شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شاعر عكاظ
في وداع الشاعر الكبير جورج صيدح، سنة 1950
الرَّوضُ بَعْدَ هَزارِه مُتَجَهِّمُ
والسّامرُ الزاهي كَئيبٌ مُظْلمُ
يا مَنْ نودّعه غداً وقلوبُنا
تَجْري على آثاره وتحوّمُ
سِرْ حَيْثُ شِئت فَأنتَ في أحلامنا.
أمَلٌ كحاشيةِ الربيعِ مُنَمْنَمُ
وعلى الشِفاه قَصيدةٌ عربيةٌ
صاغَتْ قَوافيها الحَميّة والدَّمُ
هَيْهات يَجْحدُ ما بذلْتَ مُكابرٌ.
أو يَستهينُ بما بَذَرْتَ مُجَمجمُ
كرّسْتَ للفُصْحىَ يرَاعة شاعرٍ.
يُوحي إليه بالجمال ويُلْهَمُ
ووَقفْت آمالَ الحياة على هَوَى.
وَطَنٍ تُقَضْقِضُه الخُطوب وَتقْضُمُ.
تَبْكي بدَمْعِ القَلْبِ في نَكَباته
وتطيرُ مِنْ فَرَحٍ إذا هو يَبْسُم
لَهْفي عليه لا يُزَحْزِحُ غاشِماً
إلاَّ تولَّى الأمرَ فيه أغْشَم
أحْراره تَكْوي السِّياطُ جباهَهم.
وعَبيدُه حَوْلَ الكراسي حُوَّمُ
يا مَنْ يعيشُ بروحِه في مَعْزلٍ
عَنْ قَوْمه وذَويه إنك مُجْرمُ
بئسَ الأديبُ بلادهُ في مِحْنةٍ
وفُؤاده في التُّرّهاتِ مُقَسَّمُ
يَلْهو قَريراً في مَراتع أُنْسِه
ويَغوصُ في حَمَأ الحياة ويَنْعُم
لازَفْرةُ المظلوم تُطْلِقُ صَوتَه
غَضَباً ولا حَزُّ السلاسِل يُؤْلِمُ
ماتَتْ عواطِفُه وجَفّ شُعورُه
فكأنَّه أعْمى أصمٌ أبْكَمُ
* * *
يا مَنْ أعادَ عُكاظَ في رَيْعانه
أتغيبُ عنه وقَدْ أطَلّ المَوْسِمُ؟
هذي وفودُ الشِّعْر في عَرَصاتِه
مَنْ ذا يوفّق بينها أو يَحْكُمُ
لاَ تَقْسُوَنَّ على أخيك إذا كَبَا.
شَيْطَانُ شِعْري في وداعك أعْجَمُ.
عَقَدَتْ لساني فيك عاديةُ الأسَى.
بالروح أنتَ كأنَّ بَيْنَك مَأْتَمُ
سِرْ في ظِلالِ الله مأمون الخُطَى.
ذِكْراك سَلْوى للقلوبِ وبَلْسَمُ.
إني على عَهْدِ المودّةِ قائمٌ
وإذا رَجَعْتَ فكلّ جَارحةٍ فَمُ!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :437  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج