شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هذه الدنيا
تساوت عندي الدنيا
مَسرّاتٍ، وأحزانا
فلست أَهُشُّ للبشرى
ولست أطير جَذلانَا
وليس يغرّني مدح
ولو قد جاء فتّانا
وليس يهزّني خطب
وإن عظم الذي كانا
وليس يؤُزُّني كَلِمٌ
يؤلفه الذي شانا (1)
يَدُسُّ به لدى قومي
عليّ الزور بهتانا
فهذا ليس يؤذيني
وقد زُوِدْتُ إيمانا
وذلك ليس يغريني
إذا ما غر هيمانا (2)
حفظت بذين ميزاني
فلم اختلّ ميزانا
فلست أغر بالدنيا
إذا ما أقبلت آنا
ولست أهون إن خانت
على أحد وإن خانا
ولكن شيمتي وسط
مضى في الناس لي شانا
رأوا في سمْته خلقي
على ما كان مذ كانا
فلا تبطره النعما
ء إن واتته ألوانا
ولا توهنه الضرا
ء إن مسته أحيانا
ومن عرف الدنى مثلي
رأى الحالين سيانا
فما يسر بمستصف
على المغرور خلانا
وما عسر بمستبق
لمن قد ساء إخوانا
وليس العيش إذ يخلو
من الأحباب مزدانا
وربة نعمة جعلت
من الإنسان شيطانا
فضل سبيله فيها
تناسى الله - ديانا (3)
وأطلق في الورى نفساً
تَثُرّ الشر طغيانا
فما راعى لهم حرما
ولا إلاًّ، وما صانا
تَشَافَّ من الهوى شَرباً
فراح يميس سكرانا (4)
يعربد كيفما يبغي
مثار النقع (فنانا)
ويهذي جدَّ مأفون
كثير (الهرج) منانا
وكان البيت رغم المقت
بالرواد ملانا
فدار الفلك دورته
وغيِّر كل ما كانا
فجرِد من مغانمه
وعُطِّل كل ما زانا
فعاد يجر أذيالاً
من الخسران لهفانا
وما أجداه ما ولى
من الأيام فينانا
وزاد بذاك بلواء
وزاد بذاك خسرانا
وامعن كلُّ من والى
- مع الأيام - هجرانا
وعاش حبيس وحدته
وبالأحزان غَصّانا
فلم يحسب لما يلقى
من الآلام حسبانا
ومن حقر الورى شأناً
يهون عليهمو شانا
فما أحراه إن دالت
به الأيام إن هانا
وربة كربة يمنى
بها المكروب أحيانا (5)
وعَقَّبَ عُسْرَه يُسْر
يبدد كل ما رانا (6)
وعوض خيْرَ تعويض
عن البلوى وما عانى
وكم من كربة كانت
لعهد اليسر إيذانا
فلا تفرح ولا تحزن
لأمر ما إذا آنا (7)
ولكن إن يكن خيراً
فشارك فيه إخوانا
وجد بالخير فياضاً
وعم الناس إحسانا
ولا تمنن على أحد
وجانب فيه إعلانا
ولا ترقب له ثمناً
تجد في الله أثمانا
وإن كان الذي يُخشى
فلا تخشه إذا حانا
عسى أن تكرهوا شيئاً
يُريد به القضى شأنا (8)
فما يخفاك من دنياك
أضعاف الذي بانا
ولا تحمل لهذا الناس
- في الحالين - أضغانا
ومن آذاك بهتانا
وأمعن فيه إمعانا
فرد عليه إحسانا
وإن قصرت غفرانا
يُثِبْك عليه بارئه
بما أحسنت إحسانا (9)
ولا يؤذيك أن تلقى
من الإنسان كفرانا
وإن تلق الذي ترضى
فَوَفِّ الشكر شكرانا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :13997  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 428 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.