| وَدَفَنْتُ نَفْسِي حَيَّةً .. مَوْؤودَةً |
| فِي رُكْنِهَا النَّائي . هُنَاكَ بَمَنْجَمِي .. |
| مَا بَيْنَ أَوْرَاقٍ .. يُسَطِّرُهَا الْهَوَى |
| بِالأَمْسِ .. مَحْكُوماً بِأَمْرِ الدِّرْهَمِ .. |
| رَكَعَتْ بِهَا الْكَلِمَاتُ .. بَاهِتَةَ الرُّؤَى .. |
| شَوْهَاءَ .. خَاضِعَةً لِحُكْمٍ مُبْرَمِ .. |
| وَلِلُقْمَتِي السَّوْدَاءِ .. عُفْتُ غُمُوسَهَا .. |
| كَالسُّمِّ .. قَدْ مُزِجَتْ بِطَعْمِ الْعَلْقَمِ .. |
| يَمْشِي لَهَا الْقَلَمُ التَّعِيسُ .. قَدِ ارْتَدَى .. |
| ثَوْبَ الرَّقِيقِ .. كَعَامِلٍ فِي مَنْجَمِ .. |
| السَّوْطُ يُلْهِبُ ظَهْرَهُ .. |
| كَالنَّارِ فِي وَهَجٍ .. وَرَهْنَ تَفَحُّمِ .. |
| مُتَخَاذِلَ الأَطْرَافِ .. بَيْنَ تَحَامُلٍ |
| أو وَثْبَةٍ .. وَتَرَاجُعٍ لِتَقَدُّمِ .. |
| مُتَنَمِّراً .. مُتَمَرِّداً .. لَمْ أُهْزَمِ .. |
| صَلْبَ الشَّكِيمَةِ .. كَالجَوَادِ الْمُلْجَمِ |
| لاَ كَالأَسِيرِ .. عَنَا لِقَيْدِ الْمِعْصَمِ .. |
| أَوْ كَالذََبِيحَةِ .. بَيْنَ أَنْيَابِ الْفَمِ!! |
| وَمَضَتْ بِيَ الأَيَّامُ .. كَالِحَةً .. بَدَتْ .. |
| وَكَأَنَّها مِرْآةُ وَجْهِي الْمُظْلِمِ .. |
| جَرْدَاءَ .. كَالْقَلْبِ الْكَلِيمِ .. تَرَدَّدَتْ .. |
| دَقَّاتُهُ نَهْبَ الْفَضَاءِ الأَبْكَمِ .. |
| لَكِنَّنِي .. وَالْفَنُّ نِبْرَاسِي الَّذِي .. |
| قَدْ عَاشَ يُؤْنِسُنِي بِكَهْفِي الأَعْتَمِ .. |
| وَالْفِكْرُ مِهْمَازِي الأَصِيلُ .. وَلَمْ يَزَلْ .. |
| رَغْمَ الأَسَارِ .. شَبَابُهُ لَمْ يَهْرَمِ .. |
| عَاوَدْتُ دَرْبِي الْحُرَّ أَسْتَبِقُ الْخُطَا .. |
| مَكْرُورَةً .. فِي سَيْرِهَا الْمُتَقَدِّمِ .. |
| حَتَّى عَبَرْتُ النَّهْجَ .. تُقْتُ لِفَجْرِهِ .. |
| وَتَرَكْتُ .. فِي جَنَبَاتِهِ .. أَثَرَ الدَّمِ .. |
| وَقَفَزْتُ فَوْقَ الْحَاجِزِ الْعَالِي الذُّرَى .. |
| فِي كَوْنِهِ الْمُتَشَامِخِ الْمُتَعَاظِمِ .. |
| لأَعُودَ سِيرَتِي النَّقِيَّةَ .. حُلْوَةً .. |
| بَيْضَاءَ .. صَافِيَةً صَفَاءَ الأَنْجُمِ .. |
| كَالشَّمْسِ .. عِنْدَ شُرُوقِهَا الْمُتَبَسِّمِ .. |
| كَالصَّادِحِ الْغَرِيدِ .. لَمْ يَتَلَعْثَمِ .. |
| لَمْ تُنْسِهِ الأَقْفَاصُ .. طَبْعَ الْمُلْهَمِ .. |
| حُرِّيَّةَ التَّعْبِيرِ .. لِلْمُتَكَلِّمِ!! |
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
