شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور منذر العياشي ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور منذر العياشي.. أستاذ النقد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- ليس من السهل على المرء أن يتكلم في هذه العجالة عن الشعر المهجري، ولكن حسبنا أن نقول في وقفات قليلة وسريعة.. أن هذا الشعر لم ينقطع نسباً عن الشعر العربي، وقد جاء في تجديده أشبه ما يكون صلة بشعراء الأندلس في موسيقاهم وفي موشحاتهم، وإذا كان لهذا الشعر من ميزة، فإنه قد ربط في وقت مبكر من هذا القرن، بين الإنسان العربي وطلائع الفكر الغربي، ثم إن هذا الشعر ثانياً مكن الإنسان العربي من التفكير بطريقة أخرى، كان قد اعتاد عليها في ظلمات مرت عليه ردحاً من حياته؛ أقصد التفكير بطريقة أخرى، طريقة الإنسان كما يجب أن يكون إنساناً، هذا الشعر علمنا الحب وقضى في أنفسنا على الطائفية.. هذا الشعر زرع في كل عاشق للشعر وردة بسمة، وحسبه أن يكون كذلك.. ثم إن هذا الشعر كان صلة الكائن العربي، والوجه البارز المنير للإنسان العربي في العالم الغربي..
- نحن اليوم إذا اطلعنا على أدب أمريكا اللاتينية على وجه الخصوص، نجد أن كبار الكتاب في أمريكا اللاتينية أذكر على سبيل المثال جارسيا.. حين نقرأ بعضاً من رواياته، نجد أن بطل الرواية يسمى أحمد، وذلك يسمى سليم، والآخر يسمى علي، نتساءل من أين جاءت هذه الأسماء؟ هذه الشخصيات إلى كتاب أمريكا اللاتينية، نعتقد أنه ليس فقط أن هناك نفراً من العرب كانوا مقيمين هناك، ولكن لأن هؤلاء العرب ذهبوا إلى هناك بثقافة وطاقة روحية، فرضت نفسها على المحيط الَّذي وجدوا فيه، فقد أثروا وتأثروا، نقلوا من المحيط الَّذي عاشوا فيه.. ونقلوا إلى هذا المحيط، ولم يكونوا مهاجرين طلباً للرزق فقط، وإنما كانوا مهاجرين.. وقد حملوا في هجرتهم رسالة إنسانية طيبة، عن خصائص هذا الشعر، يمكن أن نقول سريعاً؛ إن هذا الشعر أدخل إيقاعات ما كان ليعرفها شوقي أو شعر حافظ.. ولقد كان هذا الشعر هو الإرهاصات الأولى للشعر الحديث الَّذي نعرفه اليوم.. إيقاعات هذا الشعر جاءت مرادفة أو مشاركة أو مساهمة إسهاماً فعالاً في بناء دلالاته، كان شوقي يقول القصيدة، وبين وزن البحر عند شوقي ودلالة القصيدة ليس ثمة ترابط، وللمرة الأولى على يد هؤلاء النفر وجدنا أن الإيقاع، أن الموسيقى تشارك في صنع دلالة القصيدة.
- ملمح آخر نجده في شعر هذه الكوكبة عن تلون القافية.. هذا التلون الَّذي يخرج بقارئ القصيدة من حالة كونه قارئاً لمكتوب إلى حالة كونه سامعاً لما يتلى عليه، نحن في كثير من الأحيان عندما نقرأ هذا الشعر وهو مكتوب أمامنا، نظن أننا نقرأ أو نسمع بأعيينا أصواته، هذا ملمح ثان، أقصد القراءة تصبح صوتاً.. القراءة تصبح موسيقى؛ الملمح الثالث الَّذي يمكن أن نجده هو التجديد اللغوي، بمعنى أنهم أخذوا المفردة القاموسية العربية ووضعوها في تركيب نحوي، خرج بها عن مألوف العبارة إلى دلالات جديدة لم تعرفها العربية من قبل؛ أقف عند هذه الملامح بهذا الشكل السريع، وأعتذر لشاعرنا الكبير على هذه السرعة، وشكراً لحسن إصغائكم.
- والسلام عليكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :788  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 117 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج