شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اليهود.. لا الصهيونية
هزيمة الرأي شر من هزيمة السلاح، لأن السلاح لا يعمل ولا ينتصر إلا إذا ما كان عن رأي صائب، وعقيدة مؤمنة، وعدو واضح.
وقد درج العرب على حذف كلمة (اليهود) من قاموسهم السياسي، فتارة يقولون: الصهيونية، وتارة يقولون: إسرائيل. حتى أضافوا إلى هذين الإسمين اسم: العدو!
كل ذلك يلجأون إليه، لئلا يقولوا: اليهود!
مع أن الصهيونية ليست يهودية التوراة، وإنما هي يهودية التلمود والبروتوكولات.. فقد لجأ اليهود إلى هذا الاسم - أعني الصهيونية - ليبعدوا كلمة ((اليهود)) عن أذهان أو تفكير شعوب الغرب، والشعب الأمريكي بالذات.. حتى ورطوا العرب حين تعاملوا به، لأن كراهية الشعوب لليهود من خلال ما دمروا من الأخلاق، وما استثمروا من الأموال، وما أحدثوا من الفتن.. عقيدة راسخة، فلا زالت بعض الفتن.. عقيدة راسخة، فلا زالت بعض الولايات في أمريكا تعامل اليهود كالكلاب!!
وإسرائيل في الشرق الأوسط تغطية لهذه الكراهية..
حتى إذا نطق فلسطيني.. يطرح الرأي في قضية الشرق الأوسط، وسبق ذكر اليهود على لسانه.. تجمجم كأنه يعتذر، ويرفع صوته بالصهيونية.. مع أن قضية فلسطين كما ظهرت في وعد ((بلفور)) وطن قومي لليهود!
فلماذا نتخطى الصواب.. حتى لنكاد أن نمحو الحقد على اليهود وهم العدو للعرب وللإسلام.. سواء كان العرب كنعانيين أو آراميين، أو فينيقيين، أو فراعين، أو عدنانيين إسلاميين، فعداوة اليهود عداوة تاريخية نقضي عليها بجرة قلم حين نقول: ((الصهيونية))!
فالولايات المتحدة أخضعت نفسها للصهيونية، وهي تعرف أنها تخدع شعبها حين لم تظهر كل هذا العون لليهود.
وبريطانيا التي أعطت وعد ((بلفور)).. بدأت وهي تلغي كلمة اليهود تفرح بأن تتهم بالعون للصهيونية.. لأن ذلك يخلصها من العمل لليهود أمام شعبها، واحتشاماً مع العلية من اليهود في بريطانيا الذين يفرون من الخطيئة (وعد بلفور).. ولم يكن فرارهم عن إنكار، بل إن تواريهم تحت اسم الصهيونية يجعله في حرية العطاء لإسرائيل دعماً شتى.
من هنا.. ينبغي أن يكون الرأي واحداً، فلا نسمي اليهود إلا باسم اليهود.
وليس هناك في التاريخ القديم الذي تحاول اليهودية تأسيسه في الشرق الأوسط: (مملكة اليهود.. لا مملكة إسرائيل، ولا مملكة الصهيونية)!
فهناك دعوتان: دعوة أبي الأنبياء إبراهيم الرسول النبي عليه السلام، ودعوة سليمان الرسول النبي عليه السلام.
إن دعوة إبراهيم قد منحت أبناءه هذا الملك العريض من النيل إلى الفرات، ولم تكن هذه الدعوة لإسحاق وبنيه، وإنما كانت لإسماعيل وبنيه.. أي أمة العرب.. أمة الإسلام.
فمن بداية هذه الدعوة التي استجابها الله، لم تتحقق إلا ببني إسماعيل، فهم كعرب قبل الإسلام كان ما بين النيل والفرات ملكهم، وبالإسلام توطد الملك لهم على صورة ثابتة وقوية وفاتحة الفتح العظيم، وصانعة الحضارة الوسيط، وهم حتى الآن يملكون ما بين الفرات والنيل. ويريد اليهود بالعسف والطغيان، والكذب والتكذيب أن يجعلوا هذه الدعوة خاصة بهم!
وتأتي دعوة سليمان الملك.. الذي لم يدم ملكه وملك ابنه داوود عليه السلام إلا ثمانية وستين عاماً، وهذا الملك لم يمتد إلى الفرات، ولم يمتد إلى النيل، بل انحصر في فلسطين.
* * *
إن دعوة سليمان فيها النفي لما يدعيه اليهود من أن دعوة إبراهيم خاصة بهم.
دعوة سليمان وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي فاستجاب الله له، فأعطاه هذا الملك، ولكنه لن يكون لأحد بعده.. فلئن كانت كلمة ((الأحد)) عامة في الناس جميعاً: لا ينبغي لأحد منهم أن يكون له ملك كملك سليمان، فإنها بالأحرى، وعلى أساس من اليقين تحرم اليهود وهم من هذا ((الأحد)) أول من تحرم من أن يكون لهم هذا الملك.
فلقد رأى أحدهم رؤيا صادقة، رأى حادثاً لم ينتصر فيه العربي على اليهودي، فقد هزم سلاح اليهودي سلاح العربي، فأخذ هذا الذي رأى الرؤيا ينادي في المنام: أبشروا أيها المسلمون.. إنه لن يكون ملك لليهود.. تتحقق بذلك دعوة سليمان، فهم من الناس، بل هم أول الناس الذين حرمهم الله أن يكون لهم هذا الملك.
إن دعوة سليمان نافية أو مفسرة لدعوة أبيه إبراهيم، فالملك لنا نحن بني إسماعيل، وقد كان وما زال، ولن يزول.
أما ملك سليمان فقد أثبت أنه لا ملك بعده لإسرائيل، فقد سباهم الفرس، وفرقهم الرومان.. فلم يستقيموا بأرض، ولم يدم لهم سلطان.
قولوا: اليهود.. عدوكم التاريخي، ولا تخشوا اتهامكم بالتعصب.
احرصوا على صواب الرأي، ووحدة الرأي.. وإلا فسيكون الأمر شاقاً إلى حين!
صور:
سمعنا أن عضو الكونجرس الأمريكي ((سبول ماكلوسكي)) الذي كان رئيساً لبعثة الكونجرس التي زارت لبنان إبان الغزو الإسرائيلي، والتي لم تحاول أن تنال السلام لتنقذ سمعة الولايات المتحدة.. سمعنا أنه اتهم في مؤتمر صحافي أجهزة الإعلام الأمريكية بعدم النزاهة في تغطية أخبار القضية الفلسطينية والتحامل عليها وإبداء قدر ضئيل من التعاطف معها.
وكان بهذا القول نراه من جيل ((مورجانتو)) و ((فورد الكبير)).. يحبون أمريكا أكثر مما يحبون الذين ولاؤهم لإسرائيل قبل ولائهم لأمريكا.
إنه قد بصر الإدارة الأمريكية، وبصر الكونجرس على سلطان اليهود الذي فرض على الإعلام الأمريكي.. فهو على العكس من ذلك الذي حمل على الإعلام الأمريكي، فقال: إن التلفاز الأمريكي قد أبرز فظائع الغزو اليهودي للبنان، ولم يبرز فظائع المخربين!
إن هذا العميل لليهود، قد وضعه ((ماكلوسكي)) في موضع الخارج على الولايات المتحدة.. حتى توقع فسمى المنظمة أو المقاومة بالمخربين!
إن على ((ماكلوسكي)) قبل أن يدافع عن العرب.. أن يدفع ظلم الإعلام الأمريكي للشعب الأمريكي.. فالشعب الأمريكي يعيش تحت ظلال الدعاية اليهودية في ظلام.
فعسانا نجد أمثالاً لـ ((ماكلوسكي)) يضيئون النور للشعب الأمريكي.. فما نبغي إلا أن تكون قضية فلسطين واضحة.. لا تستحق الظلم من الشعب الأمريكي.. ظلم السلاح، وظلم العون السياسي، وظلم الفيتو، وظلم التلفزيون!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :610  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 946 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.