شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تقديرنا للأدب.. ظاهرة
تقديرنا للأدب، حكومة وشعباً، وبهذا المستوى من الاهتمام والحميمية والحماس أعتقد أنه ظاهرة يجدر بنا - وبالأكاديميين منا خاصة - أن نعكف على دراستها، وتفسيرها وتتبع بواعثها ومنابعها، في نفوسنا، ابتداء من القاعدة العريضة، وانتهاء عند القمة الشامخة، وهي أولو الأمر وعلى رأسهم جلالة عاهلنا العظيم، فهد بن عبد العزيز.
ولا بد، أن نتنبّه، في محاولة درس الظاهرة، إلى أن ما حققته مسيرة المملكة من نجاح، لم يكن مقصوراً على الأدب وحده.. بل قد أرجو أن لا يغضب الأدباء، على اختلاف تخصصات إبداعهم، أو اهتمامات هذا الإبداع، إذا ذهبت، إلى أن الأدب بالذات، كان - وأخشى أن أقول: ((لا يزال)) أقلّ نجاحاً، في هذه المسيرة، من معطيات النجاح الأخرى.
صحيح، أن عمر مسيرته قد تجاوزت الخمسين عاماً، وصحيح أن الساحة قد شهدت فرساناً في الشعر، وأدب المقال، والقصة، وإلى حد ما في النقد، ولكن يحسن أن لا ننسَ أن عطاء الفكر عند هؤلاء الفرسان، كان أقرب إلى الهلامية، منه إلى التحديد والوضوح، وأنه في مجموعه الأكثر، كان خالياً من القدرة على تعمّق قضايا المجتمع إقليمياً وعربياً. فضلاً عن قضايا الإنسان.
ما أكثر ما فاضت به قرائح الشعراء من الشعر، ولكن ما أقل ما نجد في هذا الكم الهائل من الشعر، نبض الإحساس بهموم المجتمع.. بهموم الإنسان المواطن، أو العربي، أو الإنسان في دنيا اليوم، وقد لا يختلف عن ذلك أدب المقال، وأدب القصة، وحتى النقد.
في الأمسية التي أقامها نادي الرياض الأدبي برعاية أو بمناسبة حفل جائزة الدولة التقديرية لهذا العام، استمعنا إلى ما تلاحق من قراءات الشعراء، الأساتذة: حسن عبد الله القرشي وعبد الله بن إدريس، وهاشم رشيد، كما استمعنا إلى مسافر والصيخان.. وكان الظن، أننا سنسمع أكثر مما في الدواوين المطبوعة، ولكن ما سمعناه من الشعراء كان ترديداً لما في هذه الدواوين، وإذا سمح لي أن استثني أحداً، فإن الشاعرين (مسافر، والصيخان).. قد استطاعا بقصائد الشعر الحر، الخالي من الوزن والقافية، أن يهزّ كل منهما وجدان المستمعين - وأنا منهم - مما جعلني أتساءل: (هل كتب على الشعر العمودي، أن يخلي الساحة للشعر الحر)؟ وأجد نفسي أجيب: (أبداً.. كل ما في الأمر أن الشاعرين الشابين قد عايشا في شعرهما هموم الإنسان المواطن.. الذي يعيش بدوره هموم الإنسان العربي.. في قضاياه بكل ما فيها من مرارة وعذاب).
على أية حال.. لا بد أن أدعو منظِّري الفكر، إلى دراسة الظاهرة.. ظاهرة تقديرنا للأدب مع أنه أقل نجاحاً، من معطيات النجاح الأخرى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :566  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.