شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اقتراب الساعة (1)
الهرجُ والمرجُ والترويعُ والخَطَرُ
بها تُباغِتُنا الآصالُ، والبكرُ
وما هنالِك في الآفاقِ من نبأٍ
إلا البلاءُ وإلا الشرُّ والكَدَرُ
كأنما الناسُ غيرَ الناسِ، ما برِحتْ
قلوبُهُمْ.. برسيسِ الحِقدِ تنفطرُ
يُجابهون (الأذى) في كُلِّ ما سَمِعوا
ويشتكونَ (القَذى) من كُلِّ ما نَظروا
* * *
أودى بهم – أنَّهم ظنوا بقُدرَتِهِم
أن لا يَضيقَ بهم في غَزوهِ (القَمرُ)
وهُم من (الطينِ) و(الصلصالِ) قد خُلقوا
وما لهم -ويلَهم- نفعٌ ولا ضَرَرُ
لكنَّما هو وقدْ لجَّ الغرورُ بهم
(آياتُ ربِّكَ) لو هُم بالهُدى ازدُجروا
سحقٌ، ومَحقٌ، وشِركٌ – لا يُطهِّرُهُ
إلاَّ الجحيمُ، وإلا النارُ تستعرُ
وما بِنا خشيةٌ.. إلا بما كَسَبَتْ
أيدي الطواغيتِ، أو أوزارُنَا الكُبرُ
هو (النذيرُ) وفيه الساعةُ اقتربتْ
وهو (القضاءُ) الذي ينقضُّ (والقَدرُ)
فما مضى مِثلُهُ في الخلقِ قاطبةً
ولا تعنَّى به من قَبلِنا – البَشرُ
* * *
فالبؤسُ مرتكسٌ، والخوفُ ملتبسٌ
والضَّعفُ مبتئسٌ، والجوُّ مُعتكِرُ
والسلم محتلسٌ، والحربُ مفترسٌ
والخيرُ مُنعكِس، والشرُّ مُنتشرُ
والفِسقُ منطلقٌ، والشملُ مفترقٌ
والظلمُ.. مُنطبِقُ، والعدلُ مُندعِرُ
والإفكُ في لُجَجٍ، والشكُ في هَوَجٍ
والقَحطُ، والجدبُ والإِضرار والضَّررْ
* * *
تجاهلَ الناسُ (وحيَ اللَّهِ) وانغمسوا
في المُوبقاتِ، وما بالوا ولا ازدجروا
كأنَّهم لن يموتوا.. ثم يُبتَعثوا
بما هُمُ اكتسبوا (وزناً) وما ادخروا
ولا نجاةَ لهم – مما يحيقُ بِهم
إلا –بتوبَتِهِم– من كُلِّ ما فَجَروا
* * *
يا عالِمَ السرِ والنَّجوى، ومن خَشَعَتْ
له (الخلائقُ)، والأِشباحُ، والصُّورُ
لَنحنُ جيرانُك الأَدنونَ في بلدٍ
(مثابةً) لك فيه (البيتُ) و(الحجرُ)
فهبْ لنا مِنك (عَفواً) نطمئنُ بِهِ .
و(رحمةً) دونَها الأرزاءُ تندَحِرُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :425  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 487 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.