شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سأخنق جرحي
من لاجئ فلسطين إلى سارقي بـلاده، تمـوز سنة 1967
سَرَقْتَ بلادي ولم تَخْجلِ
وشوّهتَ وَجْهي ولم تسألِ
وشرَّدتَ أهلي شرْقاً وغَرْباً
وأرسلتَ سَهْمَك في مَقْتلي
وقطَّرتَ صابَك في مَشْربي
وأفرغْتَ سَمَّك في مأْكلي
فكيفَ أمدُّ إليكَ يدي
وأصفحُ عن فِعْلك الأنْذَلِ
وكيفَ أصدِّق دَعْوَى السلامِ
على شَفَتَيْ أكذبٍ أَخْتَلِ
وكيف أنامُ قريرَ الفؤادِ
وأحلُمُ بالزَّهْرِ والجَدْولِ
وكيفَ أروّضُ حِقْدي العنيدِ
وأرضَى مِنْ العيشِ بالأَرْذَلِ؟
تباعَدَ قَصْدُك عن غايتي
وشطَّ رَجاءك عن مأْمَلي
بلاديَ هذي، فكيف أُبيحُ
ثراها الزكيَّ لِمُسْتَرْجِلِ
وفي كل شِبْرٍ ضريحُ شهيدٍ
يَمُدُّ يَدَيْه إلى مُرْسلِ
سَفَحْتُ على قَدَمَيْها دمائي
وقرّبتُ قلبي على الهَيْكلِ
أيَسْرَحَ فيها الدَّخيلُ عزيزاً
ويَرْنُو إلى أهلِها مِنْ عَلِ
ويقطُفُ منها شهيَّ المجاني
ويرشُفُ مِنْ مائها السَلْسَلِ
ويَرْقُدُ في حُضْنِها آمناً
ويَخْتالُ في الخزِّ والمَخْمَلِ
ويحيا الأصيلُ شَريداً طَريداً
كسيرَ الفؤادِ بلا مَوْئِلِ؟
يُمَنُّ عليه بكِسْرة خُبزٍ
ويُحسبُ عِبْئاً على مُفْضِلِ
وتَقْذفُه الريحُ من مَجْهَلٍ
يلوكُ السرابَ إلى مَجْهلِ
إذا نامَ أزعجَهُ طائِفٌ
يُلحُّ عليه: ألاَ فارْحَلِ
وإن قامَ ثارَتْ بأحشائِه
نوازي الحنين إلى "الكَرْمِلِ"
عذابي المقيمُ متى ينقضي
وليلي البهيمُ متى يَنْجلي؟
سهرتُ على حرماتِ المسيحِ
ومَرْتِعه الأَخْضَرِ الأخْضَلِ
ونافَحْتُ عن ذِكْرياتِ الرسولِ.
وقِبْلَةِ إسلامِه الأوَّلِ
فكيفَ تُظاهر رَهْطَ الضَّلاَل
وتَفْتَحُ دارَك للمُبْطِلِ
وكيفَ أُشرَّدُ عن مَنْزِلي
ليحيا عدوُّك في منزلي؟…
سأخنقُ جُرْحِيَ بينَ الضلوعِ
وأَقسوا على دَمْعيَ المُسْبَلِ
وأحشدُ للثأر نارَ الجحيم
وأركَبُ مَتْنَ القَضَا المُنْزَلِ
فلا حَقَّ يعلو بلا قُوةٍ
ولا نَصْرَ يُسلَسُ للأعْزَلِ
ولا شأنَ في الطَّيْرِ للعَنْدليبِ.
ولا خَوْفَ فيها على الأجْدَلِ.
فلسطينُ عِرْضي، فإن لم أصُنْها.
فلا نَضَّرَ اللهُ مستقبلي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :426  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.