أَيَأْمَنُ الناسُ اخمراري؛ وأنْفَعُهمْ |
ما اسطعتُ؛ ثم أُلاقي مِنهمُ (الكَبَدَا)؟!! |
حتى إذا كنتُ في (داري) ومُعتزلاً |
أذودُ عني (الأذَى) والحُزنَ - والكَمَدَا |
يضَّطُّرني كُلُّ مَخبولٍ و (منتهزٍ) |
على "التواري" كأني وَاتِرٌ أحدَا؟!! |
وليتَهم عَذَروا - أو أنَّهُم قَدَروا |
وإنَّما همُّهُم - أن يَنْعَمُوا - (رَغدَا)!! |
لا بأسَ؛ لا بأسَ؛ إلاَّ أنَّهم تُكَلٌ |
تَظنُّ أني أُغْلي - كُلَّ مَنْ كَسَدَا |
وقد نَشَأتُ على (كَدْحٍ) وفي تعَبٍ |
مُذْ كنتُ - طِفلاً - يتيماً مُفْرداً جَهِدا |
وقد بُلوتُ كثيراً - واتَّعظتُ بهمْ |
وكلُّهم في الهوى - إخوانُ مَنْ رَفَدَا؟! |
فإنْ هو انقطعت أسبابُه نَفَرُوا |
وهو الحريُّ - بأنْ يُبْزَى ويُضْطَهَدا |
ثناؤهُم عنه مقرون بما وَهَبتْ |
يَدَاهُ - أو هو مَجْفوٌّ بان نَفَدا |
ويُهرَعُونَ إليه - في حَوَائِجِهِم |
طَوعاً - ويرمُونَه (كَرْهاً) إذا جَهرَا |
هذا هو الطَّبعُ فيمن دَأبُهُم مَلَقٌ |
مات (الأُبَاةُ) - ومَنْ أوْفَى؛ ومَن حَمَدَا |