فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد قنديل > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد قنديل - الجزء السادس - النثر > يوم ورا يوم > - 20 -
(20) (1) قال لي هذا اليوم أحد المسؤولين بإحدى الوزارات المسؤولة عن التوعية والتقييم لكل مقومات هذه المملكة السعيدة.. لقد تقدم أحدهم بشكوى ضدك.. وذلك في مفهومه العادي البسيط.. لأنك مسست في بعض ما تنشره من شعبياتك طائفة من إخواننا أبناء بعض الأقطار العربية.. يقيمون.. ويعيشون بيننا مشتغلين بما يعتبر عصب الحياة.. وأراد.. وشكراً لما أراد.. إفهامي بأن الشكوى لم تعتبر ذات موضوع جدي.. لعدم اشتمالها حقيقة أو جدياً على ما فهمه الشاكي إساءة.. ولتعود هذا الشخص بالذات على تكرار مثل هذا العمل منه. فأجبته.. إن الذي يعنيني في مثل هذه الحالة قبل كل شيء.. سؤال واحد لتقرير حقيقة واحدة.. ولست أكترث فيما بعد لأن يكون لشكواه وجه خطأ أو صواب.. والسؤال: هل هذا الرجل سعودي أم أجنبي مقيم؟ قال: بل هو سعودي!! وراعتني الإجابة.. وهالني مدلولها فعلاً.. فقلت.. إذا كان الشخص سعودياً فكيف يبيح لنفسه أن يتكلم ويعتبر نفسه رغم حمله التابعية واتصافه بالجنسية السعودية.. لا يزال أحد أبناء ذلك القطر العربي؟ ثم كيف يجيز مسؤول مع عدم المؤاخذة.. سماع شكوى ضد سعودي من سعودي باعتبارها دفاعاً عن عنصر الشاكي.. وعنصريته.. إن الحقيقة في هذا الأمر وقبوله تقول.. إن الرجل لم يزل يعتبر نفسه من أبناء ذلك القطر العربي رغم تابعيته وجنسيته السعودية.. بهذه الحقيقة.. وبذلك السؤال أحب أن أقول أخيراً.. إننا بإفساح المجال في أية وزارة، أو مديرية، أو مصلحة أو قسم، أو مركز.. لقبول مدة اعتبار السعودي مولداً.. أو تابعية.. لا يزال ممثلاً لبلده النازح منه، أو المولود به أبوه وأجداده في كل شيء.. إنما نضعف، بل ونفتت.. بحسن نية.. هذا الذي يسميه بعضنا.. الكيان الكبير.. أو المملكة العربية السعودية! وأخيراً.. فإنني احترم الرجل من أفراد الطائفة أو الجالية يقيمون بيننا منتسبين لذويهم ولبلادهم التي يحملون تابعيتها وجنسيتهم بموجبها.. ولكنني قطعاً لا أحترم أي مواطن يحمل تابعية وجنسية بلادي.. ثم هو بقوله.. وعادته.. وتصرفاته وشكواه كذلك.. وفي كل مناسبة يعتبر نفسه برغم ميلاده هنا ولهجته وجنسيته.. يعتبر نفسه واحداً من أبناء البلد النازح منها أحد آبائه أو أجداده القدامى.. في يوم من الأيام. * * *   [1] المصدر : جريدة عكاظ 15/4/1387هـ ـ 21/7/1967م.
طباعة تعليق  القراءات :708  التعليقات :0
صفحة 59 من 168

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج