| ما بالُ دمعَك كالأتيّ المُزيدِ |
| حَرانَ مشتعلاً ولما يَنْفَدِ |
| تجري به العَبَراتُ أحمر قانياً |
| كالجمرِ يسقطُ من أَتونٍ مُوقَدِ |
| هل ذاك أمْ قلبٌ تفطَّرَ بعدَما |
| هتفَ النُعاةُ (بخالدِ بنِ مُحمدِ) |
| أودى فخِلتُ به الفؤادَ فَريسةً |
| للحُزنِ يخفِقُ في أسًى وتَجَلُّدِ |
| ولشدَّ ما استرشدتُ فيه فلمْ أجبْ |
| دَاعي الفجيعةِ واتَّأدتُ إلى الغدِ |
| ورَنوتُ أنظرُ فيه مِلءَ بُرودِهِ |
| مَجداً وأكرمَ فاخرٍ ومُسوَّدٍ |
| سامى به النسبُ الأغرُ وزانَه |
| حسبٌ تألَّقَ مُشرقاً كالفَرقدِ |
| ولرُبَّ مُعتركٍ تَضِلُّ به الحِجى |
| كالسيلِ يَسفعُ بالقُتامِ المُربِدِ |
| وافاه أخيلُ باسماً مُترنحاً |
| وانقضَّ فيه كالقضاءِ المُرصَدِ |
| فحلٌ تحامَاه الكُماةُ شجاعةً |
| ونَماه في العَلياءِ كلُّ مُشيدِ |
| (من كُلِّ وضَّاحِ الجبينِ كأنَّهُ |
| قمرُ توسَّطَ جُنح ليلٍ أسودِ) |
| ما ماتَ من هو بالمكارمِ خالدٌ |
| في الغَابرينَ وسيرةٌ للمُقتدى |
| والموتُ حقٌّ والحياةُ وديعَةٌ |
| والصبرُ أجدرُ بالمنُيبِ المُهتدي |
| لهْفي عليك جني عليَّ وربما |
| كابدتُ فيك صَبابةً لم تَخمُدِ |
| ما كنت إلا في رياضِكَ دَوحةً |
| يزكو بها غرسُ الفضائلِ فاحصدِ |
| كِلتا مَعاشُك أو معارُك خيرة |
| لأبيك في اليومِ العظيم المشهدِ |
| ولأجرُهُ بك صابراً مُسترجعاً |
| أجدى عليه من الثَنا المُترددِ |
| ولئن أشاعَ بك الحِمامُ مُصيبةً |
| في المسلمينَ فقدْ أكن توجدي |
| يرجو الفتى في الدهرِ طولَ حياتِه |
| ونعيمِهِ والمرءُ غيرُ مخلَّدِ) |
| فارجْ لِربِّكَ راضياً مُستبشراً |
| فلأنتَ منه على يَقينِ مُوحِّدِ |
| وسقى الحيا جَدْثاً تضمَّخَ تُربُه |
| بِشذاكَ ينفخُ من خلالِ الجَلمَدِ |