شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة معالي الدكتور غازي القصيبي
فقال الدكتور غازي القصيبي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كم أنذرت صديقي دكتور محمد الصبيحي أنه من الخطر على الموظف أن يكون أفصح أو أبلغ من رئيسه. ومشكلتنا معه أنه كان كبير المذيعين بالإذاعة السعودية وبالتلفزيون السعودي وكيف ينافس إنسان كبير المذيعين. يصعب على شاعر أن يقدم محاضرة عن الشعراء خصوصاً وأن لي رأياً في الشعراء لا يعجب الشعراء منذ القدم. والشعراء يحاولون أن يوحوا للآخرين بأنهم مخلوقات متميزة عن غيرها متفوقة على بقية البشر منذ عهد آلهة الإغريق المزعومة. بدأ الشاعر الإغريقي قصيدته باستيحاء حرية الشعر واستمر هذا التراث الأسطوري في شعرنا العربي. فقد كان الشاعر العربي يدعي أنه على معرفة وثيقة بالشياطين وكان يدعي أنه من السحرة ومن الكهان، بل إن التمييز بين شخص الشاعر والكاهن في ذلك الوقت كان نائماً. كان الشاعر يفترض فيه أن ينفح قوة سحرية تؤثر في الآخرين. فبطبيعة الحال كان الشعراء أول من روج هذه الأكذوبة وسارعوا إلى نشرها وبثها بمختلف الوسائل. ونحن نذكر الشاعر الذي قال: كل شاعر من البشر شيطانه أنثى وشيطاني ذكر. أذكر الشاعر الذي قال: إني وإن كنت صغير السن فإن شيطاني أمير جميل. الظاهر الجن زي الشعراء في الكبراء والصغراء، الغريب أن هذا الوهم لا زال مسيطراً حتى في القرن العشرين، فلا يزال الشعراء يحاولون أن يقنعونا أنهم مختلفون عن غيرهم وأنهم يملكون رؤية كونية ونظرة مستقبلية إلى بقية الكلمات التي أسمعها ولا أفهمها. وكنت دائماً أقول إن الشاعر إنسان عادي لا يمتاز عن غيره إلا بشيء واحد هو أنه أوتي موهبة التعبير عن مواهبه شعراً كما أوتي الغسان موهبة التعبير عن تجاربه. أصلاً الموسيقي موسيقي والمهندس مهندس وعبد الله الشيتي مموسق والصحافيون بذاء والصحافيون العرب يعرفون أن البذاءة لها ثمن مرتفع جداً في محكمة الأخلاق. أنا لا أرى أن الشاعر يتميز عن غيره إلا بموهبته ولكن يفاجأ بعضهم عندما يفترضون أن الصور الرومانسية التي كانت في أذهانهم عن الشاعر لا تنطبق على موهبة صورة الإنسان يهيمن حالاً أن الجاهل غير المادي والمتسامح الذي لا يخبر إلا في الحب وقصص الحب وقصص الحنان والرحمة. هذه الصورة ربما لا توجد إلا في الأذهان، ومحدثنا الليلة إلى حد ما شاعر ولكن ممكن اعتباره بالتأكيد شاعراً بالقرابة بالإضافة إلى كونه غامر في هذا الميدان. فقد غامر في أكثر من ميدان لقد وصلت كتبه سبعة عشر كتاباً والحمد لله ما وصلت إلى عشرين، وهذه الكتب شملت المقالة بأنواعها: المقالة السياسية والمقالة الأدبية والمقالة الصحافية. وتحدثنا عن القصص القصيرة ثم إلى الرماية. وقد سعدنا في هذه السنة بالترحيب بروايتين من رواياته: واحدة عن مأساة الحرب الأهلية في تابوت ميناء رأس بيروت والرواية الأخرى بعنوان (امرأة غامضة) ولكن من ضمن الأشياء نذكرها للمحاضر أنه على خلاف كثير من كتاب العرب وله جهوده في نشر عدة كتب لمكتبة العربي الصغير أو للصغار العرب وهذا بدون شك جهد نشكره عليه فنحن تجاه رجل موهوب ومبدع بطبعه لا يستطيع أن يتحدث عن الموهوبين والمبدعين بقدر من التواضع والتجرد، كما أنه قد أتيح له أن يتعرف على عدد كبير من أبرز شعرائنا، الأمر الذي جعله يجمع دخير طيبته. سوف يشارككم الليلة في بعض أسرارها ولعلّنا عندما نستمع إلى المحاضرة نخلص إلى نتيجة وهي: هل العلاقة بين الشعراء والشياطين علاقة حقيقية أَمْ مزعومة أَمْ أنها من جانب واحد فقط؟
أقدم لكم الأستاذ الأديب المعروف الأستاذ ياسين رفاعية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :543  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 86 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج