شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المرفأ الأمين
رِفْقاً بدَمْعٍ في الهَوَى لا يَرْقأ
وحُشاشَةٍ مَقْرُوحةٍ لا تَهْدأُ
جارَتْ عليَّ الحادثاتُ، وزَمْجَرَتْ.
نُوَبُ الزمانِ فأيْنَ أينَ الملجأُ؟
أنا هائمٌ في التِّيه... هلْ مِنْ واحةٍ.
رَيَّانَةٍ في ظلِّها أتفيّأُ؟
كَمْ قُلْتُ بَعْدَ غَدٍ أُفرِّج كُرْبَتي.
فإذا الذي ألْقَى أشدُّ وأسْوأُ
ولطالَما لاحَ الصَّباحُ لِمُدْلِجٍ
فرَأَيْتُ أنَّ الليلَ منه أضْوأُ
غَلْواءُ يا غَلْواءُ إنَّك علَّتي
لكنْ أخافُ على عَليلكِ يَبْرأُ
حُبِّي يَزيدُ على الزمانِ حَرارةً
فكأنَّه مَعْ كلِّ فَجْرٍ يَبْدأ
دَلَّلْتُه مُذْ كان في أقْماطه
وفَتَحْتُ قَلْبي في حِماه يَنْشأ
لا شيءَ غَيْرَ الوَهْم في كأسي فإنْ.
لَمْ تملئي كأسي فَمَنْذا يَمْلأُ؟
أنتِ التي... لا لَنْ أبوحَ بِسِرِّنا.
جُرْحُ الشبابِ مُقَدَّسٌ لا يُنْكأُ
هَلْ تَذْكرينَ لقاءنا في سامرٍ
عَيْناكِ فيه تَكْتُبان وأقْرأُ
لا نَجْمَ إلاّ أنْتِ في آفاقِه
رُوحي فِدَى النَّجْم الذي يَتَلألأُ.
أَرْنُو إليكِ بلَهْفةٍ مَكْبوتةٍ
وَيظنُّ جاري أنني لا أعبأُ
ويَطوفُ صَوْتُك كالنَّدَى في مَسْمَعي.
فأقولُ إنكِ لُقمةٌ لا تَمْرأُ
زيَّفْتُ عاطفتي مَخافةَ غامزٍ
فوَشَتْ بها عيني وشَفَّ المخبأُ
نادَى، فلبّيتُ الهَوَى بجَوارِحي
وَسَعْيتُ لا ألْوي ولا أتَلَكأُ
أسْخُو عليه براحتي وَسَعَادتي
إنَّ المحبَّ لفي التَّعاسةِ يَهْنأُ
يا مَنْ يَلُومُ على الصَّبابة شاعِراً
كَمْ ذا تَجُورُ على أخيك وَتَهْرَأ.
كَمْ تَدّعي أنِّي أضَعْتُ مَحَجّتي.
أوَ لَستَ تَدْري أنَّ دَرْبَكَ أخْطأُ.
الغَيْبُ سِرّ ليس يُدْرَك غَوْرُه
ضَلّ الطَريق إليه مَنْ يَتَنبأُ
عالَجْتُ بالصَّبْرِ الجَميلِ لَواعِجِي.
فعلامَ تَغْلو في المَلامِ وتَهْزأُ؟
أنا قَدْ خُلِقْتُ لكيْ أموتَ صَبابةً.
فإذا اجْتَوَتْ قَلْبي الصَّبَابَةُ يَصْدأُ.
أظْمَا وحَوْلي جَدْوَلٌ وخَميلةٌ
عَجَباً أفي فِرْدَوْسِ رَبِّك أظْمأُ؟
للحبِّ عندي ألْفُ ألْفِ شهادةٍ.
إنْ كان غَيْري لَمْ يَزَلْ يَتَهجَّأُ
آمَنْتُ مَهْما سامَني بجَلالِهِ
أنا ضائعٌ في البَحْر وهْو المَرْفَأُ
وجَعَلْتُه ديني ولَسْتُ بنادمٍ
فَلْيَنْدَم المُتَردِّدونَ وَيصْبَأوا
أمشي إلَيه حافياً مُتَوَرِّعاً
وأطوفُ فيه كَعْبةً لا تُوطأ
مَنْ كان يَخْشاه ويَدْرأُ سَهْمَه
فأنا الذي – مهما جَنَى – لا أدْرأُ.
* * *
غَلْواءُ يا غَلْواءُ أنْتِ لُبانَتي
تَتَجَزّأ الدُّنْيا ولا أَتََجَزّأُ
خَسِئَتْ حُدودٌ بَيْنَنا وحَواجِزٌ
وَلَعَلَّ مَنْ وَضَعَ الحواجزَ أخْسأُ.
أنا فَوْقَ ما زَعَمَ الوُشاةُ مكانةً
وأعزُّ قَدْراً أنْتِ مِمَّا وَأْوأوا
لكأنَّهم في السَّفْحِ أو في السَّهْلِ أو.
في أسْفَلِ الوادي ونَحْنُ المَرْبأُ
لا يَزْهُوَنَّ عليّ صَبٌ مُدْنَفٌ
المُغْرمون على عَصاي تَوَكَّأوا
قَدْ يَهْرَم القَمَرُ المنيرُ فَيَنْطَفي
ولهيبُ وَجْدي خالدٌ لا يُطَفأُ
أيانَ فَرَّقنا الزمانُ فإنَّني
أرعى برُوحي مُقْلَتَيْكِ وأكْلأُ
شَدّتْ أواصِرَنا سِعَايَةُ شانِئ
ولَسَوْفَ يَرْبِطُنا حَسودٌ أشْنأُ
لا تَحْسَبي دَمْعِي لِغَيْرك... إنَّني.
لولاكِ لا دَمْعٌ ولا مَنْ يَرْقَأُ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :376  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 110 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.