شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لِقَاء!
تجيءُ.. تجيءُ في قمرِ المساءِ فينتشي رَشَأٌ
وتبرقُ تحتَ عُنقودِ العريشِ يَمامةٌ:
- مَنْ زارَ أيَكتَنا المساءَ؟
- غمامةٌ!..
رَفَّتْ.. فَهفهَفت الخَميلةُ والمساءْ!
وَجهٌ أضاءَ..
أضاءَ إيقاعٌ على عُشْبٍ،
وهفهفتِ الخميلةُ والمساءْ!
* * *
كانَ الطريقُ زُهاءَ وَقْعِ خُطىً لغِرِّيديْنِ..
أومأْنا
فرقرقتِ الشقائقُ،
هزَّ غُصْنَ السَّرْوَةِ الهَدباءِ قُبَّرةٌ..
هتفتْ.. هتفتُ:
- يا ورقاءُ، هَلْ نمضي إلى ريحانةِ الشوط البريءْ؟
ورقاءُ،
كانَ صباحُنا أطيافَ سوسنةٍ،
وكنَّا في انتظارِكِ.. هَلْ تجيءْ؟
يا حُلوةَ الحلواتِ،
كانَ زمانُنا حُلماً،
وكنتِ كغُصْنِ زيتونٍ يَنُوسُ وينثني
في زهْرِ بستانٍ خبئْ!
- أتجيءُ؟.. (أَحْدِسُ..)
غصنُ موسيقى تثَنَّى، فالبَنَانُ الرَّخْصُ نمنمَ نبعةً،
وتفتَّق القمرُ الوضيءْ!
* * *
زمانُ القلبِ كانَ مساءَ أمنيةٍ ترِفُّ على
مواجِدِنا..
وكانَ لقاؤنا زمناً لهذا القلبِ..
رُحْنا في رذاذِ أغنيةٍ..
وفتحَّنا البراعمَ: كلُّ برعمةٍ عُصفورةٌ
رفَّتْ على غصنٍ
وغنَّيْنا مَعَا!!
- هَلْ تسمحينَ لنا بهذي الكأسِ؟..
شفَّ على ثمالةِ طَلِّها قمرٌ..
وأترعتِ المساءَ حديقةً
فنمتْ على فَمِها قناديل الغناءْ!..
* * *
غَنَّتْ.. وغَنَّتْ!
فالتفَفْنا في البَهاءِ.. ولملمتْ ما كانَ منتثِراً
من العنقودِ:
فيروزَ الليالي النائياتِ،
حمامةً بيضاءَ،
بَوْحَ قصيدةٍ لم تكتملْ..
فتباسقَ العنقودْ!
* * *
.. نَقَّرَ عصفورٌ زُجاجَ الشُّرْفةِ الخضراءِ..
أكملنا قصيدتَنا معَا!
هَلْ.. أينعَ.. العنقـ..ـودْ؟!
مكة المكرمة – السبت: 19/9/1410هـ
14-4-1990م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :337  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 67
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.