أَهْلاً بِعَبْد المَسيحِ |
فَتَى البَيانِ الصَّريحِ |
مَشَى إِلَيْكَ فُؤادي |
وحامَ حَوْلَك رُوحي |
يا ربَّةَ الشَّعْر هَلاّ |
بَعَثْتِني مِنْ ضَريحي؟ |
أنا عَزَارُ المُسَجَّى |
فأيْنَ كَفُّ المَسِيحِ؟ |
رِفْقاً بصَبِّكَ تُحْيي |
في بُرْدَتي ابنَ ذَريحِ |
أَتْنكُثين عُهودي |
وتَنْقُضِين صُروحي |
وتُبْدِلين هَدِيلي |
على الهَوَى بِفَحيح؟ |
يا منَنْ يَرُدّ شَقائي |
وَيسْتثيرُ جُروحي |
هاضَ الحُطامُ جَناحي |
وغَلّ فيَّ طُموحي |
دبَّجْتُ نَفْسي فماتَتْ |
واتَوْبَتي للمُسوحِ |
ما أعْظَمَ البُؤْسَ يُمْلي |
سِحْرَ البيانِ ويُوحِي |
لولاهُ لَمْ يَزْكُ شِعْرٌ |
على لسانِ فَصيحِ |
ولَمْ تُهِجْنا طُلول |
ولا صَبَوْنا لِشيحِ |
ولا وَقْفْنا نغَني |
على خمائلَ فيحِ |
وأعْذَب الشِّعْر بَيْتٌ |
يَبْكي بقَلْبٍ جَريحِ |
* * * |
يا قِبْلةَ الحَفْلِ عَفْواً |
إذا اخْتَزَلْتُ مَديحي |
الأرضُ بالشرِّ طافتْ |
فأيْنَ زَوْرَق نُوحِ |
مَهْدُ المسيحِ ذَبيحٌ |
بالروحِ مَهْدُ المَسيح |
تَناوَشَتْه الأفَاعي |
وطارَ مَعْ كلِّ ريحِ |
يلوحُ خَلْف الدَّياجي |
على بقايا سُفوحِ |
أيُسْتباحُ ثَراه |
والحقُّ للمُستبيحِ؟ |
* * * |
يا عُرْبُ – والضادُ وَلْهى |
تَبْكي بجَفْنٍ قَريحِ |
لا تَطْمئِنوا لساعٍ |
حُلْوِ اللسانِ مَليحِ |
يُريدُ كَيْداً ويُبْدي |
وَجْه الوليّ النَّصوحِ |
إذا تَدَاعَى جِدارٌ |
فالبيتُ غيرُ صَحيحِ |
يا قِبْلَة الحَفْلِ خُذْهَا |
مِنْ مُقْلتيَّ ورُوحي |
تحيةً عَطَّرَتْها |
مَدامِعي وجُروحي |
تَخْتالُ تيهاً وتَزْهُو |
بِوَثْبةٍ مِنْ فُتوحي |
هَيْهَاتَ تَخْبو وفيها |
مِنْ وَحْي عَبْدِ المسيحِ! |