أقبل - فقد خفَّ - لا ستقبالكَ الحرَمُ |
وافترَّ ثغرُ (الهدى) واستبشرَ (الكرمُ) |
اقبلْ عَلَى (أمةٍ) كادتْ جوَانحُها |
تَرْقَى - إليكَ - بها الأضواء، والظُّلمُ |
وخذْ سبيلَكَ نحوَ (البيتِ) مبتدِراً |
إلى (المَناسكِ) لا لَغْوٌ - ولا لَمم!! |
واشهدْ منَ الحبَّ آياتِ خصصْتَ بها |
أعيابها (النطقُ) واكتظتْ بهَا الكلمُ!! |
يا نَاصرَ الحقِّ فيكَ الشمْلُ مجتمِعٌ |
والخصْبُ مرتْبعٌ والشعبُ منسجمُ!! |
يأبى لكَ اللهُ إلا كلَّ (باقيةِ) |
وكلَِّ (مكرُمَةِ) يزهُو بهَا الشمم!! |
سمتْ بلقْيَاكَ في (البطحاءِ) أفئدةٌ |
نشوى - وقَرَّتْ بكَ (الأخلاقُ) والشيمُ!! |
وأشرَقَتْ، واستهلَّتْ، فيكَ من كثَب |
(شمسُ الضحى) أينما يمَّمْتَ و (الدممُ) |
شدا بمجدكَ (رَضْوى) واعتزى (حضنٌ) |
ورَجَّع الشدوْ في إعجَابِهِ (الهرَمُ)!! |
وأكبرتْ صحفُ (التاريخ) ما حتجزَتْ |
لكَ المواقفُ والأهدافُ والهممُ!! |
هُوَ (الفرَاقُ) وكم في إثْرِهِ اقترفَت |
أيدي النوَى ؛ وكوانا الشوقُ والألمُ!! |
واليومَ تمشي لك الأرجاءُ مطبقةً |
إليكَ يحفزُها الإخلاصُ، والقسمُ!! |
أرى أياديكَ لمْ تبرحْ مطوقةً |
رقابنَا - وبها قدْ نيطتِ الذممُ!! |
في كلِّ (قلبٍ) لها لحنٌ ترددُهُ |
على هوَاكَ - (وعينٌ ثرةٌ) و (فمُ)!! |
يا حبذا (الموسمُ المشهودُ) قمتَ بهِ |
وحولكَ (الصيِّدُ) كالآساد؛ و (الأجم)!! |
وحبذا هوَ يومٌ أنتَ طالعهُ |
تهلَلَ (القصرُ) فيهِ وانقضى السأمُ!! |
وحبذا (الموكبُ) الهادي تحيطُ به |
تلقاءك (العربُ العرباء) و (العجمُ)!! |
تختالُ فيهِ (المواضي البيضُ) مغمدةً |
ويهتفُ الجيشُ والأرهاطُ والعلمُ!! |
وما ولاؤكَ عن بطشِ ولا صلفِ |
ولا الذي هوَ ما تقضي به (النظمُ)؟!! |
وإنّما هو (فرضُ النصحِ) تضمرهُ |
لكَ (القلوبُ) وبالرحمنِ تعتصمُ!! |
إني أرحبُ - باسم الشعبِ قاطبةً |
بمنْ بِه (الأملُ المنشودُ) يبتسمُ!! |
(بعاهلٍ) تلهجُ الدنيا - بحكمته |
ويفخرُ (الدينُ) و (الصمصامُ) و (القلمُ)!! |
بالمتقى، الخاشع الداعي إلى سننٍ |
منَ (الشريعةِ) تعنو دونه الأمم!! |
فلتهن بالمقدم الميمونِ - ناضرةً |
بكَ (الربوعُ) وفي آثاركَ (النعمُ)!! |
وليحيا للملة السمحاءِ معقلها |
(سعودنا) المرتجى، والمفرد العلم |
وعاش (أشبالك) الأمجاد في (رغد) |
ما أشرقت بهم الأنجاد والتهمُ |
ولا برحتَ عظيم الشأنِ في ظفرِ |
ما أقبلتْ بكَ تترى (الأشعرُ الحرمُ)!! |