة الخفراء يؤدون الحج وما إليه.
ولكن الأمن في نجد وهدأة يام أوصلت الحاج الإيراني لا يركب البحر على السفينة الشراعية وإنما مركبه سفينة الصحراء الجمل.
فآل سعود من أول يوم من أيام إمامتهم حتى هذا اليوم يوم سلطانهم هم الذين أتاحوا للإيراني أن يعبر الصحراء أمناً.. وإني لأتحدى قراطيس التاريخ أن تذكر من قعد الطريق في نجد يسلب الحاج الإيراني. فلا التميمي ولا المزني ولا العجمي ولا العنزي ولا الحربي كان قاطع طريق في نجد.
كانت الخفارة للمراوحة استحوذ عليها الظواهر يوم كانوا يصلون عن طريق البحر.. كان ذلك امتيازاً منحه الفاطميون.. حتى إذا عهد محمد علي أعطيت الخفارة لميمون وخصوا بها الأحامدة لهم الخفارة في الحجاز ولهم الخفارة في نجد.
خفارة الحجاز لسعد بن جزي وآبائه وخفارة نجد للأحمدي بن ناصر.. كان هذا امتيازاً نصبه الحكام. أما الأمن فما ذاقته هذه الأرض بعد عصر النبي والخلفاء إلا في هذا العصر بسيف آل سعود.. سيف عبد العزيز بن عبد الرحمن.
أذكر الإيرانيين بكل هذا والذكرى تنفع المؤمنين.. فليرجعوا إلى ما كانوا يدفعون من إتاوات.. فالأرقام باقية أما اليوم فلا إتاوات ولا خفارات وإنما هو الأمن.
فأول سبيله ومن وسائل الأمن أن يكون الحج سليماً من الغوغاء لا تحول الكثرة من شعب مسلم على إخوانهم المسلمين فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :639  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1085 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج