شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شاعر الأحلام
في رثاء الأخطل الصغير، سنة 1968
لا الشمسُ هاويةٌ ولا الهَرَمُ
الثاكِلان الحَرْفُ والقَلمُ
سكتَ الهَزارُ، فكلُّ مصطَفِقٍ
في الروضِ يَخْنقُ صوتَه الألمُ
وخَبا الشعاعُ فكلُّنا وَجِفٌ
وذوَى الرَّبيعُ فكلّنا وَجِمُ
قالوا قَضَى مِنْ عُمْره وَطَراً
فأجبْتُهم لا يَهْرمُ النَّغَمُ
لبكيتُ لو أحيا البكاءُ رَجاً
لا لنْ يردّك مَدْمَعٌ سَجِمُ
ما أبخلَ الدنيا لآملها
خابَ الذي بالوَهْم يَعتصمُ
تُعطي وتَندمُ دونما حَرَجٍ
ما ضرَّ لو لم يَثْنِها ندَمُ
ما أنْ ترفَّ نَدَىً وعافِيةً
حتى يؤجّ بشدقها الضَّرمُ
حسناتُها غَيْمٌ ولا مَطَرٌ
وشرورُها في لُطْفِهَا حِمَمُ
صَبَّ على الشعراء نِقْمَتَها
فالأرضُ مُسْبِعةٌ وهُمْ غَنَمُ
يَزْهو عليهم بالريال عَمٍ
ويَسوطهم بغروره قَزَمُ
يُعطون ممَّا في قُلوبهم
أينَ الذي يُعطي ويبتسمُ؟
يُعطون ثم يُعَقّ فَضَلُهم
يا ليتَهُم يا لَيتَهُم عَقِموا
خُدِعوا بأوهامِ الخلودِ، فهلْ
يَروي السرابُ ويُحمَدُ الوَرَم
خَلَقوا عوالمَ من خيالِهم
زَهْرَاءَ بالأضواء تتَّسمُ
الحبُّ في ملكوتِها مَلَكٌ
والحُسْنُ في محرابِها صَنَمُ
لاَ مكْر لا بَغْضاء لا حَسدٌ
في رَحْبها لا نَهْبَ لا نَهَمُ
لا عبدُ يَخْشى سوطَ سيِّده
لا سيِّدٌ في العَبْد يَحْتكمُ
الأرضُ دارٌ في شريعتِهِمْ
والناسُ أهلُ الدارِ وانقسموا!
* * *
يا شاعرَ الأحلام هل رَقَصَتْ
إلاَّ على نَغَماتِك الأكَمُ
دُنْيا العروبةِ كَنتَ بُلْبُلَها
تشدو فتضحكُ مُقْلةً وفَمُ
غنَّيتَها مِ الشعر أعذَبه
لا يستوي الحشرورُ والرَّخَمْ
نجواكَ في السَّراء قافيةٌ
تَنْدَى، وفي الضَّرَّاء تَضْطرمُ
وزَّعتَ قلبَك في مناكِبها
وكذا يكونُ الشاعرُ العَلَمُ
العبقريةُ لا حدودَ لها
فلْيَخَجلِ النُّعّاب ولْيجِموا
هل يُحصَر الشلاّلُ في قَدَحٍ
هل تكتفي بالحَقْلَةِ الدِّيَمُ؟
جَمَعتْ ديارَ العُرْبِ عاطفةٌ
وَحَدا بها في سَعْيها حُلُمُ
مَنْ كانَ يَزْعمُ أنها اختلفتْ
هَدَفاً فقد زلَّتْ به القَدَمُ
الفرقُ في الأشكال مُنحصرٌ
كالجود من أسمائِه الكَرمُ
آياتُ شعرِك لا نفَادَ لها
وخَنَافسُ الرَّمْزية انصرموا
فرضوا على الأغرار بدْعَتَهم
ثم انطَوَتْ وتقلَّص الوَصَمُ
أقسمتُ لم أسمعْ سفاسِفَهم
إلاَّ حلا في أُذْنِي الصَّمَمُ
ساء الجديدُ وخابَ قائِلُهُ
لا العربُ تفْهمه ولا العَجَمُ
قولوا لهم رِفقاً بأدمعِنا
لم يَبْق ثأرٌ بيننا ودَمُ
اللهُ يرحمُنَا ويرحمهمْ
لا نحنُ أذْنَبنا ولا نَظَموا
* * *
لبنانُ يا راحَ النزيل ويا
بُرْجاً بناه المَجْد والشَمَمُ
يأوي إليك الخائفون فلا
خَوْفٌ يُؤرِّقهم ولا ظُلَمُ
الكائدوك مَسَحْتَ دَمْعَهُمُ
والراجموك ضَمَدْتَ جُرْحَهمُ
نُكبوا فلم تَشْمَتْ بنكبتِهم
وفتحتَ صَدْرَك واسعاً لهمُ
ليس الذي في قلبهِ ألَقٌ
مثلَ الذِي في قلبِه غممُ
لا تأخذَنَّ بجُرْمهم أحداً
هُمْ – لو علمتَ – الخَصْمُ والحكمُ.
ظلموا شعوبَهمُ فلا عَجَبٌ
أن يظلموا الدنيا ويتَّهموا
لبنانُ جرحُك في جوانِحنا
لا يكذبُ التاريخُ والرَّحمُ
في الشامِ في بغدادَ في يَمَنٍ
الضادُّ وَلْهَى والشَّذَا وَجِمُ
مليونُ رابطةٍ تقرِّبُنا
إن باعَدَتْ ما بيننا التُّخَمُ
* * *
يا شاعرَ الفُصْحى بنيتَ لها
صَرْحاً تقاصَرُ دونَه الهمَمُ
الشمسُ تاجٌ فوقَ مَفْرِقه
والبدْرُ في شُرُفاتِه عَلَمُ
هَتَفَتْ بشِعْرك كلُّ صادحةٍ
واختالَ في تجويده البُكُمُ
قُلْ للنُّعاة بكيتُمُ شَطَطاً
قَبْرُ العظيم لقومِه حَرَمُ
أبقَى بناتِ الفِكْر قافيةٌ
وأعزُّ أولادِ النَّدَى قَلَمُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :380  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل