| أفي الأسى بعدَ (عبدِ اللَّهِ) قافية |
| قد أُرهِقَ القلبُ حتى أزهقَ الحَدَقَا |
| بكيتُه عشرةً بالدمعِ كاملةً |
| كانت بَلاءً وكانتْ كلُّها أرقا |
| ما في (زمالَتِهِ) إلا مُناصحةٌ |
| ولا (مودتِهِ) إِلا الذي عَبَقَا |
| وَليَّ ومِلءُ مَطلوبِه طَواعِيَةً |
| وغيبُهُ في سبيلِ الخيرِ قد سَبَقَا |
| عهدي بهِ وهو في بُرديْهِ مُشتملٌ |
| شيخاً تَمَثَّلَ فيه العدلُ فاتَّسقَا |
| لا تستبيهِ بمعنى الفخرِ هاجسةٌ |
| ولا يتيهِ بما أوتيهِ مُرتفقا |
| وفيُّ (الأمانةِ) مشكوراً بسيرتِهِ |
| وغادرَ الناسُ في أحزانِه فُرقا |
| وخلَّدَ الذكرَ فياحاً بطيبتِهِ |
| وخلَّفَ الحُزنَ من فُقدانه طبقا |
| لَهْفي عليه رُحمى اللهِ تغمرُهُ |
| فما أبرَّ وما أرضى الذي عَتَقَا |
| وفي النبيِّ لأهلِ اللَّهِ موعظةٌ |
| والصبرُ أثوبُ والدنيا لِمن لَحِقا |
| وفي بنيه لمن يبكيهِ تعزيةٌ |
| همُ الرجاءُ وفيهم نأملُ الحذقا |
| أضفى الإله على جثمانِهِ مِنَناً |
| كالغيثِ ينهلُ منها صَيِّباً غَدِقا |