شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أُخـت الشَّمـس
إلى هناء الصافي
يا حُلْوةَ الأرْزِ، بَـلْ حُلْـوةَ العَـرَبِ
إنّا سَكِرْنا بلا خَمْرٍ ولا عِنبِ
جَمَعْتِ حُسْنَيْن: حُسْنَ الصوتِ يَغْسِلنا
مِنَ الخَطايا، وحُسْـنَ الخُلْـقِ والأدبِ
بلَى سَكِرْنا، ولكـن لم نُسِـفَّ ولَـمْ
نأثَمْ، ولكنْ تَحَرّقْنا ولمْ نَتُبِ
ظلّتْ سَرائِرنا كالشَّمْسِ طاهرةً
تَنَزَّهَتْ نَظـرةُ الصُّوفـيَّ عَـنْ رِيَـبِ
حامَتْ على الكَوْثَر الصافي جوانِحُنـا
أفْدي برُوحـي دموعَ الكَوْثَرِ العَـذِبِ
ماذا تَصُبّينَ مِـنْ عَيْنَيـك في قَدَحـي
لا تُرْهِقيني، فقَلْبي ليسَ مِـنْ خَشَـبِ
مِنْ جنَّةِ الحُبَّ هذا الصَـوْتُ يَغْمُرُنـا
بالشَّعْرِ، بالعِطْرِ، بالأنْـداءِ، بالذَّهَـبِ
ما رَنَّ في أُذُني إلاّ تَنَقََّل بي
على جَناحَيْهِ مِنْ قُطْـبٍ إلـى قُطُـبِ
يَموجُ في صَلَواتِ الحُبَّ دَنْدَنَةً
نَشْوَى، ودَمْعَـةً في سَـوْرةِ الغَضَـبِ
يا وَيْحَ قَلْبي كَـمْ أغْفَـى علـى بَـرَدٍ
ثم استَفاقَ على أذْكَـى مِـنَ اللَّهَـبِ
ماذا فَعَلْـتِ بـه، مـاذا فَعَلْـتِ بـه
فلَيْس يَخْفُـقُ إلا خَفْـقَ مُضْطَـربِ؟
أسْتَغْفِرُ الحُسْنَى… لا قـرَّتْ متاعِبُـهُ
شَرُّ المتاعـبِ أنْ يَنْجـو مِـنَ التَّعَـبِ
لولا عيونُكِ مـا حَـرّرْتُ أجْنِحَـتي
ورُحْتُ أسْبحُ بَيْنَ الشُّهْبِ والسُّحُـبِ
* * *
هَنَاءُ صَوْتُكِ فِرْدَوْسي، فما اصْطَفَقَـتْ
إلاّ على وَقْعِهِ أشواقُ مُغْتَربِ
آمنْتُ بالسَّحْرِ لما اْنساب فـي خَلَدي
هَلاّ رَفِقْتِ بهـذا الخافـقِ الوَصِـبِ؟
ما شابَ شَدْوَكِ تَزْييـفٌ، ولا ظَهَـرَتْ
فيه مآخِذُ مَـنْ جُهْـدٍ ومِـنْ نَصَـبِ
أيّانَ سِرْتُ تَلَقّاني بِبَسْمَتِهِ
وجْهٌ طَوَيْـتُ علـى أطْيابـهِ هُدُبـي
يا حُلْوة الأرْزِ طابَـتْ فيـك قافيَـتي
ورَقَّ شَدْوي، فهَلْ يَعنيـكِ ما نَسـبي؟
الشامُ مَهْـدي، ولكنَّـي أمـدُّ يَـدي
لكلَّ مَـنْ يَنْتمـي للعُجْـمِ والعَـربِ
أنا وأنْتِ وكـلُّ النـاسِ مِـنْ حَمـأٍ
فلا يُفاخِرْ صَغـيرَ القَـوْمِ ذو حَسـبِ
ولا يُباهِ بألْقابٍ وأوْسِمَةٍ
عاشَ الـذي عَلَّـمَ الدُّنيـا بلا لَقَـبِ
الفَنُّ يَجْمعُنا رُوحاً وعاطِفَةً
ما الفَرْقُ بَيْنَ رَحيـقِ الفَـنَّ والأدبِ؟
أقولُ – والأُفقُ قد ماتَتْ بَشاشتُهُ -
يا شَمْسُ غِيبي، فأُخْتُ الشَّمْسِ لم تَغِبِ
تراقَصَ اللَّيْـلُ إذْ غَنّيـتِ مِـنْ فَـرج
وصَفَّقَ الفَجْرُ مِنْ زَهْوٍ ومِـنْ طَـرَبِ
الفَنُّ رَوْضٌ نَضيرٌ كلُّهُ عَجَبٌ
وأنتِ أعْجَبُ ما في الرّوضِ مِنْ عَجَبِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :508  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 553 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.