يسعد "الاثنينية"، وهي تخطر في عامها الثالث والثلاثين، مشرِّعةً نوافذ التوثيق لتجارب وأفكار، وألق الأساتذة الأفاضل المكرّمين من أعلام، وعلماء، ومبدعين، أضاءت قناديل منجزاتهم الفكرية، والثقافية، والعلمية فعالياتها.. إهداؤكم الجزء التاسع والعشرين من سلسلة أمسياتها عن عام 1434هـ/2013م في مجلدين، خلاصة ثمانية عشر عَلماً بارزاً، كانت صحبتهم الماجدة خير زاد أكرمنا به المولى عز وجل خلال هذا الموسم الذي استهللناه، وللمرة الأولى، باستضافة السيدة العالمة الدكتورة حياة سندي؛ لجهودها العلمية في خدمة الإنسانية في مجال التقنية البيولوجية، وسيدتين أخريين سعدنا بالاحتفاء بهما؛ تجاوباً مقدراً في طرح ما لديهن من تجارب، وأفكار، وتألق في الحوار، فمنهن من نالت وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى لاكتشافها الخلل في الجين المتسبب للانتفاخات اللثوية لمرضى زراعة الكلى، الدكتورة أروى بنت علي السيد، ومن حققت شهرة عالمية في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" في مجال الأبحاث البيئية، الدكتورة ماجدة محمد أحمد أبو راس.
كما مددنا جسور التواصل بالأشقاء من دول الخليج.. فسعدنا بلقاءين، شرفنا فيهما من قطر، الباحث الأكاديمي معالي الدكتور محمد عبد الرحيم كافود، وأبرز مؤسسي الحركة المسرحية الكويتية الأستاذ عبد العزيز السريع، وكان للاقتصاد مكان بارز في هذا الموسم باستضافة الدكتور محمد سالم بن عبد الله سرور الصبان الذي تناول بأسلوب العارف الخبير، شؤون وشجون البترول والاقتصاد الوطني.
وقفة أخرى مميزة كانت مع فضيلة الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان وكتابه القيم "مكتبة مكة المكرمة قديماً وحديثاً" جامعاً بين دفّتَيْه أهم ما جاء حول موقع المكتبة، الّتي تواترت الأقوال العلمية والمحلية على أنها مكان ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. كما التقينا باللغوي، المؤرخ، الباحث، الأستاذ عبد الرحمن يحيى الرفاعي، أحد أهم علماء اللغة العربية وأئمة بحثها العلمي والتاريخي.
ومن العلامات الفارقة في هذا الموسم، احتفاؤنا بمعالي فضيلة الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، الذي كان حصيفاً ثاقب الرأي، أنموذجاً في تناوله العميق لموضوع يهم الأسر والمجتمعات، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان لقاءً مفيداً، أثرى الساحة حواراً بناءً، وأسهم في توضيح كثير من الصور والأحكام المسبقة. كما لقيت تصريحاته الصريحة صدىً واسعاً في الأوساط الإعلامية والصحافية.
أطيب تمنّياتي لكم بأوقات ممتعة مع هذا الجزء، مزجياً الشكر عاطره، والثناء أجزله لأصحاب الفضيلة، والمعالي، والسعادة الذين اقتطعوا جزءاً من ثمين أوقاتهم لتشريفنا بحضورهم وإسهامهم المقدّر في إحياء هذه الأمسيات، سائلاً الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، وأن ينفع به الجميع..