شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا خَجْلـة الأحـرار
في أربعين المطران ملاتيوس صويتي المتوفَّى في سوريا، وكان من رجال الدين والدنيا
أبْكيه، أمْ أبْكي على وَطني
أنا قَدْ أليهِ، فهيِّئوا كَفَني
وطَنٌ فَدَيتُ ترابَه بدَمي
وحَمَلْتُه في القَلْبِ والذُّهنِ
غَلْواءُ منه، فكَيْفَ أُرْخِصُه
مهما تَجَاهَلَني وأرْخَصَني؟
لا تَسْألوني أنْ أحدّده
دارُ العُروبةِ كلُّها وَطني
ما دامتِ الآمالُ واحدةً
ما الفَرْقُ بين الشامِ واليَمَنِ؟
لا عَيْبَ فيه غَيْر غَفْلَتَه
لولا اخْتلافُ بَنيه لَمْ يَهُنِ
حامَ الغُزاةُ على مَلاعِبِهِ
وتنازَعَتْه مَخالبُ الفتنِ
ماذا أعدّدُ مِنْ نَوائبه
ليَضيقُ في تَعْدادها عَطَني
ما انْفَكَّ مُنْذُ ارْبَدَّ طالعُه
مِنْ مِحْنة يَمْشي إلى مِحنِ
لَمْ يَبْقَ مِنْ زاهي حَضارته
في كل مُجْتمعٍ سوى دِمنِ
كانتْ وما زالتْ مَكارمُهُ
شَراً عليه… لَيْتَ لَمْ تَكنِ
كمْ قُوبلتْ حُسْنى بسَيِّئةٍ
وكمِ انْطوَى رَاجٍ على ضَغَنِ
يا إخْوتي – والجُرْحُ يجمعنا-
لا تَضْحكوا مِنْ دَمْعيَ الهَتنِ
مَنْ ليسَ يَشْعُر مَعْ عشيرتِهِ
ففُؤادُهُ مِنْ جَلْمدٍ خَشنِ
كَمْ ندّعي عِلْماً وليسَ لنا
إلاّ نِفايةُ زادِه العِفنِ
العِلْمُ ليسَ قراءةً، وكفَى
العِلْمُ حَقْلٌ بالثمارِ غَني
جازَ الثُّريّا غَيرُنا، فمتَى
نَصْحو، متى نصْحـو مِـن الوَسَـنِ؟
نشكو الغَريبَ ونَحْنُ عُدّتُه
فِي السِّـر – بَـلْ في السـرِّ والعَلَـنِ
لَمْ يَمْتهِنْ غازٍ سيادَتنا
لَوْ لَمْ نَكُنْ عَوْناً لِمُمْتَهنِ
منَّا الأُلى خانوا قضيتنا
مَهْما نَقُلْ للناسِ لَمْ نَخُنِ
منَّا الأُلى استَقْوى العَدوُّ بهم
من الأُلى شدوه بالهُدَنِ
منَّا الأُلى باعوا كرامتنا
للغاصبين بأبخسِ الثمنِ
منَّا الأُلى كنَّا نخَالهمُ
ناراً… فمـا كانـوا سِـوَى دَخَـنِ
منَّا الأُلى باسم الجهاد بَنوا
مَجْداً على غَيْرِ الجهاد بُني
منَّا الألى غَدَروا بإخْوتهم
في الشام أو بيروتَ أو عَدَنِ
لا نُخْفِ بالتَّمْويه عِلّتنا
لَيْسَ اصطناعُ الحُسْنِ بالحَسَنِ
وسَطا الهَجينُ على ضمائرنا
يا خَجْلةَ الأحرارِ مِنْ هَجِنِ!
* * *
عَفْواً عَميديَ إنْ شَرَدْتُ، فقَدْ
عَصَفَتْ بعَقْلي سَوْرةُ الشّجَنِ
بيني وبينَك ألفُ رابِطة
قامَتْ على أصْفى مِنَ المُزَنِ
قَدْ كنتُ أرجو أنْ أراك غداً
فإذا بسَهْم الموتِ يَخْذُلني
مَنْعاكَ أدْمَى مُهْجَتي، ومَشى
ناراً على جَفْني وضَرَّسني
النازحون على اختلافهم
يَبْكون مَوْتَ القائدِ الفَطِنِ
الحاملِ الأعباءَ دُونهمُ
بَيْن القُوى والبيدِ والمُدنِ
عَرَفوا جميلَك يَومَ تَخْدُمهم
مِنْ غَيْرِ ما صَلَفٍ ولا وَهنِ
كرّستَ نفْسك للفَضيلة، لَمْ
تيأسْ ولَمْ تَسْأمْ ولَمْ تَلِنِ
كُرْمَى عُيونِ الضادِ ما أكَلَتْ
مِنْ أصْغَرَيك مَشارطُ الزَّمنِ
هَبْي يَراعَ "أبي العَلاءِ" وخُذْ
ثمناً له سَيفَ "بن ذي يَزن"
* * *
تَبْكيك نَدوتنا، وكُنْتَ لها
نَهْرَين مِنْ شَهْدٍ ومِنْ لَبَن (1)
بَلْ كُنْتَ ظِلاًّ في ظَهيرتها
ومَنارةً في لَيْلها الدَّجِنِ
تَرْعَى خُطاها رَعْيَ والِدة
وترُدّ عنها شَرّ مُضْطغِنِ
أنا في حِسابك بُلْبلٌ غَرِدٌ
لا طيرَ في التَّجْويدِ بَلْحَقني
تَهْتَزّ مِنْ طربٍ لقافيتي
وبِبُرْدةِ الإِعجاب تَغْمُرني
تَقْواكَ ما كانَتْ مُصانَعةً
لا تُحْمَدُ التَّقْوى على دَرنِ
كانَتْ كنَفْحِ الرَّوضِ عابِقةً
بالطِّيب، طاهرةً مِنَ الأمنِ
جَلَّتْ عن التمويه وارتَفَعَتْ
عَن ترّهات الشكّ والظَنَنِ
الدينُ عندكَ رَحْمةٌ لأخٍ
ومَحَبةٌ تُعطى بلا مِنَنِ
مَنْ لا يُحِبّ فليسَ مُؤتَمناً
لا يُسترَاحُ لغَيرِ مُؤتَمنِ
يَجدُ الفَتى بالحبِّ خالِقَه
وَيردّ عنه غَوائلَ الإِحَنِ
* * *
يا سيدي إن يَكْبُ بي قَلَمي
فالعُذْرُ أنَّ الخَطْبَ زَلْزَلَني
يَهْنِيك أنك لم تَمُتْ كَمَداً
بَيْنَ اغْترابِ الروح والبَدَنِ
واجهْتَ ربَّك في الشآم… فما
أحْلَى الرَّدَى في تُرْبةِ الوَطَنِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :381  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 556 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.