أفرش صوتي في المدى البعيد.. |
فلا يرجع إليّ! |
أرفع عقيرتي في لحظات ملل.. |
فيحتبس فيها الصراخ! |
أنقر على ضلوعي بأصابع باردة.. |
فأخال أنني بلا ضلوع! |
ويسألني مسافر مثلي: هل أنت حارس على الأصداء؟! |
وأسأل الكثيرين: وهل أنتم تتحدثون بلا رنين؟! |
ولكن.. نحن في مسافات السفر، |
وفي مساحات الشوق، |
نحاول أن نجد الصدى لخفقنا، ولخطواتنا.. |
وللأعمال التي تبدأ كالأماني.. |
ثم تتكثف أحياناً فكأنها الحريق! |
ونعيد التساؤل مجدداً: هل الحياة خالية من الملل؟! |
* * * |
نحن نقول، ونحن نسمع ما نقوله.. |
كلماتنا المسافرة تنضج في النوى.. |
وتهطل في الغربة.. |
وتحنّ في مفاجأة الدروب.. |
ولكنها تعود بلا أصداء! |
نحن نعتقد أننا قادرون على الحب.. |
وأن أحاسيسنا تغني فيمن نحب.. |
لكن اعتقادنا أكثر الأحيان يرجع بدون الذي أحببناه.. |
فالإنسان قد تمرس الحزن، والحزن لم يعد في الحب.. |
الحزن في العيش.. |
الحزن في الرؤى.. |
الحزن في الأماني.. |
الحزن عن الذين يهدرون الحب دائماً! |
* * * |
إنه الملل.. |
هذه البقعة التي تفترش الضلوع. |
حتى في لحظات العناق، وفي نهدة الذكرى! |
الملل.. |
فقد أصداءه هو الآخر.. |
ملل بليد تافه.. |
أصاب الملل كاتبة إنجليزية ذات يوم فقالت: |
ـ ((لو كانت عندي رقبة واحدة لقطعتها واسترحت، |
ولكني أملك عشرات الرقاب.. أقطعها كل يوم وأنام بعدها، |
وأنا أبكي على دموع القراء)).. |
وهذا هو الوهم السعيد الذي يعيش فيه كل فنان!! |
لقد سئم الإنسان نرجسية عواطفه... |
صار ما في نفوس الناس إزاء التصرفات هو الإسقاط.. |
لكثرة ما تعاني النفوس نفسها من القرف، والحياة تتحول |
من شعور |
أو من محسوس إلى أي شيء ملموس.. |
وإذن.. |
فلا داعي لأن نحول نبضات قلوبنا.. |
إلى بقالة معلبات!! |