الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

قمة القمة..

يا أيها الملك: علوت قدراً، وقهرت نكراً، ودحرت كفراً، حين أنعم الله عليك، تقود المسيرة المسلمة في مؤتمر القمة حول بيت الله، فأنت كنت لحظتها (قمة القمة) لا بالرئاسة تكسبها من سلطان منحه الله إليك فحسب، وإنما كسبتها بسلطان هذبت به نفسك، وأمنت به روحك، فكنت في استقبالك للضيوف ليس عضلاً في جسد وإنما أنت روح الإيمان في البيت الحرام حتى كأنما مكة باسمك على اسم الله قد فتحت ذراعيها أخشبيها، الخندقة وقعيقعان، وأبو قبيس عليه قبس من نور، كل يستقبل هؤلاء الذين حملتهم أجنحة الطائرات آمين البيت، مؤمنين يستجيبون لدعائك، ليستجيب الله لهم دعاءهم بالنصر ذوداً عن حمى الإسلام كلهم مشارقة ومغاربة، قد اتحد لهم نور سعى به حراء كأنه يريد الالتحام بقيقعان، كأنه جزء منه، وكأن نوراً في حمى الغار قد كلل بالغار يريد أن يلتحم بالخندقة، وكأن بثيراً أصبح غير المغير وإنما هو المنير.. بنور لا إله إلا الله محمد رسول الله.

أيها الملك: علوت قدراً بإيمان من التراث والميراث الذي لم يشذ عنه أسلافك ونسأل الله أن يدوم عليه كل خلف لك؛ وكل خلف فينا ومنا، فهذا البلد لن يكون فيه دينان.

أيها الملك: لقد كان خطابك يوم افتتحت به المؤتمر صحوة للصحوة، ويقظة لليقظة، لا عوج فيه، كان جماله ليس في جمال ألفاظه، وإنما من جلالة إيقاظه حين أردت أن توقظ مشاعر كل من يسمع الخطاب تقول لهم: لن تكون في هذا البيت إلا الكلمة المؤمنة والكلمة الصادقة وكأنك بهذا الخطاب تعالج الصبر في المؤتمرين يحتذون حذوك في جمال الكلمة، وجمال البلاغة. لقد كان خطابك البلاغ عن البلاغ، والمقدمة للميثاق، فإذا أنت به توضح الطريق لنا جميعاً. استقبلته الشعوب المسلمة بالترحيب وبالتصديق فأنت بالكلمة لا ترسلها إلا ومعها صدق العمل بها.

أيها الملك: لقد قال بعضهم أن هذا المؤتمر أصدر قرارات مائعة ولكن التاريخ سيقول لهم: أن هنا القرارات ليست مائعة. ولكنها - وبالرغم من كل الأوضاع العالمية - خير من قرارات ضائعة أضاعت، وما أغنت، خير من قرارات تفرق بها الأشياع فأصبحوا كأنهم في الضياع.. لينظر هؤلاء الذين عابوا هذه القرارات إلى ما هم فيه.. نسأل الله أن يحميهم مما هم فيه.

أيها الملك: عشت صادق النية. حسن الطوية، تقود المسيرة بالصبر والتراحم، ولك ولولي عهدك كل هذه النعمة. نعمة الاحترام والوقار، فقد كنتما في هذا اليوم الأغر، يوم ألقى أخوك الخطاب نيابة عنك، فإذا فهد بن عبد العزيز تشرئب إليه الأعناق بالحب والعناق حتى جاء خطاب ابن عمك الحسن الملك يذكر ما خفي علينا من جمال الموقف وجلاله.. موقف الأمير ولي العهد فهد بن عبد العزيز كيف صبر وصابر. ولا أدري كيف يكون التعبير بالصبر إجلالاً للأمير.. أما عن الآخرين فأسأل الله أن يرفع عنهم كل العقابيل التي كانت السبب في كلمة الصبر يثني بها الملك الحسن على بن عمه الأمير فهد ابن عبد العزيز..

طباعة

تعليق

القراءات :625

التعليقات :0

صفحة 901 من 1092

من ألبوم الصور

المزيد >>

من أمسيات هذا الموسم

بتاريخ: 18/05/1436ھ الموافق: 03/09/2015م

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.

المزيد >>