شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ليلة ولا أحلى (1) !!
بقلم: حسين عاتق الغريبي
كنت متوقعاً مدى الصدى الطيب الذي ستحدثه تلك الأمسية الرائعة التي نظمتها جامعة أم القرى احتفاء بالأديب السعودي الراحل الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه -رحمه الله- في نفوس الحاضرين. لأن الشخصية المكرمة تمثل جزءاً من تاريخ هذه البلاد المباركة، وتعكس إشراقات زاهية لبدايات تنبض بالحيوية الهادفة إلى تأسيس بناء حضاري يعيد للبلاد دورها القيادي، ويبث في إنسانها روح المسؤولية التي تحرض على فعل الخير من أجل حياة أفضل، سعى إلى تأصيلها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله.
- كان نجم الحفل -بلا منازع- نجل الفقيد الأستاذ عبد المقصود خوجه، مؤسس (الاثنينية) الشهيرة الذي أدرك بوعي الأديب الحكيم حاجة هذا الجيل الجديد إلى معرفة جانب من تاريخ تلك المرحلة الحافلة بالإنجازات المبكرة التي مهدت لبناء هذا الصرح الشامخ المملكة العربية السعودية.
- لم يرضخ لعاطفته لتقوده إلى مديح قد لا يستسيغه البعض، وإنما ترك رجال تاريخ تلك المرحلة يتحدثون عن سيرة والده الراحل، فكان الإصغاء للحديث أشد وأمتع.
كنت ألاحظ عن كثب حالة (الإصغاء) من قبل الحاضرين وبينهم عدد كبير من طلاب الجامعة، خاصة عندما تحدث (الابن) عن أوليات لوالده تمثل مبادرات ذاتية سبق بها أدباء عصره، منها: أنه أول من أنشأ مدرسة للصف والطبع لعدم توفر عمال بمطبعة (أم القرى)، وأول من نادى بضرورة الكشف الصحي قبل الزواج، وأول من حث على إنشاء رابطة أدبية، وإيجاد غرف مطالعة ودراسة في جميع المدن. وأول من دعا إلى بناء مناهج دراسية جديدة تتمشى مع متطلبات الحاضر، وأول من طالب بتخصص المعلم في مادته، وتحسين مستواه العلمي، وأول من نادى بمحاربة العادات الاجتماعية البالية، وجند قلمه ليكتب مقالات عديدة بجريدة أم القرى يناقش فيها القضايا الاجتماعية. ومبادرات عديدة أدهشت الحاضرين لأنها انطلقت مع بداية الخمسينات الهجرية، ولا تزال تعايش حاضرنا المعاصر.
- وهو ما أدهش أيضاً بعض مفكرينا ومثقفينا ومنهم معالي الشيخ هشام محيي الدين ناظر الذي لم يتردد في القول -بعد قراءة كتاب (المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه). ((فنحن في زمن اهتزت فيه الهوية نحتاج ما نلتصق به من الذين حافظوا على هويتنا بفكرهم وأقلامهم.. وبأرواحهم في أحايين كثيرة.. وقد تنقلت بين دفتي الكتاب علني أستكشف شخصية الراحل الكريم فوجدته بحراً عميقاً يستحق الغوص في لججه لالتقاط درره.. وتعجبت أنه في حدود مجتمعه آنئذ كان يعالج نفس القضايا التي ما زلنا نعاني منها اليوم وبقيت دون حل إن لم تكن تعقدت أكثر من ذي قبل..)).
- ولم يحجب صوت الابن (المحاضر) همسات بعض الطلاب المعبرة -بالدهشة ذاتها- عن إعجابهم وتقديرهم لدور الرائد الراحل ومشاركته الفعّالة في المسيرة التنموية المبكرة، وعمق فكره، وسعة أفقه إزاء قضايا مجتمعه، وطريقة معالجته للكثير من المشكلات الاجتماعية.
- وبعد: لقد أثبتت هذه الأمسية المباركة نجاح برنامج جامعة أم القرى في الاحتفاء بالروّاد الأوائل وتكريمهم بعد رحيلهم، الذي خطط له ورعاه مدير الجامعة معالي الأستاذ الدكتور ناصر بن عبد الله الصالح، وتنفذه بإتقان لجنة مشكلة من وكيلي الجامعة: أ.د. هاشم بكر حريري، أ.د. محمد بن علي فراج العقلاء، وبعض أساتذة الجامعة متمنياً استمراره. وتشجيع الطلاب على حضور فعالياته، لما سيجنونه من فائدة معرفية قد لا تتوفر في بعض الكتب. تحية لجامعتنا العريقة، ولكل العاملين من أجل إنجاح دورها الكبير كمركز إشعاع في المجتمع. والله ولي التوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :322  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 149 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج